عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 31-12-2005, 09:40 PM
الصورة الرمزية أبــو أحمد
أبــو أحمد أبــو أحمد غير متصل
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: صــنعاء
الجنس :
المشاركات: 26,541
الدولة : Yemen
افتراضي * هل تحب ان يكون لك بيتا في الجنة ؟؟




:salam:







عن أسامةَ بن زيد رضي الله عنه أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :

" ألا هل من مشمرٌ إلى الجنة ، فإن الجنة لا خطر لها ، هي وربِّ الكعبة نورٌ يتلألأ وريحانةٌ تهتز وقصرٌ مشيدٌ ونهرٌ مطردٌ وثمرةٌنضيجةٌ وزوجةٌ حسناءُ جميلةٌ وحللٌ كثيرةٌ ومقامٌ في أبد في دار سليمةوفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة في محلة عالية بهية ،




قالوا : يا رسول الله نحن المشمرون لها. قال : قولوا إن شاء الله .

فقال القوم : إن شاء الله .



+-----------------------------------+
أتاك حديثٌ لا يملُّ سمـاعهُ ××× شـــــهىٌّ إلــــينا نثره ونظامُــهُ


إذا ذكرته النفس زال عناؤها ××× وزال عن القلب المعنَّى ظلامُهُ

فوا عجباً لها كيف نام طالبها ؟





قال العلامة ابن قيم الجوزية :




ولما علم الموفقون ما خلقوا له وما أريد بإيجادهم رفعوا رؤسهم ، فإذا علم الجنة قد رفع لهم فشمروا إليه ، وإذا صراطها المستقيم قد وضح لهم فاستقاموا عليه ، ورأوا من أعظم الغبن بيع ما لا عين رأت ولا إذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر في أبد لا يزول ، ولا ينفذ بصبابة عيش ، وإنما هو كأضغاث أحلام ، أو كطيف زار في المنام ، مَشُوب بالنَّغص ممزوج بالغصص وإن أضحك قليلا أبكى كثيراً ، وإن سر يوماً أحزن شهوراً ، آلامه تزيد على لذاته ، وأحزانه أضعاف مسراته ، أوله مخاوف وآخره متآلف ، فيا عجباً من سفيه في صورة حليم ، ومعتوه في مسلاخ عاقل ، آثر الحظ الفاني الخسيس ، عـلى الحظ الباقي النفيس وباع جنة عرضها السموات والأرض بسجن ضيق بين أرباب العاهات والبليات ، ومساكن طيبة في جنات عدن تجري من تحتها الأنهار بأعطان ضيقة آخرها الخراب والبوار ، وأبكاراً عرباً أتراباً كأنهن الياقوت والمرجان بقذرات دنسات سيئات الأخلاق مسافحات أو متخذات أخدان ، وحوراً مقصورات في الخيام بخبيثات مسيبات بين الأنام ، وأنهاراً من خمر لذة للشاربين بشراب نجس مذهب للعقل مفسد للدنيا والدين ، ولذة النظر إلى وجه العزيز الرحيم بالتمتع برؤية الوجه القبيح الدميم ، وسماع الخطاب من الرحمن بسماع المعازف والغناء والألحان ، والجلوس على منابر اللؤلؤ والياقوت والزبرجد يوم المزيد بالجلوس في مجالس الفسوق مع كل شيطان مريد ، ونداء المنادي يا أهل الجنة : إن لكم أن تنعموا فلا تيأسوا وتحــيوا فلا تموتوا ، وتقيموا فلا تظعنوا وتشبوا فلا تهرموا بغناء المغنين .

وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي ××× متــــــــأخرٌ عنه ولا متقدمُ
أجدُ الملامة في هــــــــــــــواك لذيذة ××× حبّاً لذكرك فليلمني اللومُ





وإنما يظهر الغبن الفاحش في هذا البيع يوم القيامة ، وإنما يتبين سفه بائعه يوم الحسرة والندامة ، إذا حشر المتقون إلى الرحمن وفداً وسيق المجرمون إلى جهنم ورداً ، ونادى المنادي على روءس الأشهاد : ليعلمن أهل الموقف من أولى بالكرم من بين العباد ، فلو توهم المتخلف عن هذه الرفقة ما أعد الله لهم من الإكرام ، وادخر لهم من الفضل والإنعام ، وما أخفى لهم من قرة أعين لم يقع على مثلها بصر ، ولا سمعته أذن ، ولا خطر على قلب بشر ، لعلم أي بضاعة أضاع ، وأنه لا خير له في حياته وهو معدود من سقط المتاع ، وعلمأن القوم قد توسطوا ملكاً كبيراً لا تعتريه الآفات ، ولا يلحقه الزوال ، وفازوا بالنعيم المقيم في جوار الكبير المتعال .




فهم في روضات الجنة يتقلبون ، وعلى أسرتها تحت الحجال يجلسون ، وعلى الفرش التي بطائنها من إستبرق يتكئون ن وبالحور العين يتنعمون ، وبأنواع الثمار يتفكهون ، ويطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين ، لا يصدعون عنها ولا ينزفون ، وفاكهة مما يتخيرون ، ولحم طير مما يشتهون ، وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ، جزاء بما كانوا يعملون ، ويطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون ، تالله لقد نودي عليها في سوق الكساد ، فما قلَّبَ ولا استام إلا أفراد من العباد ، فوا عجباً لها كيف نام طالبها ؟ وكيف لم يسمح بمهرها خاطبها ! وكيف طاب العيش في هذه الدار بعد سماع أخبارها ؟ وكيف قرَّ للمشتاق القرار دون معانقة أبكارها ، وكيف قرت دونها أعين المشتاقين ؟ وكيف صبرت عنها أنفس الموقنين ؟ وكيف صدفت عنها قلوب أكثر العالمين ؟ وبأي شيء تعوضت عنها نفوس المعرضين ؟ .


:85: :85:




رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.00 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]