
20-06-2009, 01:41 PM
|
 |
مراقبة الملتقيات
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة :
|
|
رد: مسابقة ما هو ضد!!
الأصلُ في ( التضادِّ ) أن لا يقعَ إلا في الصفاتِ ، لأنّ الصفاتِ عوارِضُ لا تبرَح الإضافةَ إلى غيرِها ، ولا تستقلُّ بأنفسِها ؛ فلمَّا كانت كذلكَ ، أوجبَ لها هذا وجوهًا عقليَّةً محتملةً من جهةِ اجتماعِها بغيرِها . فإذا امتنعَ اجتماعُها بغيرِها من الصفاتِ في ذاتٍ واحدةٍ ، وعلى حالٍ واحدةٍ ، وزمنٍ واحدٍ ، كان بينهما تضادٌّ ، كالذي بين الطول ، والقصرِ ، وبين الكِبَر ، والصِّغَرِ .
والأسماءُ غيرُ الصفاتِ إنما هي أشياءُ مستقِلَّةٌ بأنفسِها ؛ فليس لها ما تضافُ إليهِ ، حتى يُنظرَ أيجتمعُ معُها غيرُها من الصفاتِ فيه أم لا .
ولكن قد يقعُ فيها التضادُّ على سبيل المجازِ ؛ فتقولُ : السماء ضِدّ الأرضِ ، والثرى ضدّ الثريا ، والمشرق ضدّ المغربِ ؛ بل قد يقع هذا في الأعلامِ ؛ فتقول : سحبانُ ضِدّ باقلٍ ، وحاتمِ ضدّ مادرٍ .
وعلى هذا تقولُ :
الشُّهد ( بضمِّ الشين وفتحِها ، والضمّ أفصح : العسل ) ضِدّ العلقمِ ، كما قال الشاعرُ – وهو من شواهد النحاة - :
وإن لساني شُهدةٌ يُشتفَى بها ****** وهوَّ على من صبَّه الله علقمُ
وذلك أن ( الشُّهد ) واقِع موقِعَ ( حلو ) ، و ( العلقم ) واقِعٌ موقعَ ( مرّ ) ؛ ولكنَّه بدلَ أن يذكرَ الصفةَ شبَّهَها بشيءٍ ظاهرةٍ فيه الصفةُ ، معروفةٍ بهِ ؛ فجمعَ إلى ذِكر الصفةِ التي يريدُ ، المبالغةَ في حدِّها ، وتصويرَها بصورة مستخرجة من الواقع ، يدرِكُها السامعُ كأشدِّ ما يكونُ الإدراكُ .
ولهذا التضادِّ بينهما ، كان بينَ ( الشُّهد ) ، و ( العلقمِ ) طباقٌ بلاغيٌّ .
وإذا قلتَ : ( حاتم ضدّ مادر ) لم ترِد أن ذاتَ هذا لا تجتمعُ وذاتَ ذاك ؛ ولكنك أردتَّ أن ما فيهما من الصفاتِ التي اشتُهرَا بها لا تجتمعُ في ذاتٍ واحدةٍ ، وزمانٍ واحدٍ . وعلى هذا فقِسْ .
طبعاً ليس كلامي ولكن كلام مختص في اللغة العربية بمعنى آخر منقول هذا الرد
|