صفعة من حبيب
قالت مبتسمة وعلامة التفاؤل لاتزال منحوتة على وجهها بعد كل تلك السنوات ...
" سنسافر إليها معا في المرة القادمة إن شاء الله بصحبة أولادنا الذين سيرزقنا الله بهم .."
نظر في عينيها ليجد فيهما بريق الأمل كعادتهما
ثم قال مبعدا نظره عنها كأنه سئم من هذا الأمل المخضرم !
متمتمًا بصوت سقط كالصاروخ على مسمعها
"وكيف وأنت ليس فيك أبناء؟!!!"
قالها وأدار ظهره مصطنعاً بحثه عن ثوبه الذي يعلم يقيناً أنه موجود على المنضدة
تسمرت هي في مكانها وكأن سطلا من الماء البارد صب فوق رأسها على غفلة منها
-"أين ثوبي الأبيض الذي طلبت منك غسله وكويه ؟"
كان يحاول أن يتجاهل شعوراً بالذنب بدأ يتسلل إلى نفسه..
وبينما هي لا تزال تحت تأثير الصدمة ومن غير أن تهمس ببنت شفة ..
استدارات نحو المنضدة وناولته الثوب الأبيض المكوي النظيف
التفت إليها متجنبا النظر إليها:- " ها هذا هو "!
خطفه من بين يديها وخرج سريعاً هارباً من ملاحقة عينيها له ساحبا الباب خلفه
فتح باب السيارة واضعاً الثوب الأبيض النظيف بجانبه في المقعد الأمامي
أدار محرك السيارة وقبل أن ينطلق ..
ألقى نظرة خاطفة على الثوب فوجده أبيضا ناصعا وقد استقرت عليه دمعة شاهدة على تعرضها
ل ( صفعة من حبيب ).
بقلم / قاصرة الطرف