ما حكم البرمجة اللغويةالعصبية ؟
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلىآله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر موقع "طريق الإسلام" عدة فتاوى لجمع منالعلماء تضمنت
التحذير من هذا العلم المسمى
بـ "علم البرمجة اللغوية العصبية
". ويمكننا أن ننقل هنا خلاصة ما ذكروا عنه في العناصر التالية:
1. أنه علم ذوجذور فلسفية عقدية.
2. أن هذه البرمجة تغسل دماغ المسلم
وتلقنه أفكارًا فياللاواعي ثم في عقله الواعي من بعد ذلك، مفاد هذه الأفكار أن هذا الوجود وجودواحد، ليس هناك رب ومربوب، وخالق ومخلوق، هناك وحدة وجود. إنها الأفكار القديمةالتي قال بها دعاة وحدة الوجود.
3. أنها وسائل وهمية؛
وإن ترتب عليهاأحياناً بعض النتائج الصحيحة، ويحرم الاعتماد عليها وممارستها سواء بالخيال أوالفعل.
4. أن هذه الوافدات العقدية جميعها واضحة الخطر، ولا بد من تحذيرالناس منها.
5. أن هذا الذي يسمى (علم البرمجة اللغوية العصبية) مما يجبتحذير أهل الإسلام من الاغترار بما فيه من الإيجابيات المغمورة بكثير منالسلبيات.
وقد أيد هذه الفتاوى جمع من العلماء المتخصصين في العقيدةوالمذاهب المعاصرة، وكذلك نخبة من المختصين في العلوم النفسية والطبالنفسي.
ومن أراد المزيد فعليه مراجعة الموقع المذكور، ليطلع على الفتاوىوأسماء العلماء القائلين بها وأسماء من وافقهم عليها.
والله أعلم.
(موقع :إسلام ويب).
وهذه كذلك نقاط مختصرة للمآخذ على البرمجة اللغويةالعصبية.
د.عوض بن عودة
1.اعتماد البرمجة في أصولها وجذورهاومنطلقاتها ومسلّماتها على عقائد وفلسفات فاسدة كوحدة الوجود وقوانين العقل الباطن (الجذب والحسم والتنبؤ والسطرة وغيرها) والتأثير التخيلي والإيحائي وغيرها المتمثلةفي فلسفة العصر الجديد المنبثقة من الفلسفة الباطنية الشرقية والقبلانيةوالثيوصوفية واليونانية والبوذية والهندوكية.
2. جذورها وأسسها وقواعدهاومبادئها مستقاة من علوم التأثير التخيلي وفنونه بصياغة عملية مطقسة.
3. التعلّق اللامحدود بقوة ما يُسمى بالعقل الباطن أو اللاواعي غير المبرهن علمياًوإعطاءه قدرات خارقة غير محدودة، وأنه الحل المُطلق للنجاح والسعادة وتحقيق عناصرالامتياز والجودة في النفس البشرية.
4. الدعوة التطبيقية اللاشعورية وغيرالصريحة إلى التعلق بالبرمجة (التي تخلو من التأصيل الشرعي) وصدّها عن تعاليم كتابالله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
5. استخدامها أدوات وتقنياتوأساليب وطرق مؤثرة على الجهاز العصبي تُقدّم لعامة وخاصة الناس من غير تفريق،والتي من خلالها إمكانية إحداث التغيير التأثيري المطلوب في عقل وتفكير الإنسانوسلوكه وشعوره وفسيولوجيته من غير علمه وشعوره.
6. تعلّم طرق عملية ورموزوطقوس غالباً تكون خفيّة وغامضة على كيفية السيطرة والتأثير والتلاعب بوعي الإنسانومعتقداته وقناعاته بحيث يتمكن المُمارِس من التصرف في خيال الفرد ومشاعره وتفكيرهوسلوكه واللعب في جهازه العصبي بحيث يرى ويحس ما يُراد له أن يرى ويحس به.
7.زخرفة اللغة والقول واللحن بهما بالخيال والإيحاء وعلى غير الحقيقةللتأثير على الآخر واستمالة قلبه وخداعه. وأيضاً منها المعارض ونقض تعاليم الدينالإسلامي من خلال أوهام اللغة وزخرفتها.
فمثلاً، يتم تعليم المتدربين على أن العقلالباطن لا يقبل العبارات السلبية ويعتمد ما وراءها (ما بعد "لا" مثلا).
فلو قلتمثلاً: ( لا للمخدرات)، فسوف يخزّن في العقل الباطن فقط (المخدرات)،
وهذا يعني أنكبدلاً من أن تجنبه أو تحذره من المخدرات فهو سوف يميل إليها لأنك قمت بتحريك العقلالباطن واستمالته إليها.!!!
وأقول: إن هذا الجزم و التقرير يطعن في أعظم بيان ولغةالمتمثل في كتاب الله عز وجل و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
فالله ورسوله يقولانفي كثير من النفي والنهي كما اشتمل عليه الوحيان.
فمثلاً: قول الله: { فَاعْلَمْأَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ }
أو قوله:
{ وَإِلَـهُكُمْ إِلَـهٌ وَاحِدٌ لاَّإِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَـنُ الرَّحِيمُ }
معناهما بحسب إيحاءات البرمجة للعقلالباطن أنه ما عدا الله فهو إله، أو قوله: { وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدا } أو قوله: { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاًوَلاَ يُشْرِكْبِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا } إيحاءاً في لغة البرمجة كل يشرك فيحكم الله و عبادته،
أو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: « لا تغضب » معناه اغضب فيالبرمجة كما يستقر في العقل الباطن بفعل ذلك الإيحاء.
وقس على ذلك قول الله تعالىفي الآيات التالية و غيرها أو قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
{ وَلاَ الضَّآلِّين
}. فهل كما يقول المبرمجون أنه فقط يسجّل العقل الباطن المزعوم "الضالين" فقط؟! { لاَّ رَيْبَ فِيهِ } فهل العقل الباطن يسجّل فقط أن القرآن فيه ريب؟!
{ لاَتَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى }.
فهل العقل الباطن يسجّل القرب إلىالصلاة في حالة السكر؟
فهل الله تعالى و رسوله صلى الله عليه وسلم يعلمانا شيئاًيستقر في عقلنا الباطن سلبياً. تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا، وحاشا نبينا وتنزهعن ذلك.
8. اعتمادها على أمور ظنية ذهنية في معرفة الآخر وكشف أسرار نفسهوهي قابلة للصواب والخطأ و ربما أدت إلى مزيد من الأوهام والتخرصات.
9.كوننتائجها وتقنياتها غير مضمونة التحكم والتي بإمكانها إحداث تغييرات فسيولوجيةوعقلية لا يمكن التحكم بها.
10 .فقرها إلى التأصيل العلمي المبرهن المعتمدةوجودة التحكم والرقابة.
وأقول أخيراً إن أمر العقل الباطن والبرمجة غيرالمثبت علمياً أُعطي أكثر مما يستحق وهو يضاد الوازع الإيماني.
فالإنسان يتأثر بقوىثلاث:
إيمانية موصولة بالله عز وجل عن طريق الروح،
وقوى النفس الأمارة بالسوء،
وقوىالشيطان المساندة للنفس الأمارة بالسوء في حثه على شهواتها الخفية الظاهرة.
والغربالمادي الملحد لم يعرف الجانب الروحي ألبتة، و لذلك هو متخبط في هذا الجانب ويحاولجاهداً للوصول إلى حقائقه ولن يستطيع ألبتة إلا إذا عرف الإسلام وكيف تعامل هذاالدين مع الجانب الروحي والإيمانيات.
فالغرب من تخبطه أخذ بعمل الأبحاث على أرواحالموتى في ساعة الاحتضار لمعرفة هذه الأسرار وأنشأ لذلك ما يُسمى بعلم الأعصابالروحي.
فلننتبه إلى هذا البعد حتى أن بعض كبار مدربي البرمجة يقول: (علمتناالبرمجة كذا وكذا)، (قالت لنا البرمجة كذا و كذا)، وتغافلوا عن الأصل: قال الله وقال رسوله.