السلام عليكم و رحمة الله.
بارك الله فيك أخي الكريم وليد نوح.
جزاك الله خيرا اختي الفاضلة(بشرى فلسطين) على المشاركة القيمة.
****
إليكم تتمة القصة الثالثة .
، فقلتُ لزوجتي : اصنعي لنا دجاجة ،ففعلتْ ، فأتيته بها وجئته أنا وزوجتي وابناي وابنتاي ، وقلتُ له : اقسم لنا يا بدوي .
فقال : الرأس للرئيس ، وأعطاني الرأس ، والولدان جناحان ، ولهما الجناحان ، والبنتان لها الرجلان ، والعجوز لها العجز ، وأنا زائر لي الزور ، وأكل الدجاجة ونحن ننظر إليه ، ولما جاء اليوم التالي قلت لزوجتي : اصنعي لنا خمس دجاجات ، ففعلتْ ، واتيته بالدجاج وقلتُ له : اقسم يا بدوي ، فقال:
تريد شفعاً أو وتراً ؟
فقلتُ : إن الله وتر يحب الوتر .
فقال : أنت وزوجتك ودجاجة ، وابناك ودجاجة ، وابنتاك ودجاجة ، وأنا ودجاجتان .
فقلتُ : لا أرضى بهذه القسمة .
فقال : لعلك تريدها شفعاً ؟
فقلتُ : نعم .
فقال : أنت وولداك ودجاجة ، وزوجتك وابنتاها ودجاجة ، وأنا وثلاث دجاجات ، ووالله لا أحول عن هذه القسمة.
قال الأصمعي :فغلبني الأعرابي مرتين : مرة في الشعر ومرة في قسمة الدجاج ، ثم انصرف .
****
القصة الرابعة.
الأمير والشاعرمعن بن زائدةاشتهر بحلمه وحكمته.
ولما تولّى الإمارة دخل عليه أعرابي بلا استئذان من بين الذين قدموا لتهنئته وقال بين يدي معن:
أتذكر إذ لحافك جلد شاةٍ ..... وإذ نعلاك من جلد البعير
فأجاب معن: نعم أذكر ذلك ولا أنساه
فقال الأعرابي:
فسبحان الذي أعطاك مُلكاً ..... وعلّمك الجلوس على السرير ِ
قال معن: سبحانه على كل حال وذاك بحمد الله لا بحمدك
فقال الأعرابي:
فلستُ مُسَلّماً إن عِشتُ دهراً ..... على معن ٍ بتسليم الأمير ِ
قال:السلام سنة تأتي بها كيف شئت
فقال:
أميرٌ يأكلُ الفولاذ سِـرّاً ..... ويُطعم ضيفه خبز الشعير ِ
قال: الزاد زادنا نأكل ما نشاء ونـُطعم من نشاء
فقال الأعرابي:
سأرحلُ عن بلادٍ أنتَ فيها ..... ولو جارَ الزمانُ على الفقير ِ
قال معن:إن جاورتنا فمرحباً بك وإن رحلت عنّا فمصحوب بالسلامة
قال الاعرابي:
فجد لي يا ابن ناقصة بشيءٍ ..... فإني قد عزمتُ على المسير ِ
قال: أعطوه ألفَ درهم
فقال الاعرابي:
قليل ما أتيت به وإني ..... لأطمع منك بالمال الكثير ِ
قال: أعطوه ألفاً آخر
فأخذ الأعرابي يمدحه بأربعة أبيات بعد ذلك وفي كل بيت مدح يقوله يعطيه الأمير معن ألفاً ، فلما انتهى تقدم الأعرابي يقبل رأس معن بن زائدة.
وقال: ما جئتك والله إلا مختبراً حلمك لما اشتهر عنك، فألفيت فيك من الحلم ما لو قسّم على أهل الأرض لكفاهم جميعاً فقال:
سألت الله أن يبقيك ذخراً ..... فما لك في البرية من نظير ِ
قال معن: أعطيناه على هجونا ألفين فأعطوه على مديحنا أربعة.
******
فيحفظ الله.
وإلى قصة أخرى.