:pic20:عطــاء الكلمــات:pic20:
ما أحوجنا اليوم إلى عطاء الكلمات التي تخرج من قلب ثم فم صادق
لتمزق حجب الغفلة، وتزيح زبد الباطل، وتنير دروبا مظلمة.
ما أعظم عطاء الكلمات.. لو تأملها العاقل لجاد وما بخل، وأكثر ولم يستق
كم هم أولئك القادرون على عطاء الكلمات يحكمون عليها الخناق كما يحكم
البخيل وثاق الصرة على ماله؟! وكم هم المترددون في إخراجها تردد البخيل
في الإنفاق ولو على نفسه؟!
وإن زماناً كزماننا الذي نحن فيه لا يدع عذراً للقادرين على بذل الكلمات
الطيبة، فقد أطلت الفتن برؤوسها، وكشر الكفر عن أنيابه، وتعطشت قلوب
المؤمنين إلى معرفة الحق وتوقي الفتن. فما أعظمه من باب خير قل فيه
المتنافسون، وزهد فيه القادرون!
ورسولنا الكريم - عليه الصلاة والسلام - يؤصل المعنى الصحيح لحسن
الإسلام بترك العبد ما لا يعنيه. ومفهومه يدل على أن عنايته واهتمامه
بما يعنيه حسن في إسلامه فكيف بما يعني الأمة بمجموعها، ويدخل في قوله
"من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم"؟!
فيا أيها القادرون من حملة الأقلام وفصحاء الكلام: جودوا بما أنعم الله
به عليكم، وأدوا زكاة النعمة؛ لتبرأ الذمة وتنكشف الغمة!