بصراحة ،، حال الحفاظ والحافظات لا يسر عموما
أذكر لك مثال أعيشه : عندما بلغت 3 سنوات أدخلتني أمي دار تحفيظ وخرجت منه وانا في الصف الخامس قد ختمت الحفظ .
طفولتي كلها عشتها مع القرآن في دار التحفيظ تلك ، ما إن انتهيت حتى افترقت عن المجموعة التي كنت معها ، وجمعتني الجامعة ببعض منهن
لا أخفيك ، بأنني لم أتعرف على الفتاة في أول وهلة ، ولكنها عرفتني .
لا فرق بين شعرها وشعر الأولاد ، تمشي والسماعات في أذنها - الله أعلم ماذا تسمع - ولكن من الشكل أنها أغاني ، أهكذا تكون هيئة حافظ القرآن!!
وأخرى قد كانت معي في التحفيظ الذي دخلته الآن في الإجازة لأراجع حفظي ، هي تحفظ القرآن كاملا مثلي ، في الوقت الذي نكون نتحدث فيه ، لا يكف لسانها عن السب والشتم
ههه الله ياخدك ، لا يا هبلة مو قصدي ، أخوي الكلب..... ، والله إنك غبية كان المفروض ...... ، وغيرها كثير.
ساعة نراجع حفظنا لكتاب الله وساعة أسمع فيها السب والشتم أشكال ألوان !!!
والطالبات اللاتي تخرجن معي من مدرسة التحفيظ (أغاني، مسلسلات ، سب وشتم ) وهن حافظات
سبب ذلك برأي: أن الوالدين يريدان ابنهما أو بنتهما حافظ/ة ، ولكن لم تكن الرغبة نابعة من الطفل بل أُرغم وأجبر ، وما إن انتهى فأكنه خرج من سجن ، قام يلبي رغباته بجنون .
أما عن الآلية :
فقراءة القرآن شيء ، وحفظه شيء آخر
عندما تقرأ ، فأنت تتمعن فيما تقرأ ، وتبحث عن معنى ما قرأته لو كنت تجهله ، وتجاهد نفسك لتطبق ما قرأته. ( هذه هي الطريقة الصحيحة للقراءة ، سواء كنا نقرأ القرآن أو أي كتاب آخر)
أما الحفظ : فأنت تكرر كي يثبت المقروء في ذاكرتك ، لا أن تتفحص المعنى وتعرفه.
لذلك : أغلب الحفاظ والحافظات يحفظون ، ولكن إن سألت عن المعنى لا يعرفون.
أنا عن نفسي لي ختمتين في الشهر ، ختمة قراءة وختمة مراجعة ، وهذا ما ينبغي فعله.