عرض مشاركة واحدة
  #43  
قديم 07-08-2009, 02:13 PM
الصورة الرمزية وليد نوح
وليد نوح وليد نوح غير متصل
مشرف ملتقى اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: الرياض
الجنس :
المشاركات: 1,482
الدولة : Syria
افتراضي رد: احزروا .... من القائل ؟

قد زعمتُ أني سأضع سيرة جرير باختصار، ولكنني رأيت نفسي أطلتُ فيه أكثر من غيره لاستمتاعي بسيرته، فاختصروا أنتم في القراءة إن استطعتم

جَرير
28 - 110
هـ / 648 - 728 م
جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي، أبو حزرة، من تميم.
أشعر أهل عصره، ولد ومات في اليمامة،


وعاش عمره يناضل وحده ثمانين من شعراء زمنه ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل.
كان عفيفاً، وهو من أغزل الناس شعراً.

كما كان أبيًا محافظًا على كرامته، لا ينام على ضيم، هجاء من الطراز الأول،

يتتبع في هجائه مساوىء خصمه، وإذا لم يجد شيئًا يشفي غلته،
اخترع قصصًا شائنة وألصقها بخصمه، ثم عيره بها..

اتصل بالخلفاء الأمويين، ومدحهم ونال جوائزهم،..

عاش حوالي ثمانين سنة، و توفي على الأغلب بعد وفاة الفرزدق بنحو أربعين يومًا


المديح عند جرير

كان أكثر مدائحه في خلفاء بني أمية وأبنائهم وولاتهم،

وكان يفد عليهم من البادية كل سنة لينال جوائزهم وعطاياهم.

وفي الحق أنه ما كان لجرير من غاية غير التكسب وجمع المال،

فلم يترفع عن مدح أي شخص أفاض عليه نوافله، حتى أنه مدح الموالي..

ذلك أن طمع جرير وجشعه وحبه للمال كانت أقوى من عصبيته القبلية،

ولم يكن لرهطه من الشرف والرفعة مثل ما لرهط الفرزدق،
لهذا شغل الفرزدق بالفخر بآبائه وعشيرته.
مما قال في بني أمية:

ألستم خير من ركب المطايا …… وأندى العالمين بطون راح.


جرير مفاخرًا هاجيًا


عاصر الشاعر "عبيد الراعي" الشاعرين جريرًا والفرزدق، فقيل إن الراعي الشاعر كان يسأل عن هذين الشاعرين فيقول:

- الفرزدق أكبر منهما وأشعرهما.

فمرة في الطريق رآه الشاعر جرير وطلب منه أن لا يدخل بينه وبين الفرزدق، فوعده بذلك.. ولكن الراعي هذا لم يلبث أن عاد إلى تفضيل الفرزدق على جرير، فحدث أن رآه ثانية، فعاتبه فأخذ يعتذر إليه، وبينما هما على هذا الحديث، أقبل ابن الراعي وأبى أن يسمع اعتذار أبيه لجرير، حيث شتم ابن الراعي الشاعر جريرًا وأساء إليه..

وكان من الطبيعي أن يسوء ذلك جريرًا ويؤلمه، فقد أهين إهانة بالغة ، فذهب إلى بيته، ولكنه لم يستطع النوم في تلك الليلة، وظل قلقا ساهرا ينظم قصيدة سنورد بعض أبياتها بهذه المناسبة، فلما أصبح الصباح ، ألقاها الشاعر جرير في "المربد" على مسمع من الراعي والفرزدق والناس، فكانت القصيدة شؤما على بني نمير حتى صاروا إذا سئلوا عن نسبهم لا يذكرون نسبهم إلى "نمير" بل إلى جدهم عامر.. هذا وقد سمى جرير قصيدته هذه" الدامغة" لأنها أفحمت خصمه:


أعد الله للشعراء مني ........ صواعق يخضعون لها الرقابا

أنــا الـبــازي الـمـطـل عـلــى نـمـيـر ........ أتـيـح مــن الـسـمـاء لـهــا انصـبـابـا

فـــلا صـلــى الإلـــه عـلــى نـمـيـر ........ ولا سـقـيــت قـبــورهــم الـسـحـابــا

ولــو وزنـــت حـلــوم بـنــي نـمـيـر ........ عـلـى الـمـيـزان مـــا وزنـــت ذبـابــا

فـغـض الـطــرف إنـــك مـــن نـمـيـر ........ فـــلا كـعـبــا بـلـغــت ، ولا كــلابــا

إذا غـضـبـت عـلـيــك بــنــو تـمـيــم ........ حسبت الناس كلهم غضابا



فإذا هجا الفرزدقَ اصطدم بأصل الفرزدق الذي هو أصله، فكلاهما من"تميم" ،

وإذا هجا الأخطل فخر بإسلامه ومضريته، وفي مضر النبوة والخلافة:

إن الذي حرَم المكارم تغلبا …….. جعل الخلافة والنبوة فينا


شيء من غزل جرير


يا أم عمرو جزاك الله مغفرة ....... ردي علي فؤادي مثلما كانا
لـقـد كـتـمـت الـهــوى حـتــى تهيـمـنـي ....... لا أستـطـيـع لــهــذا الــحــب كـتـمـانـا
إن العـيـون الـتـي فـــي طـرفـهـا حـــور ....... قتلـنـنـا، ثـــم لـــم يحـيـيـن قـتـلانــا
يصـرعـن ذا اللـب حـتـى لا حــراك بـــه ....... وهن أضعف خلق الله أركانـًا



جرير ورثاء زوجته

لولا الحياء لهاجني استعبار ....... ولزرت قبرك والحبيب يزار

ولـهــت قـلـبـي إذ علـتـنـي كـبــرة ....... وذوو التمـائـم مــن بـنـيـك صـغــار

صـلـى المـلائـكـة الـذيــن تـخـيـروا ....... والـطـيـبـون عـلـيــك والأبـــــرار

لا يـلـبــث الـقـرنــاء أن يـتـفـرقـوا ....... ليل يكر عليهم ونهار



أسلوب جرير


أول ما يطالعنا في أسلوب جرير، سهولة ألفاظه ورقتها وبعدها عن الغرابة، وهي ظاهرة نلاحظها في جميع شعره، وبها يختلف عن منافسيه الفرزدق والأخطل اللذين كانت ألفاظهما أميل إلى الغرابة والتوعر والخشونة. وقد أوتي جرير موهبة شعرية ثرة، وحسا موسيقيا، ظهر أثرهما في هذه الموسيقى العذبة التي تشيع في شعره كله. وكان له من طبعه الفياض خير معين للإتيان بالتراكيب السهلة التي لا تعقيد فيها ولا التواء.. فكأنك تقرأ نثرا لا شعرا.

ومن هنا نفهم ما أراده القدماء بقولهم:

(جرير يغرف من بحر والفرزدق ينحت من صخر).

__________________
***************************
غائب... ولعلّي أعود ...

قبضتُ على الطفيلية التي تـُفسدُ موضوعاتِك سرًا...أدخل لتعرفها

***********
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.28 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]