[أبو سلمان عبد الغني]

الحمد لله هادي الموحدين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلاة ندخرها إلى يوم الدين ثم أما بعد
أخي لواء العز أعز الله بك الاسلام انتبه لمقولتي جيدا ففيها الخير لي و لك ولسائر قرائها بإذن الله
أولا اعلم وفقك الله أن الجمع بين النصوص وعرض بعضها على بعض سائغ بل واجب في كل المواطن التي ذكرت سواء كان الحكم قطعي الدلالة أو ظنيا مما يجوز تغيره بتغير الأزمان والأمكان
فبهذه القاعدة استخلص العلماء تغير الفتوى دون تغير الحكم والتفريق بين مقام الحكم ومقام الفتوى ومقام التقوى .ومعلوم أن ما كان سببا لوجود شيء لا يكون المسبب سببا في عدمه
أما المصطلحات التي ذكرت :فكلام مضخم..وإرهاب مصطلحات فهذه مصادرة عن المطلوب
ثانيا أظنك لم تفهم قولي الأول :اعلم أخي وفقك الله أن مطلع قصة عبد الله بن حذافة ولقاءه الأول مع كسرى ملك الفرس الذي وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يكفي ردا على مقولتك
أقصد بهذا اللقاء الأول أي الذي جرى في عهد المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه لا الثاني الذي طرحت مع أن الثاني نفسه في بدايته يكفي ردا لكن الأول قطعي صريح والثاني محتمل لأوجه غير الذي ذكرت
أما ما طرحت أخي أخيرا من تصالح النبي صلى الله عليه وسلم ففوارق عديدة لا تضطرني إلى التفصيل أكثر وأنا أؤخر المقال من باب تأخير الخطاب واللبيب بالاشارة يفهم لكن أنصحك أن تعرض مواقف النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم اجمالا وقت استضعاف المسلمين كي نخرج وقت العزة لأنه قيد مفارق ثم بعد ذلك أمعن النظر وارجع إلى أقوال علمائنا القدامى رحمهم الله وتصييرهم للوقائع وستدرك ما أريد إفهامك إياه وإليك بعض القيود استعن بها في المقارنة * غلبة الظن * اقتضاء الحاجة * إدراك جازم...*
أما توجيهك للرسالة ففي غير محله فلوا افترضنا أن فعل أخينا أسماعيل هنية لا اشكال فيه فاعلم أن بغيته على خلاف ما ذكرت
أما ما ختمت به فأقول تعقيبا عليه
هذا الامر من الأمور التي تمس العقيدة فكيف تقول أننا في غنى عنها بل أقول الواجب تبيانها
واعلم أن كلامي هذا لا يفهم منه عدم التماس الأعذار بل ألتمس العذر لكل محب لعزة الاسلام والمسلمين ولا تحسبني ممن لسانهم مرسل في لحوم المسلمين ومن ديدنهم اغتياب اخوانهم أعوذ بالله من ذلك
واعلم أخي أنني في اعتقادي أظن الأخ اسماعيل هنية *أسأل الله أن يسدده* أخا محبا للدين ولنصرة المسلمين أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحدا
هذا والله أعلم
أخيرا أحبك الله الذي أحببتني فيه
وصلى الله وسلم على نبينا محمد