عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 21-05-2009, 01:32 PM
أ. ناجي أ. ناجي غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
مكان الإقامة: liban
الجنس :
المشاركات: 130
الدولة : Lebanon
افتراضي لا تصدقوه إنه كذاب.. الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم

ما يزال الحديث أيها الإخوة الأفاضل متواصلاً، معكم وبكم، حول موضوع السحر والسحرة.
وقد أوضحنا في الجزء الأول مسألة خطأ يقع فيه العامة، بإطلاق لقب (الشيخ) على من يتعامل مع الجن.
سواء أتى بادعاء أنه (رحماني رباني) أو لم يأت بهكذا ادعاء.
وعرضنا شيئاً من الوسائل البشعة التي يتبعها هؤلاء لإحضار الجن.
وكلها تحمل في طياتها الكفر والإشراك بالله.

واليوم نتحدث عن نموذج آخر من هؤلاء، وهم أيضاً يدعون الصلاح والفلاح، ولكنهم لا يجلسون أمام البخور لينادوا الجن، ولا يستغيثون بهم (أمامك)، وكما بدأنا هناك بمشهد بسيط، نبدأ هنا بمشهد مماثل، ربما لا تعرضه الشاشة، ولكنه يحدث كثيراً، دعونا نتابعه سوياً:

المقطع الأول:
فتاة تدخل بخطوات وجلة، و(شيخ) ملتح يلبس الجبة، يستقبلها بابتسامة كريهة، وهو يقول بخبث: كيف حالك يا سارة بنت حنان؟
تنظر إليه سارة بدهشة، وتغمغم بانبهار: كيف..كيف عرفت اسمي واسم أمي؟؟
فيجيبها (الشيخ) بوقار: ولو يا سارة، ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم!!

المقطع الثاني:
- إذاً، هناك جني راكب في المرأة؟؟
- بالتأكيد، ولكني سأخرجه منها إن شاء الله، اخرجوا جميعاً واتركوني وحدي معها.
ويستطرد (الشيخ) بسرعة: كي لا تؤذيكم الجن!!
يخرج الرجال، ويغلق (الشيخ) الباب خلفهم بالمفتاح، ثم يستدير ينظر إلى المرأة بنظرات الظفر والانتصار، ويتجه نحوها، و...

وهذا أيضاً، نقول لكم جميعاً، لا تصدقوه إنه كذاب، فمعرفة الرجل لاسم المريض واسم أمه إنما هي من باب إخبار الجن له، إذ لا يتنزل عليه الوحي، حتى لو كذب بادعائه أنه من الأولياء، ويبلغ الجهل بالناس حداً مخيفاً إذ يظنون أن الرقية لا تنفع، إلا إن علم الشيخ المزعوم باسم المريض واسم أمه، ثم إن انفراد هذا الدجال بالمرأة لا يجوز شرعاً، والحجة التي يوردها أتفه مما ينبغي، فلا يتأذى من حضر الجلسة متوضئاً يقرأ آية الكرسي ويذكر الله تعالى، بل ويتدبر الآيات التي يقرأها المعالج، ولكنها الخدع التي تمر على الجهلة للأسف، وكم من حالات، غلب فيها الفضول على الرجال المنتظرين خارجاً، فنظروا من ثقب الباب، أو غلبهم الشك بسبب الصمت الذي لا يوحي بالعلاج، فاقتحموا الباب، ليجدوا المرأة غائبة تماماً عن الوعي، والأخ خالع لملابسه يقضي شهواته الشيطانية فيها!!

ووسائل الشيطان في الخداع لا تنتهي، فأحياناً لا يبادر الدجال بذكرالاسم واسم الأم، بل يطلب معرفتهما، خاصة إذا كان المريض فتاة، ولكم صعقت حين سألني أحدهم مستنكراً: وما نفع شريط الرقية الشرعية إن لم تعرف اسم المريضة واسم أمها، والأخ يعتبر علامة في الدين في منطقته!!

وهذه وسائل أخرى من اتبعها، لا تصدقوه واعلموا أنه كذاب، ومنها:
1- قد لا يطالب بخروج أحد، ولكنه يضع ما يشبه (الشرشف) على جسد المريضة، ثم يمسك برأسها من فوقه بحجة أنه يرقيها، ويبدأ بتدوير أصابعه هو بادعاء أنه يفك العقد، وقد يعقد بحبل أو خيط، وأحياناً يكشف عن ساقيها ويضع يده عليها دون تردد.
ومن المعلوم أنه لا يجوز له أن يكشف عليها ولا حتى أن يلمسها، والتدوير والعقد من أساليب من يتعامل مع الجن، ولا يتعامل معهم إلا...
2- أن يقرأ القرآن على المريض، فيرتفع صوته أحياناً، وأحياناً يتحول إلى (الغمغمة) التي لا تكاد تفهم، وتختلط الحروف ببعضها في التلاوة، لأنه خلالها يزيد أو ينقص من أحرف الآية، ليحول معانيها إلى معاني الكفر والإشراك.
3- بالإضافة إلى الكلام غير المفهوم، قد يعطي المريض طلسماً أو حجاباً، أو حتى آية الكرسي طالباً منه أن يعلقها في رقبته، أو أن يضعها تحت وسادته، فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نهى عن التمائم والرتائم، وآية الكرسي هي الحصن الحصين، إنما بقراءتها لا بتعليقها والنوم فوقها.
4- أن يبدأ النفث فوق الماء، أو يستخدم البخور دون أن ينادي الشياطين بصوت مسموع، ويرافق البخور أصوات غريبة ككلام بعض الناس أو أجنحة الطير وما إلى ذلك.
5- أن يطلب الدجال خلال العلاج الإذن ليذهب إلى غرفة معتمة، فهناك يأخذ راحته في الحديث مع الشياطين الذين يساعدونه.
6- أن يطلب من المريض ألا يمس الماء لمدة معينة، غالبهم يطلبونها أربعين يوماً، أو يطلب منه ذبح حيوان دون أن يسمي، مما يجعل الذبح خالصاً لوجه الشيطان، وحتى لو لم يطالبه بعدم التسمية، إلا أن هناك شرطاً لإرضاء الجن، وهو أن يرمي الذبيحة في مكان مهجور أو وسط الخرائب أو أي مكان يحدده له هو.

وفي الختام، ليست هذه هي كل الطرق التي نستطيع معرفتهم بها، وكما أسلفت أعلاه إن وسائل الشيطان لا تنتهي، ولكني أتمنى أن نضيف معاً ما نعلمه من وسائلهم القذرة والتي يخدعون بها الناس، وكلها تحكمه قاعدة العلاج الشرعي بالكتاب والسنة، وما خالفها فهو باطل أو من وسائلهم وأساليبهم التي تمليها عليهم الجن، وما يزال الحديث متواصلاً، بكم ومعكم، في هذا الموضوع الخطير، والذي يحمل عنوان:
"لا تصــــــــــدقوه . . . إنه كــــــــــــــــــذاب"

وانتظروا الجزء الثالث بإذنه تعالى.
وصـــلى الله وســــلـــم على ســـيدنا محــــــــمد
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.95 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.91%)]