أستاذي الفاضل / وليد نوح
بحثت كثيرا حتى وصلت إلى قصة هذا المثل
ما حكاه ابن رشيق القيرواني في كتاب الأنموذج وهو أن عبد الله بن إبراهيم بن المثنى الطوسي المعروف بابن المؤدب المهدوي الأصل القيرواني البلد الشاعر المشهور كان مغرى بالسياحة وطلب الكيمياء والأحجار وكان محروما مقترا عليه متلافا إذا أفاد شيئا فخرج مرة يريد جزيرة صقلية فأسره الروم في البحر وأقام مدة طويلة إلى أن هادن ثقة الدولة يوسف بن عبد الله بن محمد بن أبي الحسين القضاعي صاحب صقلية الروم وبعث إليه بالأسرى فكان عبد الله المذكور فيمن بعث فامتدح عبد الله المذكور ثقةالدولة بقصيدة شكره فيها على صنعه ورجا صلته فلم يصله بشيء أرضاه وكانت فيه رغبة فتكلم وطلب طلبا شديدا وهو مستخف عند بعض من يعرف من أهل صناعته وطالت المدة فخرج يشتري نقلا فما شعر إلا وقد أخذ وحمله صاحب الشرطة حتى أدخله على ثقة الدولة فقال له ما الذي بلغني يا بائس قال المحال أيد الله سيدنا الأمير
فتنمر ساعة ثم أمر له بمائة رباعي وأخرجه من المدينة كراهية أن تقوم عليه نفسه فيعاقبه بعد أن عفا عنه فخرج منها ومدح ثقة الدولة بهذه الأبيات:
أبيت أراعي النجم فـي دار غـربةٍ *** وفي القلب مني نار حزن مـضـرم
أرى كل نجم في السمـاء مـحـلـه *** ونجمي أراه في النجوم الـمـنـجـم
سأحمل نفسي في لظى الحرب جملة *** تبلغها من خطبهـا كـل مـعـظـم
فإن سلمت عاشت بعز وإن تـمـت *** إلى حيث ألقت رحلهـا أم قـشـعـم
مشرفي الفاضل هذا ما وصلت إليه بعد جهد وعناء
فكتاب مجمع الأمثال لأبي الفضل الميداني
ذكر أمثال قيلت في الجاهلية وفي صدر الإسلام لأنه عاش في القرن الرابع
أما هذا البيت فقد قيل في عهد ثقة الدولة في القرن السادس
أتمنى أن أكون قد وفقت في النقل
وهو من كتاب وفيات الأعيان لابن خالكان
بالتوفيق