إخوتي الأفاضل ..
أخواتي العزيزات ..
عدت مرة أخرى في صفحة الأمثال لأقُصّ عليكم أمثالا جديدة وقصصًا ممتعة، كونوا معي
إنّ البلاء موكّل بالمنطق
قال المفضّل : يقال إن أول من قال ذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه فيما ذكره ابن العباس ، قال : حدّثني عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه :
لما أُمِر رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يعرض الإسلام على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر ، فَدُفِعْنا إلى مجلس من مجالس العرب ، فتقَدّم أبو بكر - وكان نسابة( لديه علم بالأنساب )- فسلّم فردوا عليه السلام ، فقال : ممن القوم ؟
قالوا : من ربيعة .
قال : أمِنْ هامتها أم مِنْ لهازِمها (اللهزم الرجل الأكول وجمعه لهازم) ؟
قالوا : من هامتها العظمى .
قال : فأيُّ هامتها العظمى أنتم ؟
قالوا : ذُهْلٌ الأكبر ، قال : أفمنكم عوف الذي يقال له لا حُرّ بوادي عوف ؟
قالوا : لا ، قال : أفمنكم بسطام ذو اللواء ومنتهى الأحياء؟
قالوا : لا ، قال : أفمنكم جسّاس بن مُرة حامي الذِّمار ومانع الجار ؟
قالوا :لا ، أفمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها ؟
قالوا : لا ، قال : أفأنتم أخوال الملك من سِنْدة ؟
قالوا : لا ، قال : فلستم ذُهْلا الأكبر، أنتم ذُهْل الأصغر
فقام إليه غلام يقال له دغْفل فقال :
إن على سائلنا أن نسأله .... والعبءلا تعرفه أو تحمله
ياهذا ، إنّك قد سألتنا فلم نكتُمْك شيئا فمن الرجل أنت ؟
قال : رجل من قريش ، قال : بخ بخ أهل الشرف والرياسة ! فمن أي قريش أنت ؟ قال : من تيّم بن مُرّة ،
قال : أمْكَنْتَ والله الرامي من صفاء ( وسط ) الثغرة ( هزمة ينحر منها البعير ) -والمقصود أنه تمكن منه-
أفمنكم قصيّ بن كلاب الذي جمع القبائل من فِهْر وكان يُدعى مُجَمِّعا؟ قال : لا
قال : أفمنكم هاشم الذي هشّم الثريد لقومه ورجال مكّة مُسْتِنون ( أصابتهم الجدب ) عجاف ( هزال) ؟ قال : لا
قال : أفمن المفيضين بالناس أنت ؟
قال : لا ، أفمن أهل الندوة أنت ؟
قال : لا ، أفمن أهل الرفادة أنت ؟
قال : لا ، أفمن أهل السقاية أنت ؟
قال :لا واجتذب أبو بكر زِمام ناقته ورجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال دغفل : صادف دَرْء السيْل درءا يصدعُهُ، أما والله لو ثبتَّ لأخبرتك أنك من زمعات قريش (أي : لَسْتَ من أَشْرَافِها)
قال : فتبسّم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عليّ : قلت لأبي بكر : لقد وقعْت من الأعرابي على باقِعة ،
قال : أجل وإن لكل طامة طامة ، وإنّ البلاء موكَّل بالمنطق
****
أنت تَئِقٌ ، وأنا مَئِقٌ ، فمتى نتّفِق؟
قال أبو عبيدة : التّئِق السريع إلى الشر ، والمَئِق السريع إلى البكاء ، وقال الأصمعي : هو الحديد ، قال الشاعر يصف كلبا :
أصمعُ الكعبين مَهْضوم الحشا ..... سرطم اللحيين مُعاج تئِق
والمأق بالتحريك : شبيه الفُواق يأخذ الإنسان عند البكاء والنشيج ، كأنّه نفس يقْلعه من صدره، والتأق : الامتلاء من الغضب
يضرب للمختلفين أخلاقا
****
إنّك لا تجني من الشوك العنب
المثل من قول أكثم ، يقال : أراد إذا ظُلمت فاحذر الانتصار ، فإن الظلم لايكسبك إلا مثل فعلك
أي لا تجد عند ذي المنبت السوء جميلا
****
إذا قلت له زِنْ ، طأطأ راسه وحزِن
يضرب للرجل البخيل
****
إنّ إطلاعا قبل إيناس
أنشد ابن الأعرابي :
وأن أتاك امرؤ يسعى بكذبتِهِ .... فانظر فإنّ اطِّلاعا قبل إيناس
الاطلاع : النظر ، والإيناس : التيقُن
يضرب في ترك الثقة بما يورد المنهي دون الوقوف على صحته
****
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم