اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفراشة المتألقة
|
أهلاً بك أختي كلما جئتِ، و هذي فرصتك لتسألي عما تريدين، فأنا أعترف مباشرة و لا أحوجكم لاستخدام التعذيب....
و لكن ما هذه الأسئلة؟ أستطيع تأليف كتاب في الإجابة.
بالمناسبة: أنا أجيب بكل صراحة، فمن خشي من جواب السؤال فلا يسألنـَّه، و كثيرًا ما أتوقف عن الخوض في نقطة معينة لأني إما أن أقول الصدق أو أسكت.
1- الآن أنت أخي في السعودية ، كنت منذ زمن تحلم بأن تخطو قدماك على تربة تلك الأرض كباقي أهل الدنيا ، وها أنت اليوم فيها ، بل في قلبها وعاصمتها // الرياض // هل ما وجدته ورأيته بأم عينك تماما كما كان مرسوما في مخيلتك ؟!!
في الحقيقة لم أحلم بالعاصمة السياسية للمملكة، بل حلمت و لا أزال بالعاصمة الدينية تقريبًا، و أقول تقريبًا لأني أرجو من الله أن تتيسر لي فرصة العمل في المدينة المنورة، فالانسان منا (و هنا كلام دقيق) يشعر بالراحة النفسية الكبيرة في مكة في داخل الحرم بالذات، و عند المشاعر الأخرى، أما في المدينة.... فالراحة النفسية في كل أرجائها، و لستُ أدري ما السبب؟
طبعًا فرصة العمل في المدينة شبه معدومة بسبب قانون الكفالة الـ (....)، فلو رأى كفيلي في منامه أني أبحث عن عمل آخر لأعدمني..
وجدت اختلافًا كبيرًا عما تصورته، من الإيجابيات و السلبيات معًا، كنت أظن أني سأرى الناس تساق إلى الصلاة بالسياط، فما رأيت من ذلك شيئـًا، و كنت أظن أني سأرى الناس (السعوديين) في بحبوحة تامة، فرأيت منهم أصحاب بلاء و محن، و ما لا أستوعبه حتى اللحظة أن أرى سعوديًا في بلده التي توزع الخير على العالم كله، يقوم في المسجد ليستجدي الناس، ألا توجد جمعيات خيرية تنظر إلى حال هؤلاء.
بعبارة واحدة: الرياض بلد التناقضات، و قد رأيت من الخير أكثر مما توقعت، و من الشر أسوأ مما تخيلت.
2- هل سمحت لكم الفرصة بزيارة الحرمين الشريفين حيث أنكم الآن قريبين منها بالمقارنة مع سورية فالمدة أصبحت لا تتجاوزالسُوَيعَات ؟!!
مغبون من يدخل المملكة و لا يكون أول شيء يصنعه هو ما تهفو إليه النفوس في كل أرجاء المعمورة.... نعم اعتمرت مرتين و حججت مرة (بتصريح مضروب )، و هذا أعظم ما كسبته من المملكة على الإطلاق.
3- بما أنكم في الرياض / عاصمة المملكة وقلبها الذي يحتوي على الأثريات الثمينة / هل زرتم المعالم التي تشتهر بها كـ برجي المملكة والفيصلية ، متحف الملك عبد العزيز ، قصر المصمك وما إلى ذلك من آثار وأماكن سياحية مشهورة غيرها ؟!!
لستُ مضطرًا لزيارة برجي الرياض المشهورين، فمن زارهما كأنما زارني، لأني أعمل و أسكن في منتصف المسافة فيما بينهما، يبعد كل واحد منهما عني مسير دقيقة، عمومًا ها من الداخل كأي سوق في الرياض، بل توجد أسواق جديدة أجمل منهما، و ثمة أبراج جديدة على الطريق في المنطقة.
زرت مركز الملك عبد العزيز التاريخي في العيد، لكن لم أزر شيئـًا غيرها، و أرجو أن تتاح لي الفرصة لذلك.
4- طبعا ،، لا مجال للمقارنة بين المناخ في سورية و الرياض ،، الضد تماما
صف لنا مشاعركم حين الإنتقال من الأجواء الباردة إلى الأجواء الصحراوية
أقول لك الحقيقة..كذب الناس و مبالغتهم هوّن المسألة قليلاً، فأنا أعيش في سورية في بلدة اسمها "يبرود" و قيل في أصل اسمها:
يبرودُ يبردُ صيفـًا من أقام بها..... لذا يقال مع الإشباع يبرودُ
لكن تهويل الناس بأن الرياض حرها يكاد يذيب المعدن، و كذا و كذا... جعلني أرى حرارة 36 ليلاً عندما هبطت من الطائرة أمرًا سهلاً... الرياض فرن بلا شك بالنسبة لبلدي و لكن لا بأس فالمكيفات كثيرة.. والحمد لله... نِعم تحتاج الشكر.
كما أني لم أعرف الربو إلا هنا، نسأل الله العافية لنا وللمسلمين.
5- أسمع من أمي وأبي دائما عبارة ( الغُربة تجمع القلوب ) يقصدو بها البعد عن الأهل تجمع قلوب المُبعدين
هل تؤيد ذلك ؟
بالضبط كما قلتِ، فنحن في الغربة هنا ليس لنا من الناس إلا أنفسنا، و رغم تعرفنا على أصدقاء، فأنا لا أتركها وحدها أبدًا خارج وقت الدوام، و لا أقبل أي دعوة من أي شركة إلى غداء أو ما شابه كي لا أتركها وحدها، بل إن كنت في مؤتمر، أدع لهم الوجبة المفتوحة التي تهفو إليها نفوس الجائعين لأعود فآكل من طعام زوجتي، فهو طعام المحب..
إلا أن يكون مكان المؤتمر بعيدًا جدا عن البيت.
هل إجاباتي كافية؟ مستعد لتوضيح أي نقطة تريدين.
بأمان الله