بداية لم نك نعرف التصرف بحذر تجاه طباع البشر ، فكثيراً منا عندما يقابل غيره من البشر يتصرف معهم حسب ما يشعر تجاه غيره فإن كان حسن الظن ..
تصرف بعفوية وأريحية وكان حسن الظن بغيره فلم يضع حدود لمعاملاته مع المحيطين به ..
فلطالما رقدنا في أمان تلك الكلمات المعسولة واللمسات الرقيقة الحانية والنظرات الحانية الناعمة ..والملامح الهادئة ..والخدمات المقدمة على طبق من ذهب ، ولم ننتبه لذلك اللمعان الخبيث في أحد زوايا العين ..
وكلما طرح أمامنا شيئاً من تلك الصفات قابلناه بأضعاف مضاعفة من البوح والعرفان وأصبحنا ككتاب مفتوح واضح المعالم والكلمات مرفق بشرح المفردات الغامضة داخل ذاتنا ..
وذلك السحر اللطيف يتسلل داخلنا ينبش في خبايانا ..
ويطَّلع على وسائلنا المختلفة للحياة ..
وعندما تمت السيطرة والتمكن من المنافذ والمداخل تحول ذلك السحر اللطيف إلى سحر خبيث هتك بنا ..
وبدل تلك الأنامل الحانية نشبت فينا مخالب قوية ..والابتسامة العذبة تكشيرة أنياب جائعة ..وعيون تقدح شرراً..
لنقف أمام تلك الصاعقة القوية ..
لتتبدل تلك الملامح الوديعة إلى ملامح حيوان مفترس وقد نشب مخالبه في أعماق الفؤاد ليقتلع نفيسه ويمزق حناياه
لتتناثر الفضيلة وتسقط القيم من جميع البشر في مفهومنا ..فيكون الحذر ويكون الإنطواء ويكون الإنتقام ..
يتم التوازن لبعضنا ليعتبر بما وجد ويحذر ..
وقد يكون الإنطواء للبعض الآخر ليصبح الجميع أمامه مخادعون ..
واقع كنا نعيشه وننتمي إليه ونأنس به في وقت من الأوقات ثم فجأة يزال ذلك الواقع ليصبح مجرد غلاف مزيف لحقيقة بشعة أجبرتنا على الإبحار فيها
لا شك أن هذا سيصيبنا بفقدان التوازن والإرتباك ..
وربما فقدان الثقة بالغير...
أم سلمى
2008