كنت معكم فى رمضان الماضى ، هل تذكروننى ؟ !!
أم سرعان ما ينسى الأحياء أمواتهم ، هل تذكرون يوم كنت معكم فى رمضان الفائت ؟
كنت بين صفوف المصلين ، راكعا ً ساجدا و فى صلاة التروايح قائماً خاشعاً و مع الصائمين و الذاكرين و المنفقين ، لم أكن أعرف أنه آخر رمضان أصومه فى عمرى كله
و لم أدرك أنه آخر رمضان فى حياتى أشهده معكم و لو كنت أعرف ذلك لزدت من خيرا هذا الشهر و بركاته و فضله ولزدت فيه من الطاعات و الصدقات و أعمال البر .
لو كنت أعلم أنه آخر رمضان فى عمرى لوجدتمونى حريصاً كل الحرص الأ تفوتنى صلاة الجماعة فى المسجد و لا التراويح و لقرأت القرآن و ختمته أكثر مما كان فى رمضان الماضى ، لوجدتمونى حريصاً على الطاعات بعيداً عن المعاصى و المنكرات ، و لكن ولات حين مندم
لعلكم تذكروننى حين كنت أصافحكم بعد صلاة العيد ، فلو علمت أنه آخر عيد فطر يعود علىّ لعانقتكم وداعاً و شوقاً .
فاذكرونى يا أحبائى فى دعائكم ، أنا فى حاجة لدعائكم ، و ادعوا لى بالرحمة و المغفرة و لجميع موتى المسلمين
فقد فارقتكم من دار عمل ولا حساب إلى دار حساب ولا عمل
و اغتنموا الدقائق و الثوانى فى يومكم فإنها غالية لا يدرك قيمتها الإ من فقدها
و تزودوا للآخرة فإن خير الزاد التقوى
و إعتبروا بمن مضى ، و أن الموت الذى تخطاكم سوف يتخطى غيركم إليكم و أن الدنيا دار ممر و الآخرة دار مقر فخذوا من ممركم لمقركم
الأ إن سلعة الله غالية ، الأ إن سلعة الله الجنة
تخيلوا إخواننا و أخواتنا أن هذا هو آخر رمضان فى أعماركم ، و ليحفزكم هذا الشعور على فعل كل ما يحبه الله و يرضاه فى رمضان و الاستمرار و الثبات على ذلك بعد رمضان .
و لا يكن حالكم كمن وصف الله تعالى حالهم بعد الممات فقال [ رب ارجعون لعلى أعمل صالحاً فيما تركت ]