نصائح لكل مبتلى 15
قال تعالى :
{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}
يتساءل الكثير إخوتي في الله كيف يكون الصبر وكيف نصبر ؟؟؟
ولكثرة السؤال عن ذلك قررت أن أنقل لكم شيئا مما قاله شيخ
الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث وضع عشرون سببا تعين العبد
على الصبر وسأنقلها لكم في هذه النصيحة والنصائح القادمة :
الأول : أن يشهد أن الله - سبحانه وتعالى - خالق أفعال العباد حركاتهم
وسكناتهم وإراداتهم، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، فلا يتحرك
في العالم العلوي والسفلي ذرة إلا بإذنه، ومشيئته والعباد آلة، فانظر
إلى الذي سلطهم عليك، ولا تنظر إلى فعلهم بك، تستريح من الهم والغم
والحزن .
الثاني: أن يشهد ذنوبه، وأن الله إنما سلطهم عليه بذنبه، كما قال تعالى:
{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} فإذا شهد
العبد أن جميع ما يناله من المكروه فسببه ذنوبه، اشتغل بالتوبة
والاستغفار من الذنوب التي سلطهم عليه ، عن ذمهم ولومهم والوقيعة
فيهم، وإذا رأيت العبد يقع في الناس إذا آذوه ولا يرجع إلى نفسه باللوم
والاستغفار فاعلم أن مصيبته مصيبة حقيقية، وإذا تاب واستغفر، وقال:
هذا بذنوبي، صارت في حقه نعمة.
قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - كلمة من جواهر الكلام: لا
يرجونّ عبدٌ إلا ربه، ولا يخافنّ عبدٌ إلا ذنبه. وروي عنه وعن غيره:
ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة .
هذا والله تعالى أعلم