نصائح لكل مبتلى 16
قال تعالى :
{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ
الظَّالِمِينَ}
نتابع معكم أحبتي في الله : أسباب تعين على الصبر ( كيف نصبر )
الثالث: أن يشهد العبد حسن الثواب الذي وعده الله لمن عفى وصبر، كما
قال تعالى:{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ
لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} . ولما كان الناس عند مقابلة الأذى ثلاثة أقسام:ظالم
يأخذ فوق حقه، ومقتصد يأخذ بقدر حقه، ومحسن يعفو ويترك حقه. ذكر
الأقسام الثلاثة في هذه الآية فأولها للمقتصدين، ووسطها للسابقين،
وآخرها للظالمين.
ويشهد نداء المنادي يوم القيامة ألا ليقم من وجب أجره على الله، فلا
يقوم إلا من عفى وأصلح وإذا شهد مع ذلك فوت الأجر بالانتقام والاستيفاء
سهل عليه الصبر والعفو.
الرابع: أن يشهد أنه إذا عفى وأحسن أورثه ذلك من سلامة القلب لإخوانه
، ونقائه من الغش، والغل، وطلب الانتقام، وإرادة الشر، وحصل له من
حلاوة العفو ما يزيد لذته ومنفعته عاجلا وآجلا على المنفعة الحاصلة له
بالانتقام أضعافا مضاعفة،ويدخل في قوله تعالى:{وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
فيصير محبوبا لله، ويصير حاله حال من أُخِذَ منه دراهم فَعُوِّضَ عنها ألوفاً
من الدنانير، فحينئذ يفرح بما مَنَّ الله عليه أعظم فرحٍ ما يكون.