لا تصدقوه..إنه كذاب الجزء الثالث
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعونا نبدأ بمشهد، نتخطى به حدود الزمان والمكان الحاليين إلى زمان ومكان آخرين.
الزمــــــــان
زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما بعد وفاته بقليل.
المـــــــكان
بيت النبوة الطاهر المبارك.
الحــــــــــــــــدث
قدمت امرأة من أهل دومة الجندل تبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته بقليل، تريد أن تسأله عن شيء دخلت به من أمر السحر ولم تعمل به، لم تجد هذه المرأة الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ كان قد انتقل إلى الرفيق الأعلى، فجلست تبكي، حتى رحمتها أم المؤمنين عائشة، فسمعت منها ما فعلت.
ولنترك الحديث إلى المرأة بكلماتها هي:
إني لأخاف أن أكون قد هلكت، كان لي زوج فغاب عني فدخلت على عجوز فشكوت إليها، فقالت: إن فعلت ما آمرك به فلعله يأتيك، فلما أن جاء الليل جاءتني بكلبين أسودين فركبت أحدهما، وركبت الآخر فلم يكن مكثي حتى وقفنا ببابل، فإذا أنا برجلين معلقين بأرجلهما، فقالا: ما جاء بك، فقلت: أتعلم السحر، فقالا: إنما نحن فتنة، فلاتكفري وارجعي فأبيت وقلت: لا، قالا: فاذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه، فذهبت وفزعت فلم أفعل، فرجعت إليهما فقالا فعلت؟ قلت: نعم، قالا: هل رأيت شيئاً، فقلت: لم أر شيئاً، فقالا: لم تفعلي، ارجعي إلى بلادك ولا تكفري، فأبيت، فقالا: اذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه، فذهبت فاقشعر جلدي وخفت، ثم رجعت إليهما فقالا: ما رأيت؟
قلت: لم أر شيئاً، فقالا: كذبت لم تفعلي، ارجعي إلى بلادك ولا تكفري، فإنك على رأس أمرك فأبيت، فقالا: اذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه، فذهبت فبلت فيه، فرأيت فارساً مقنعاً بحديد خرج مني حتى ذهب في السماء فغاب عني حتى ما أراه، فأتيتهما، فقلت: قد فعلت، قالا: فما رأيت؟ قلت: رأيت فارساً مقنعاً بحديد خرج مني فذهب في السماء فغاب عني حتى ما أرى شيئاً، قالا: صدقت، ذلك إيمانك خرج منك فاذهبي، فقلت للمرأة: والله ما أعلم شيئاً وما قالا لي شيئاً، فقالت: بلى، إن تريدين شيئاً إلا كان...
وبعد ذلك ترى المرأة هذه أنها لا تريد شيئاً إلا كان، وتقول للسيدة عائشة: سقط في يدي وندمت والله يا أم المؤمنين، ما فعلت شيئاً قط، ولا أفعله أبداً.
فسألت صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم يومئذ متوافرون، فما دروا ما يقولون لها، وكلهم خاف أن يفتيها بما لا يعلم.
هذا الحديث رواه الحاكم بلفظه، وأقره الذهبي وصححه، ورواه البيهقي بنحوه.
دعونا نتأمل قليلاً في مفردات هذا الحدث العجيب، ولنقف عند نقطتين، بل ثلاث:
حين أرادت هذه المرأة تعلم السحر ماذا قال لها الرجلان: ارجعي إلى بلادك ولا تكفري،
وبعد أن نفذت الشرط، قالا لها: ذلك إيمانك خرج منك.
إذاً، كل من يتعلم السحر يكفر ويخرج منه الإيمان، فهل هناك من زال لا يعتقد بصدق هؤلاء الدجالين الأفاكين، الذين يحاولون خداعنا بادعاء الصلاح والفلاح، وبأنهم يتعاملون مع الجن الرحماني؟؟
هذه المرأة لم تصل إلى مستوى القيام بالسحر، ومع ذلك، أول ما تعلمته، بل أول ما نفذت شرط تعلمه، وقبل أن تدري أنها قادرة على ممارسته، كفرت وخرج منها إيمانها،
بعد هذا كله، ألم يحن الوقت أمامنا، لنقول لكل الذين يذهبون إلى من يتعامل مع الجن:
لا تصدقوه.. إنه كذاب
وما يزال الحديث مستمراً عبر الجزء الرابع بإذنه تعالى.
التعديل الأخير تم بواسطة أ. ناجي ; 21-05-2009 الساعة 01:43 PM.
سبب آخر: تنسيق
|