قلوب من زجاج
في مسيرة حياتنا الطويلة نلتقي أناساً لوّنتهم يد الخالق المبدع ، فنجد لدى بعضهم قلوباً كالحجارة بل هي أشد قسوة....لايعنيها حال عباد الله ولاترقّ لآلامهم....
تسمع ذكر الله فلا يلامس منها شغافاً ،ولايهيج فيها شوقاً أو حباً ....
تمر بآيات وعيده فلا تخشع لها ولا تتحرك خوفاً ووجلاً ، فاستحقت بذلك الوعد بعذاب الله كما قال سبحانه: "فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله "...
بينما تكون قلوب البعض الآخر كما الزجاج....
صافية ً بلا أحقاد....
شفافة ً تقرؤها مثل كتاب مفتوح....
رقيقة ً كنسمة صيف عليلة لاتعرف القسوة...يملؤها حب الله والخشوع لعظمته والتواضع لجبروته فيزيدها ذلك كله اطمئناناً وأنساً بذكره ، و يقودها لطاعته والبعد عن معصيته ،فإن غلبها الشيطان ساعة سرعان ماتنكسر وتعود خاشعة نادمة تائبة مصداقاً لقوله جل في علاه : "ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله،ذلك هدى الله يهدي به من يشاء"
فيامن يرق قلبه لسماع آيات الله....
ويامن تدمع عينه لمناجاة بارئه...
لقد وُهبت من الله فضلاً عظيماً فاحمده تعالى عليه....واحرص على قلبك شفافاً رقيقاً فلاتدنسه بالمعاصي والآثام لأنه طريقك إلى جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين...
ياسمينة دمشق
2/12/2008
|