4 - اهجروهن في المضاجع:
أما الخطوة الثانية وهي الهجر فتأتي ومعها مجموعة من الأسئلة:
كيف نهجرهن؟ وأين؟ وهل من معنى الهجر أن نهجر كلامهن أيضًا؟
حددت الآية الكريمة الهجر بأنه هجر في المضاجع؛ فليس للزوج أن يخرج زوجته من بيتها إلى بيت آخر، ولو كان بيت أبيها.
قال ابن عباس رضي الله عنه : "الهجر هو ألا يجامعها، ويضاجعها على فراشها، ويوليها ظهره".
وليس من معنى الهجر أن يهجر كلامها؛ فهذا أمر لا يحل للمسلم مع أخيه المسلم، فضلاً عن مسلم مع زوجته المسلمة، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث؛ يلتقيان، فيُعْرِض هذا ويعرض هذا، وخيرهما من يبدأ بالسلام)).
وقد حدد الفقهاء مدة الهجر، فقالوا: "والهجران: غايته شهر، كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث أَسَرَّ إلى حفصة حديثًا، فأفشته إلى عائشة، وتظاهرت عليه".
هذا هو أسلوب الهجر، ومكانه، وزمانه، وهو - كما ترى - أسلوبٌ إنساني، ومحاولةٌ رحيمة للإبقاء على أواصر المودة بين الزوجين حتى لا تنهدم بيوتٌ، وتنهار أسرٌ، ويتشرد أطفالٌ.
فإذا لم تستجب الزوجة هذه المرة أيضًا ، فإن الزوج ينبغي أن يخطو الخطوة الثالثة
- يتبع بعون الله -