عِزَّتُكِ لاَ تَسْمُو إِلاَ بِعِفَّتُكِ
في خِضَمِّ هذه الحياة وما يتبعها من أمور مستحدثة ربما تكون خاطئة يجللها غطاء صحيح وربما تكون صحيحة يجللها غطاء خاطئ.وفي كثير من الأحيان تختلط علينا الأشياء فيصعب التمييز بينها,فلهذا كان لزاماً علينا أن نفرق بين ما هو صحيح وبين ما هو خاطئ
على ضفاف أحد الأنهار كانت الزهور تتمايل سعادة وأملا,تتباهى بحسنها وكأنه لا يوجد في الكون شيء أجمل منها
فقالت إحدى الزهرات بنبرة إعجاب وتفاخر:
أَنَاالوَرْدَةُ الحَمْرَاءُ أَنَا زَهْرَةُ البَسَاتِينِ
أَعِيشُ فِي كُلِّ مَكَانٍ فَأَنَاذَائِعَةُ الصِّيتِ
تُحِيطُ بِينَسَمَاتُ حُبٍّ وَلِي لَوْنٌ يُؤَدِّي إِلَى التِّيهِ
عَبِيرِي مَلَأَ الأَرْجَاءَ وَنُثِرَ فِي كُلِّ المَيَادِينِ
يَسْتَمْتِعُ النَّاسَ بِمَظْهَرِي فَأَنَا أَجْمَلُ الجَمِيلاتِ
لاَ تَرَى لِي مَثِيلاً وَلَوْ بَحَثْتَ عَلَى مّرِّ السِّنِينِ
وبلغة خاصة بالطبيعة تناثرت حروف تلك الوردة في الأرجاء حتى وصلت إلى أعماق البحار لتسمعها الدرر المكنونة
فخرجت إحدى اللآلئ تشدو:
أَنَااللُّؤْلُؤَةُ البَيْضَاءُ أَنَا دُرَّةُالقُلُوبِ
أَعِيشُ فِي أَعْمَاقِ البِحَارِ وَبَيْنَ الصُّخُورِ
تَمْضِي حَيَاتِي فِي رَاحَةٍ وَسَعَادَةٍ وَسُرُورِ
لِي لَوْنٌ يَدُلُّ عَلَى الصَّفَاءِ وَنَقَاءَ النُّفُوسِ
أَتَطَيَّبُ بِعِفَّتِي فَأَنَا المَصُونةُ عَلَى مَرِّ اَلعُصُورِ
سَمِعَ النَّاسُ بِطُهْرِي وَأَرَى فِي أَعيُنِهِمْ كَلَّ احْتِرَامٍ وقَبُولِ
من هنا تتضح الأمور وتظهر الفروق
فجميل أن تكوني...
درة مكنونة طاهرة...
تعيش في الأعماق
حيث هناك كنوز الحياء
حيث هناك ربيع الحياة
لا يأخذك إلا من يستحقك
ترين في أعين الناسكل احترام وتقدير
ولكن...
لو كنتِ وردةذات عطر فواح فإنكِ ستكونين محط أطماع الذئاب...
حيث نظرات خبث وازدراء تحيط بكِ
فما كنتِ لهم سوىوردة جميلة
قطفوها
واستنشقوا عبيرها
وكسروا أشواك عفتها
ورموها في الطرقات
وداسوا عليها
حيث لا قيمة لها
لا كرامة
لا حياة
فعزتك أخيتي لا تسمو إلا بعفتك
مع أطيب المنىأسرة مشروع حراس الفضيلة