عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 25-09-2009, 02:19 PM
الصورة الرمزية أبو جهاد المصري
أبو جهاد المصري أبو جهاد المصري غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 4,681
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كذبه بيع الفلسطينيين لأرضهم دراسه تاريخيه تحليليه

كيف وفد اليهود إلى فلسطين :
وفيما يتعلق بقضية فلسطين فقد بدأ اليهود غزوتهم لفلسطين بالتسلل إليها تحت ستار الدين والتظاهر بأنهم إنما يريدون أن يكون لهم فيها وطن روحي فحسب، وكانت طلائع هجرتهم إليها في البدء جماعات من العجزة والشيوخ.. فلما خدع الناس بهم ، أخذوا يفدون على فلسطين كمزارعين وخبراء وتجار وأطباء بحجة خدمة مجموع السكان، ولما وقعت فلسطين تحت براثن الاستعمار البريطاني، وبدأ سبل الهجرة اليهودية العرم يطغي على البلاد، وأخذ العرب في مقاومة ذلك الخطر، أعلن بعض زعماء اليهود أنهم يريدون أن يعيشوا بسلام وأمان مع أهل البلاد العرب دون أن يلحقوا بهم أي أذى أو ضرر . ثم بلغ بهم الأمر حد الإدعاء أن لا مطامع سياسية لهم في فلسطين وأن أقصى ما يهدفون إليه هو أن يتمتعوا في مناطق محددة منها بحريتهم الدينية، وشؤونهم الطائفية والثقافية .. ثم أعلنوا أنهم لا يطمعون في غير منطقة منها يتمتعون فيها بالحكم الذاتي (كانتون) ... وقالوا إن تلك الرغبة هي آخر ما يطلبون . وقد صدقهم كثيرون ، والحال أنهم كانوا يكيدون للعرب سراً ، بالتعاون مع الإنجليز، على تحويل فلسطين كلها إلى دولة يهودية ..
واليهود يتبعون الآن الطرق والأساليب نفسها بالنسبة للأقطار العربية، فقد ضللوا كثيرين من العرب بقولهم أنهم لن يتعدوا حدود التقسيم . وإذ بهم يتجاوزونه فيحتلون مناطق أخرى من فلسطين لم يخصصها لهم قرار التقسيم . وبعد أن ادعوا أنهم لم تعد لهم مطامع، رأيناهم عن طريق الدبلوماسية الغربية والضغط الاستعماري يضمون مناطق أخرى من فلسطين وفقاً لاتفاقية هدنة رودس ! ثم أن تصرفهم بالنسبة لمدينة القدس برهان ساطع على الطرق التي يتبعونها لتحقيق مطامعهم. انظر الخريطة مقابل صفحة (176) .
وها هم اليوم يطمعون في نهر الأردن، ويعلنون أن نهر الأردن هو الحد الطبيعي لدولتهم، ومعنى هذا أنهم يريدون ضم الأراضي الفلسطينية التي استولت عليها دولة شرق الأردن ، وبعد ذلك يعملون على ضم شرق الأردن نفسه ثم غيره من الأقطار العربية . وليس أدل على حقيقة مطامعهم من خريطة جغرافية لفلسطين وشرق الأردن يتداولونها بينهم ويدرسونها في مدارسهم، فهذه الخريطة تسمى الأقسام العربية من فلسطين وشرق الأردن (إسرائيل التي يحتلها العرب)!
ثم أن أوضاع الدولة اليهودية نفسها وظروفها ستضطر اليهود إلى التوسع والامتداد على حساب الأقطار العربية . ففي فلسطين المحتلة اليوم أكثر من مليون ونصف مليون من السكان ، لا تتسع الأراضي الحالية لهم، ولا تكفيهم حاصلاتها، وهم يعتزمون إبلاغ عدد السكان في تلك البلاد المحتلة إلى ثلاثة ملايين نسمة خلال عشر سنين، ويستحيل أن تستوعب فلسطين المحتلة ذلك العدد من السكان دون توسع وامتداد .

المجال الحيوي للدولة اليهودية :
فإذا ما أصر اليهود والدول العربية على عقد صلح، فلتضليل العرب، وحملهم على الاعتقاد بأن المطامع اليهودية في الأقطار العربية قد انتهت، وللحصول على فترة استجمام تدعيماً لكيانهم وإتماما لاستعدادهم لغزو الأقطار العربية، قطراً قطرا .
لقد أسلفت القول أن الهدف الحقيقي للحركة اليهودية هو أن تكون فلسطين قاعدة لهم يثبون منها إلى سائر الأقطار العربية ويسيطرون على اقتصاديات العالم العربي والشرق الأوسط الذي يعتبرونه (المجال الحيوي) للدولة اليهودية. وخطة اليهود هذه هي نفس الخطة التي اتبعها الإنجليز في التوسع والامتداد حتى صارت لهم إمبراطورية واسعة، ونفس الوسيلة التي اتبعها المهاجرون الأولون الذين حطوا رحالهم في أمريكا، ثم لم يلبثوا أن توسعوا شيئاً فشيئا وأبادوا سكان البلاد الأصليين ، الهنود الحمر، كما يجري تماماً في فلسطين الآن .

اليهود والقضايا العربية الأخرى :
ومن الجهل ، أو من التضليل والمخادعة ، الزعم بأن عقد صلح بين العرب واليهود يسهل حل القضايا العربية الأخرى المعلقة بين العرب والإنجليز وغيرهم. فما هي تلك القضايا المعلقة التي يتوقف حلها على حل الخلاف العربي اليهودي؟ أهي القضية المصرية وقد جثم الاستعمار على صدر مصر اثنين وسبعين عاماً، أم قضية السودان؟ أن كفاح مصر والسودان ضد الاستعمار ما زال قائماً منذ وطئتهما قدم أول جندي بريطاني، فلماذا لم يحل الإنجليز القضية المصرية قبل عشرات السنين عند ما لم يكن للدولة اليهودية ولا لوعد بلفور وجود، حتى مسألة تسليح الجيش المصري فقد منع الإنجليز عنه السلاح والعتاد قبل أن يكون لليهود في فلسطين وجود وكيان . فما أوهى إذن حجة الذين يزعمون أن عدم حل قضية فلسطين، قد أثر على قضية مصر وعرقل سبيل حلها .
أم هي قضية العراق التي لا يزال الإنجليز يحتفظون فيه بالقواعد العسكرية رغم أنوف أهله الكارهين لهم، المبغضين لاستعمارهم؟ أم هي قضية اليمن، أم قضايا الأقطار العربية المشمولة بالحماية الإنجليزية في ذلك الصقع العربي وفي أقطار أخرى من جزيرة العرب كالكويت والبحرين وعمان وقطر وحضرموت وغيرها؟ أم هي قضية البريمي التي يطمع الإنجليز بما فيها من بترول وقاموا يحاولون اغتصابها من المملكة العربية السعودية؟ أم هي قضايا المغرب العربي في شمال أفريقية التي تسلط عليها الاستعمار الفرنسي والتي يعود أمد بعضها إلى أكثر من قرن كامل كقضية الجزائر حينما لم يكن للدولة اليهودية ولا القضية الصهيونية ذكر يذكر أو خبر ينشر ؟ .
فإذا كان لذلك الزعم نصيب من الصحة فلماذا نالت سورية ولبنان استقلالهما وهما من قرب الجوار والصلة الوثقى بفلسطين بالمنزلة التي لا يجهلها أحد، ولم يؤثر في ذلك مشروع الإنجليز والأمريكيين في تشكيل الدولة اليهودية ؟
لا شك أن المطامع الاستعمارية هي المسؤولة عن بقاء أكثر القضايا العربية معلقة دون حل، وللاستعمار أساليبه ووسائله وأسلحته ، وقد أضاف إليها في الآونة الأخيرة سلاحاً جديداً هو الكيان اليهودي في فلسطين .




__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.00 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]