عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-05-2009, 10:03 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي رد: انفلونزا الخنازير ، طبيعة المرض ، ونظرة الإسلام للوباء ، والعلاج منه

سادساً: الديدان الشريطية (Cestoda).
ينقل الخنـزير للإنسان أنواعاً متعددة من الديدان الشّيطية، بعضها بالغ الخطورة على حياته، والبعض الآخر يسبب له اضطرابات تتراوح ما بين الخفيفة ، والشديدة .
وأهم الديدان الشريطية التي ينقلها الخنزير إلى الإنسان هي :
1. الدودة الشريطية المسلحة - تينيا سوليوم - (Taenia solium) ، والمشهورة أيضاً بالدودة الوحيدة ، يعيش طورها البالغ في أمعاء الإنسان ، ويبلغ طولها من 2- 3 متراً ، لها رأس أصغر من الدبوس مزود بأربع ممصات ، ويطوق قمته طوق من الأشواك ، يلي الرأس عنق قصير ينمو منه باستمرار قطع أو أسلات صغيرة تنمو كلما بعدت عن الرأس مكونة شريطا يحتوي أكثر من 1000 قطعة .
2. الدودة الشريطية العوساء العريضة (D. latum) ، يصاب الإنسان بالطور البالغ لهذه الدودة التي تعتبر واحدة من الديدان المعوية ، وييلغ طول الدودة البالغة 10 أمتار ، وتستطيع أن تضع عدداً هائلا من البيوض ، يصل إلى مليون بويضة كل يوم .
3. ثعبان البطن الخنزيري (Ascaris suum) ، تعيش الديدان البالغة في أمعاء الخنزير ، حيث تضع بيوضها ، التي تخرج مع البراز إلى البيئة الخارجية ، وإذا ما دخلت هذه البيوض جسم شخص ما - بطريق مخالطة الخنازير - : فإنها تفقس ، وتخرج منها يرقات ، تخترق جدار الأمعاء ، تمّ تسير محمولة مع الدم حتى تصل الرئتين ، فتثقب الأوعية الدموية ، وتموت داخل الرئتين ، مسببة الالتهاب الرئوي الإسكاريسي الذي يعتبر من الأمراض القاتلة .
4. ثعبان البطن أو الإسكارس (Ascaris lumbricoides).

سابعاً: أمراض جسمانية غير طفيلية .

يحتوي لحم الخنزير على أنواع عديدة من المركبات الكيميائية الضارة ، التي لا تتناسب ، ولا تنسجم مع مركبات جسم الإنسان ، وبالتالي فهي تسبب له أمراضاً ، وعللاً متنوعة ، تزداد وطأتها كلما تزايد استهلاك الشخص للحوم ومنتجات الخنـزير .
وسنعرض في هذه العجالة إلى بعض هذه الأمراض .
1. السرطانات ، يحتوي جسم الخنـزير كميات كبيرة هرمون النمو (Growth Hormone) والهرمونات المنمية للغدد التناسلية (Gonadotrophins) ، وهذا يفسر سرعة نموه الهائلة ، وسرعة بلوغه العجيبة ، فوزن الخنوص يتضاعف أكثر من 50 مرة خلال فترة قياسية تبلغ 6 أشهر ! وتصبح الأنثى قادرة على الحمل بعد 4 أشهر فقط من ولادتها ! لذا تزداد الإصابة بالسرطان لدى آكلي لحم الخنزير ، فقد بينت الدراسات وجود علاقة قوية بين استهلاك لحم الخنزير وسرطان الأمعاء الغليظة والمستقيم ، وسرطان البروستاتا ، وسرطان الثدي ، وسرطان البنكرياس ، وسرطان عنق الرحم ، وبطانة الرحم ، وسرطان المرارة ، وسرطان الكبد .
2. السمنة ، وأمراض الشرايين ، والقلب , يوجد الدهن متداخلا مع خلايا لحم الخنزير بكميات كبيرة ، خلافا للحوم البقر ، والغنم ، والدجاج .
3. التهاب المفاصل .
4. الأمراض التحسسية .
وهذا شيء يسير مما يسببه تناول لحم الخنزير والاختلاط به .
وما سبق منقول عن مقال بعنوان " الإعجاز الطبي الإسلامي في تحريم الخنزير " على شبكة الإنترنت ، بتصرف .

ثالثاً:
أدلة تحريم الخنزير

قرر العلماء أن الشريعة الإسلامية جاءت لحفظ ضروريات خمس , ومن هذه الضروريات : حفظ النفس , ولذلك حرم الله تعالى تناول كل ما يؤذي الإنسان ويسبب له الضرر .
وجاءت الشريعة ببيان ما يحل ، وما يحرم ، من الأطعمة ، والأشربة , والقاعدة في ذلك قول الله تبارك وتعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِث ) الأعراف/ 157 .
وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) البقرة/ 168 .
ومن الخبائث التي حرمها الله : لحم الخنزير .
1. قال تعالى : ( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} .[البقرة:173].
2. قال تعالى : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) المائدة/ 3 .
3. قال تعالى : ( قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيم ) الأنعام/ 145 .
ومما جاء في السنة في ذلك :
1. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَامَ الْفَتْحِ ، وَهُوَ بِمَكَّةَ : ( إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالأَصْنَامِ ) ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ شُحُومَ الْمَيْتَةِ فَإِنَّهَا يُطْلَى بِهَا السُّفُنُ ، وَيُدْهَنُ بِهَا الْجُلُودُ ، وَيَسْتَصْبِحُ بِهَا النَّاسُ ، فَقَالَ : ( لاَ ، هُوَ حَرَامٌ ) ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ ذَلِكَ : ( قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ ، إِنَّ اللَّهَ لَمَّا حَرَّمَ شُحُومَهَا جَمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ ) .
رواه البخاري ( 2121 ) ومسلم ( 1581 ) .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
قال جمهور العلماء : العلة في منع بيع الميتة ، والخمر ، والخنزير : النجاسة ، فيتعدى ذلك إلى كل نجاسة .
" فتح الباري " ( 4 / 425 ) .
2. عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْخَمْرَ وَثَمَنَهَا وَحَرَّمَ الْمَيْتَةَ وَثَمَنَهَا وَحَرَّمَ الْخِنْزِيرَ وَثَمَنَهُ ) .
رواه أبو داود ( 3485 ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود " .
3. عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ ) .
رواه مسلم ( 2260 ) .
قال النووي - رحمه الله - :
وَمَعْنَى ( صَبَغَ يَده فِي لَحْم الْخِنْزِير وَدَمه ) فِي حَال أَكْله مِنْهُمَا ، وَهُوَ تَشْبِيه لِتَحْرِيمِهِ بِتَحْرِيمِ أَكْلهمَا .
" شرح مسلم " ( 15 / 15 ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
وهذا المعنى نبَّه عليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله : ( مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ فَكَأَنَّمَا صَبَغَ يَدَهُ فِي لَحْمِ خِنْزِيرٍ وَدَمِهِ ) فإن الغامس يده في ذلك : يدعوه إلى أكل لحم الخنزير ، وذلك مقدمة أكله ، وسببه ، وداعيته ، فإذا حرَّم ذلك : فكذلك اللعب الذي هو مقدمة أكل المال بالباطل ، وسببه ، وداعيته .
" مجموع الفتاوى " ( 32 / 226 ) .
أقوال العلماء في لحم الخنزير :
قال الطبري - رحمه الله - :
أمّا لحم الخنزير : فإن ظاهره كباطنه ، وباطنه كظاهره ، حرام جميعه ، لم يخصص منه شيء .
" تفسير الطبري " ( 9 / 493 ) .
وقال القرطبي - رحمه الله - :
وقوله تعالى : ( وَلَحْم الخنزير ) خص الله تعالى ذكر اللحم من الخنزير : ليدل على تحريم عينه ، ذُكّي ، أو لم يُذكَّ ، وليعم الشحم , وما هنالك من الغضاريف ، وغيرها .
وقال – رحمه الله - :
أجمعت الأمّة على تحريم شحم الخنزير .
وقد استدل مالك وأصحابه على أن من حلف ألا يأكل شحماً : فأكل لحماً : لم يحنث بأكل اللحم .
فإن حلف ألا يأكل لحماً فأكل شحماً : حنث لأن اللحم مع الشحم يقع عليه اسم اللحمر، فقد دخل الشحم في اسم اللحم ، ولا يدخل اللحم في اسم الشحم .
وقد حرم الله تعالى لحم الخنزير فناب ذكر لحمه عن شحمه ؛ لأنه دخل تحت اسم اللحم .
" تفسير القرطبي " ( 2 / 222 ) .
وقال ابن المنذر - رحمه الله - :
أجمع أهل العلم على أن بيع الخنزير ، وشراءه محرم .
وأجمعوا على تحريم ما حرم الله من : الميتة ، والدم ، والخنزير.
"الإجماع" (30)
وقال ابن حزم الظاهري - رحمه الله - :
لا يحل أكل شيء من الخنزير , لا لحمه , ولا شحمه , ولا جلده , ولا عصبه , ولا غضروفه , ولا حشوته , ولا مخه , ولا عظمه , ولا رأسه , ولا أطرافه , ولا لبنه , ولا شعره ، الذكر والأنثى، والصغير والكبير سواء ، ولا يحل الانتفاع بشعره ، لا في خرز , ولا في غيره .
" المحلى " ( 11 / 86 )
وقال ابن القيم - رحمه الله - :
والخنزير أشدُّ تحريماً من الميتة ؛ لأن فيه مضار كبيرة ، وهو ينقل أمراضاً لجسم الإنسان ، وأيضاً : له تأثير سيء على العفة ، والغيرة على الأعراض .
" زاد المعاد " ( 5 / 675 ) .

رابعاً:
نصوص أهل الكتاب على تحريم الخنزير واستخباثه

وفي التوراة والإنجيل التي بأيدي أهل الكتاب : نصوص ظاهرة في استخباث الخنزير، وتحريم أكله .
ففي كتاب العهد القديم :
1. " والخنزير ؛ لأنه يشق ظلفاً ، ويقسمه ظلفين ، لكنه لا يجتر ، فهو نجس لكم ، من لحمها لا تأكلوا ، وجثثها لا تلمسوا ، إنها نجسة لكم " .
" سفر اللاويين " ( 11 : 1 – 8 ) .
2. " لا تأكل رجساً ما . هذه البهائم التي تأكلونها ... لا تشق ظلفًا فهي نجسة لكم .
" سفر التثنية " ( 14 : 3 - 8 ) . وفي العهد الجديد :
1. " لا تعطوا القدس للكلاب ، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير " .
" إنجيل متى ( 67 ) .
2. " قد أصابهم ما في المثل الصادق كلب قد عاد إلى قيئه ، وخنزيرة مغتسلة إلى مراغة الحمأة " .
" رسالة بطرس الرسول الثانية ( 2 : 22 ) .
3. " وكان هناك عند الجبال قطيع كبير من الخنازير يرعى . فطلب إليه كلُّ الشياطين قائلين : أرسلنا إلى الخنازير لندخل فيها . فأذن لهم يسوع للوقت ، فخرجت الأرواح النجسة ، ودخلت في الخنازير " .
" إنجيل مرقس " ( 5 / 11- 13 ) .

خامساً:
الحكمة من تحريم لحم الخنزير

1. الأصل أن الله تعبدنا بأحكام سواء عرفنا حكمته أم لا , ومع ذلك فإذا التمس العاقل الحكمة في النهي وجدها بينة .
سئل علماء اللجنة الدائمة عن الحكمة في تحريم أكل لحم الخنزير ؟ .
فأجابوا :
إن الله قد أحاط بكل شيء علماً ، ووسع كل شيء رحمةً ، وحكمةً ، وعدلاً ، فهو سبحانه عليم بمصالح عباده ، رحيم بهم ، حكيم في خلقه وتدبيره وشرعه ، فأمرهم بما يسعدهم في الدنيا والآخرة ، وأحل لهم ما ينفعهم من الطيبات ، وحرم عليهم ما يضرهم من الخبائث ، وقد حرم الله أكل الخنزير ، وأخبر بأنه رجس ، قال تعالى : ( قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ) الأنعام/ 145 الآية ، فهو إذاً من الخبائث ، وقد قال تعالى : ( وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ) الأعراف/ 157 , وقد ثبت بالمشاهدة أن غذاءه القاذورات ، والنجاسات ، وأنها أشهى طعام إليه ، يتتبعها ، ويغشى أماكنها ، وقد ذكر أهل الخبرة أن أكله يولد الدود في الجوف ، وأن له تأثيراً في إضعاف الغيرة ، والقضاء على العفة ، وأن له مضارّاً أخرى ، كعسر الهضم ، ومنع بعض الأجهزة من إفراز عصارتها لتساعد على هضم الطعام ، فإن صح ما ذكروا : فهو من الضرر ، والخبث الذي حرم من أجله ، وإن لم يصح : فعلى العاقل أن يثق بخبر الله ، وحكمه فيه ، بأنه رجس ، ويؤمن بتحريم أكله ، ويسلم الحكم لله فيه ، فإنه سبحانه هو الذي خلقه ، وهو أعلم بما أودعه فيه ، ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) المُلك/ 14 .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 22 / 274 ، 275 ) .
2. ثبت أن للطعام المتناول تأثيراً على الطباع البشرية .
يقول الفخر الرازي - رحمه الله - :
قال أهل العلم : الغذاء يصير جزءاً من جوهر المغتذي ، فلابد أن يحصل له أخلاق ، وصفات من جنس ما كان حاصلاً في الغذاء ، والخنزير مطبوع على حرص عظيم ، ورغبة شديدة ، في المشتهيات ، فحرم أكله لئلا يتكيف بتلك الكيفية .
" تفسير الرازي " ( 5 / 462 ) .
وقال ابن كثير - رحمه الله - :
وقال بعض العلماء : كل ما أحل الله تعالى : فهو طيب ، نافع ، في البدن والدّين ، وكل ما حرمه : فهو خبيث ، ضار ، في البدن والدّين .
" تفسير ابن كثير " ( 3 / 488 ) .
وقال ابن القيم - رحمه الله - :
الغاذي شبيه بالمغتذى ، في طبعه ، وفعله , وهذا كما أن حكمة الله سبحانه في خلقه فيه جرت حكمته في شرعه ، وأمره ؛ حيث حرم الأغذية الخبيثة على عباده لأنهم إذا اغتذوا بها صارت جزءا منهم ، فصارت أجزاؤهم مشابهة لأغذيتهم ؛ إذ الغاذي شبيه بالمغتذي ، بل يستحيل إلى جوهره ؛ فلهذا كان نوع الإنسان أعدل أنواع الحيوان مزاجاً لاعتدال غذائه , وكان الاغتذاء بالدم ولحوم السباع : يورث المغتذي بها قوة شيطانيّة ، سبعيّة ، عاديَة على الناس ، فمن محاسن الشريعة : تحريم هذه الأغذية ، وأشباهها ، إلا إذا عارضها مصلحة أرجح منها ، كحال الضرورة , ولهذا لما أكلت النصارى لحوم الخنازير : أورثها نوعاً من الغلظة ، والقسوة , وكذلك مَن أكل لحوم السباع ، والكلاب : صار فيه قوتها , ولمّا كانت القوة الشيطانية عارضة ، ثابتة ، لازمة لذوات الأنياب من السباع : حرّمها الشارع , ولما كانت القوة الشيطانية عارضة في الإبل : أمرَ بكسرها بالوضوء لمَن أكل منها , ولمّا كانت الطبيعة الحمارية لازمة للحمار : حرَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لحوم الحمر الأهلية , ولما كان الدم مَرْكب الشيطان ، ومجراه : حرَّمه الله تعالى تحريماً لازماً .
فمَن تأمل حكمة الله سبحانه في خلقه ، وأمره , وطبق بين هذا وهذا : فتحا له باباً عظيماً من معرفة الله تعالى ، وأسمائه ، وصفاته .
" التبيان في أقسام القرآن " ( ص 232 ) .
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.54 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.40%)]