صراع ... من واقع الحياة
تلك هي الحقيقةُ المُرَّة ،،،
ولكنّها الواقع الحاضر
أن ْ تعيش َ خلاف َ تكوينك ْ ،،،
أن ْ تُناقِض َ ذاتَك ،،،
أن ْ تهرُب َ من واقعك َ المشؤوم ،،،
تفسخ ُ جلدَك َ القديم ،،،
فتُبدِلَه بغيره جلديْن ِ جديديْن ِ دفعة ً واحدة ،،،
نعم ،،، هي تلك الحياة ،،،
حياتُك أنت ْ ،،، لا تقل لي إنّك مظلوم ،،،
أو أنَّك بريء !
كلا ّ ؛ بل أنت َ الجاني !
أنت َ من جنيت َ على نفسك ، وكفرت َ بروحك !
أنت َ الإثم و أنت َ الجُرم ُ وأنت َ الخطيئة !
أنت َ كل ُّ السقط وكل ُّ النقائض !
تعال وانظر في المرآة ،،،
تتبَّع ْ نفسك َ المريضة ،،،
اقتنع ْ بأنَك سقيم ،،،
يا أنت ْ؛ أنت َ بحاجة ٍ لعلاج !
بادر ْ إلى المصحّة ،،،
عاجل ْ بروحك ْ
وأنقذْها من الهلكة ْ ،،،
اذهب ْ إلى هناك
لعل َّ بك َ جنان أم بك َ فِصام !
ربّاه ،،، يا ربّاه
ما أصعب الحياة !
ليتني لم أكن ْ أنا كما أنا !
ليتني كنت ُ آخر ،،،
أعود ُ وأراجع ُ ذاتي لأقول ْ
الحمدلله أنِّي هكذا ،،،
ولا أنوي العيش َ بسبيل ٍ أخرى
ولا بجادّة ٍ ثانية ،،،
تنتزعُني الهوائل والغوائل لأناقض ذاتي من جديد !
ربّاه ُ ،،،
تُرى أأنا رجل ٌ أم امرأة !
أنا ذكر ٌ أم أنثى !
بسماتي بسمات ُ فتاة
وشفتاي في هيكل صبي ّ
ما عُدت ُ أفقه ُ أو أفهم
أو أدري ما هو فقه ُ الحياة ْ ،،،
ليتني كنت ُ قاسيا ً لأميِّز نفسي ما أنا ،،،
ومن عساني أكون ،،،
مشاعر ُ أنثى بجثمان ِ ذكر !
وخيال امرأة بعقل ِ رجل !
غريب !
أمرُك غريب ،،،
مَن ْ أنت َ ومَن ْ تكون ؟!
حلّل ْ ذاتك َ وأعربْها
ثم ّ أعطِنا أُنموذج الإعراب !
أيّها السائل ُ
عفوا ً ،،،
أنا لا أدري من ْ أكون ْ
وما هي حقيقتي لقد تهت ُ
وضاع َ قانون المسيرة ْ !
لا أملك َ مفتاحا ً لذاتي ،،،
ولا أعرف كيف أغور في أعماق قلبي !
أنا المجهول ُ الهويّة !
أنا المقطوع ُ الشجرة !
لا بطن َ حملتني ولا حضن َ رعتني
ولا كف َّ أمرّت ْ براحتها على يافوخ ِ رأسي ،،،
أنا النقيض الأول في الكون ،،،
وكنه ُ ذاتي هي النقيض الثاني !
قطرات عيني ومشاعري نصفها امرأة
والنصف الآخر لرجل !
حرت ُ في أمري من ْ أكون وما الذي ينبغي
علي َّ فعلُه لأُنقِذ َ نفسي ممّا أنا فيه ،،،
أأقضي على عمري ! لا
لا شك َّ أنِّي بحاجة ٍ لطبيب
أو نِطاسي ٍّ حاذق !
يفطَن لمرضي المُعضِل ،،،
وخطري العجيب ،،،
ويَفُل َّ العُقد التي أتعبتني
وما أظُن ُّ أن َّ لي فيه من جدوى !
أُعاتب ُ وأُعاتب ُ ولكنِّي سوف أبقى
كما أنا لا بد َّ لي ولا من ْ مفر ّ
هذه هي حياتي التي رسمت ُ خارطتَها بيدي ْ
وسأظل ُّ أعاني
وسأعيش ُ المستقبل هكذا !
فلا من حيلة ولا سلطان
إلا ّ أن ْ أمضي َ قُدُما ً
بدربي َ المجهول ْ
وروحي هي عينُها
ستبقى الضائعة ...