تعالوا بنا نتوكل على الله
1 - تعالوا بنا نتوكل على الله !!
{ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين. أما بعد:
فإن للتوكل على الله تعالى منزلة عظيمة في الإسلام، يلحظها من تأمل النصوص الواردة فيه، وكل عبد مضطرٌ إليه، لا يستغني عنه طرفة عين، كما أنه من أعظم العبادات من جهة توثق صلته بتوحيد الرب سبحانه.
يقول تعالى : {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ}[الفرقان:58].
في هذه الآية أمر من الله تعالى لنبيه أن يتوكل عليه سبحانه وتعالى، وألا يركن إلا إليه؛ لأنه الحي الذي لا يموت، وهو القوي القادر سبحانه وتعالى، ومن يتوكل عليه جل وعلا فهو حسبُه، أي كافيه ومؤيدُه وناصرُه، ومن توكل على غير الله، فإنما يتوكل على من يموت ويفنى، والضعف والعجز يأتيه من كل جهة، ولأجل ذلك فالمتوكِّل عليه يضيع ويزيغ، وكل من اعتمد على غير الله فقد ضل سعيه.
والتوكل معناه : صدق اعتماد القلب على الله عزوجل في استجلاب المصالح ودفع المضار، من أمور الدنيا والآخرة كلها، وأن يَكِلَ العبد أموره كلها إلى الله جل وعلا، وأن يحقق إيمانَه بأنه لا يعطي ولا يمنع، ولا يضر ولا ينفع: سواه جل و علا .
وفي السنة المطهرة تكاثرت النصوص الموضِّحة لأهمية التوكل والحضِ عليه، ومن ذلك ما رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة عن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه : { لو أنكم توكَّلون على اللّه حق توكله، لَرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خِماصاً، وتعود بِطاناً }.
قال الحافظ ابن رجب رحمه اللّه: ( هذا الحديث أصلٌ في التوكل، وأنه من أعظم الأسباب التي يُستجلب بها الرزق )، قال اللّه عزوجل:
{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[الطلاق:3،2].
ودلَّ حديث عمر المذكور على أن الناس إنما يُؤتَون من قلة تحقيق التوكل، ووقوفهم مع الأسباب الظاهرة بقلوبهم، فلذلك يُتْعِبُون أنفسهم في الأسباب، ويجتهدون فيها غاية الاجتهاد، ولا يأتيهم إلا ما قُدِّرَ لهم، فلو حققوا التوكل على اللّه بقلوبهم لساق اللّه إليهم أرزاقهم مع أدنى سبب.
قبل أن تكتب رسالتك ... هل أخلصت نيتك إلى الله ؟!!
قبل أن تكتب رسالتك ... هل إستحضرت نية طيبة لرسالتك ؟!!
قبل أن تكتب رسالتك ... هل استخرت الله ؟!!
قبل أن تكتب رسالتك ... هل سألت الله التوفيق و السداد ؟!!
إن لم تكن فعلت .. فافعل ، و إن لم تفعل .. فاعلم أنك قد فقدت أهم شرط على الإطلاق في قبول رسالتك و التفاعل معها !!!
انــظــر .. حــال مــن ســبــــق
من منا لا يعرف كتاب ( رياض الصالحين ) للإمام ( النووي ) .. أتعرفه !!! إذن شاركني في قراءة هذه الفـــقــرة :
لماذا نجد هذا الكتاب في كل بيت .. كل مسجد .. كل مكتبة .. كل مكان؟!!!
أجابنا عن هذا شيخنا الفاضل محمد حسين يعقوب : لربما كان إخلاص الإمام النووي في هذا الكتاب هو السبب الرئيسي الذي أدى به إلى هذا الإنتشار فلم نكد نرى بيتاً و لا مسجداً إلا و فيه هذا الكتاب يدرس منه أو يقرأ منه ( معنى كلام الشيخ في أحد كتبه القيمة) .
و قد نصحنا الشيخ الفاضل محمد حسين يعقوب و قال : عليك بقرائته - أي رياض الصالحين - فهو كتاب سلفي محض. ( من نفس الكتاب)
إنظر إلى الإخلاص و التوكل على اللهماذا كانت نتيجتهما!!
فهيا أخي أقبل و أخلص و توكل و هيا بنا نبدأ في كتابة الرسالة