الضرورات الشعرية
قبل المضي في بحور الشعر، رأيت أن نستعرض بعض الضرورات الشعرية التي قد نصادفها في القصائد المختلفة، وهذه الضرورات منها ما هو مستساغ ومقبول، ومنها ما لا يقع فيه إلا الشاعر الضعيف لنقص ثروته اللغوية، وهذه الضرورات هي:
1- صرف الممنوع من الصرف:
مساجدٌ ، بدلاً من مساجدُ
2- قصر المدود، و مد القصور:
البلا، بدلاً من البلاء
الرضاء، بدلاً من الرضى
3- جعل همزة القطع همزة وصل، والعكس:
وَادْركْ بدلاً من وَأَدركْ
إبن، بدلاً من ابن
4- تسهيل الهمزة:
الباري، بدلاً من البارئ
5- تخفيف الحرف المشدد في القافية:
مُسْوَدْ، بدلاً من مسْوَدُّ
6- تسكين الحرف المتحرك وتحريك الحرف الساكن:
الجَلـْدِ، بدلاً من الجَلـَدِ
7- تسكين الياء في الاسم المنقوص المنصوب، والفعل المضارع المنصوب، وكذلك الواو:
سألت القاضيْ، بدلاً من سألتُ القاضيَ
أن أمضيْ، بدلاً من أن أمضيَ
أن ألهوْ، بدلاً من أن ألهوَ
8- إشباع حركة الضمير الغائب ( أحياناً ) في الحشو:
همو، بدلاً من همُ
تلاحظون أن بعض هذه الضرورات مألوف حتى في الشعر القديم، كتسهيل الهمزة، وتخفيف الحرف المشدد، وبعضها الآخر غير مستحب، ولا يرتكبه إلا الشاعر الضعيف، كتسكين حرف متحرك.
عمومًا، إذا زاد استخدام الشاعر للضرورات، عرفنا أن ثروته اللغوية قليلة، فالضرورة الشعرية تنبع من احتياج الشاعر إلى كلمة ذات حركات وسكنات بتتال معين تناسب البحر الذي ينظم قصيدته على أساسه، و لكنه فقد المفردة في ذهنه فلم يجدها، فيحتال لعجزه بالضرورة، وهذا شأن الشعراء الجدد (عمومًا)، أما القدماء، كالمعري مثلاً، فقد كان يعرف للكلب سبعين اسمًا ويتحدى غيره بذلك، فهذا لو احتاج لذكر الكلب في أي بيت شعري، فلن يتعب في إيجاد اسم مناسب لِزِنة البيت.
مما سبق، نستطيع أن نقول لكل من لديه ملكة شعرية، أن عليه أن يقرأ الكثير من الشعر، والكتب الأدبية، وينتبه لتعلم ما يصادف من مفردات، فتزداد ثروته اللغوية، ويسهل عليه حينها شيئـًا فشيئـًا أن يقول الشعر.
نبدأ بحور الشعر في الدرس القادم بإذن الله.
بالتوفيق