بسم الله الرحمن الرحيم
يقول أبو العتاهية عن خبر القبور:
لأمرٍ ما خُلِقْتَ فما الغرور...لأمرٍ ما تحُثُّ بك الشهور
ألست ترى الخطوب لها رواحٌ ...عليك بصرفها ولها بكور
أتدري ما ينوبك في الليالي ...ومركبك الجموح هو العَثور
كأنّك لا ترى في كل وجهٍ ...رحى الحِدْثان ، دائرةً تدور
ألا تأتي القبور صباح يومٍ ...فتسمع ما تُخَبِّرك القبور
لعمرك ما ينال الفضل إلا ...تقيُّ القلب ، محتسبٌ ، صبور
أُخيَّ أما ترى دنياك دارًا...تموج بأهلها ولها بحور
فلا تنس الوقار إذا استخفَّ الحجى ...حدثٌ يطيش له الوقور
أُعِيذُك أن تُسَرَّ بعيش دارٍ ...قليلًا ما يدوم لها سرور
بدارٍ ما تزال لساكنيها ...تهتِّكُ عن فضائحها الستور
ألا إنّ اليقين عليه نورٌ ... وإنّ الشكَّ ليس عليه نور
وإنّ الله لا يبقى سواه...وإن تكُ مذنبًا فهو الغفور
وكم عايَنْتَ من ملكٍ عزيزٍ ... تخلى الأهل عنه وهُمُ حضور
ألم تر إنما الدنيا حطامٌ ...وإنّ جميع ما فيها غرور
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته