ذهبت في إجازة صيف لزيارة المعلم الذي علمني منهاج التربية الإسلامية في الصف الثالث الثانوي، و هو الأستاذ الشاعر رضا حمود، و هو في منطقة قلمون الشام نارٌ على علم، لا يسأمُ جليسُه، ولا يُمَلُّ حديثـُه،
فقلتُ أمتعني بظريف القول، فقال بعد أن تبرأ من الحول، إلا بالله ذي الطول:
شكا لي صديقٌ هجر صديق ثالث لنا، فسألت الثالث عن سبب هجره مُستهجنا،
فقال: "مشاغل الحياة و الكد، و الاجتهاد والجد"،
فقلتُ "لأجيبنَّ صديقنا الشاكي على لسانك، و لأجعلنكَ سيرة على ألسنة أقرانك"،
فكتبتُ للشاكي مقامة غير طويلة، و صدَّرتـُها بأبيات لعلها تكون جميلة،
تحكي حال صاحبنا المغوار، وهو يفرض رجولته في الدار، فقلت:
أجلو الصحونَ و أغسِلُ الأكوابا ..... و أنـَظـِّفُ القمصانَ و الأثوابا
و إذا فرغتُ من الطعامِ و طهيه ......سرعان ما صَكـَّتْ عليَّ البابا
تنهى و تأمرُ لا أردُّ كلامَها ......لو قلتُ "لا" تتناول القـُبْقابَا
جَرَّبتُ..فانهالت عليَّ بلـَكمةٍ ...... خلعت لي الأضراسَ و الأنيابا
حتى إذا هددتها بعشيرتي ....... ضَحِكَتْ ولم تحسب لذاك حسابا
بل أسمعتني الطاء و ابنة عمها ....... طنشتُ عنها ما رددتُ جوابا.
رجلٌ ليس كالرجال....أليس كذلك؟