بدأت دراسة البحور بالبحر الكامل لأنه أجمل البحور (بنظري) و لأنه أسهل للتدريب بداية من البحر الطويل الذي اعتيد على البدء به.
ضابطه:
كَمُلَ الجمال من البحور الكامل............... مُتـَفاعِلـُنْ مُتـَفاعِلـُنْ مُتـَفاعِلـُنْ
هذا البيت يتكون من ست تفعيلات، ثلاثة في كل شطر، وهي واحدة تكررت ثلاثـًا:
مُتـَفاعِلـُنْ مُتـَفاعِلـُنْ مُتـَفاعِلـُنْ ............... مُتـَفاعِلـُنْ مُتـَفاعِلـُنْ مُتـَفاعِلـُنْ
وهوية هذه التفعيلات حسب ورودها في البيت
حشــــــو حشــــــو عـــــروض ............... حشــــــو حشــــــو ضــــــرب
عندما أقول "حشو" أعني التفعيلة الأولى أو الثانية أو الرابعة أو الخامسة
عندما أقول "عروض البيت" أعني التفعيلة الثالثة هنا (الأخيرة في الشطر الأول من أي بحر)
عندما أقول "ضرب البيت" أعني التفعيلة السادسة هنا (الأخيرة في الشطر الثاني من أي بحر).
إن أهم ما يجب معرفته عن كل بحر، هو الجوازات الشعرية، وهي تعديلات على التفعيلة، ولها أحكامها الخاصة لكل بحر، لكن ثمة حكم عام مهم جدًا، وهو أن من استخدم جوازًا شعريًا في "ضرب البيت" أي آخره، فعليه أن يلتزم به إلى آخر القصيدة.
جوازات مُتـَفاعِلـُنْ في العروضات و الأضرب:
يوجد أيضًا جواز قبيح قد نراه في أي تفعيلة من البيت، وهو:
قف لا تلمني في الهوى يا مدعي ...........فالقلب أصبح لا يفيق ولا يعي
قف لا تلمني فِلهوى يا مدْدَعي ...........فالقلب أصبح لا يفيق ولا يعي
/ه/ه//ه /ه/ه//ه /ه/ه//ه .......... /ه/ه//ه ///ه//ه ///ه//ه
مُتـْفاعِلـُنْ مُتـْفاعِلـُنْ مُتـْفاعِلـُنْ ............ مُتـْفاعِلـُنْ مُتـَفاعِلـُنْ مُتـَفاعِلـُنْ
قف لا تلم | ني فل هوى | يا مدْدَعي ......... فلقلب أص | بحَ لا يفي | قـُوَلا يعي
حَجَبوكِ عن مُقـَلِ العباد مخافة ً......... من أن تـُخدِّشَ خدَّكِ الأبصارُ
حَجَبوكِ عن مُقـَلِلعباد مخافتنْ......... من أن تـُخدْدِشَ خدْدَكِلْ أبصارو
///ه//ه ///ه//ه ///ه//ه ........... /ه/ه//ه ///ه//ه /ه/ه/ه
مُتـَفاعِلـُنْ مُتـَفاعِلـُنْ مُتـَفاعِلـُنْ ............ مُتـْفاعِلـُنْ مُتـَفاعِلـُنْ مُتـْفاعِلْ
حَجَبوكِ عن | مُقـَلِلعبا | دِ مخافتنْ......... من أن تـُخدْ | دِشَ خدْدَكِلْ | أبصارو
أريد منكم أن تغنوا الآن !!!
أخرجوا من حولكم كي لا يسخروا من فعلكم، ثم أمسكوا قلمًا وتهيؤوا للإنشاد، مع محاولة استشعار النغم في البيت لإيقاظ السليقة العربية، والذائقة الشعرية:
قفْ لا تلمْ... مُتـْفاعِلـُنْ
ني فل هوى ... مُتـْفاعِلـُنْ
هكذا إلى آخر البيتِ و تفعيلاته، وكرروه مرة أخرى حتى تشعروا بأن نغمة المقطع العروضي "المكتوب يمينًا" مشابهة لنغمة التفعيلة "المكتوبة يسارًا".
لم ننتهِ من هذا البحر بعدُ، ولن نتركه بسهولة، بل سنعطيه أكثر من حقه، كي تمر البحور اللاحقة بكل سلاسة.
قطعوا البيتين التاليين كما فعلتُ في التدريبات أعلاه، وأشيروا إلى الجوازات المستخدمة، وحددوا مكانها "حشو أم عروض أو ضرب":
حاشاكمُ أن تطردوني سادتي ........... وبحبِّكم قلبي غدَا متعلـِّقـا
ثم
من قاسَيُونَ أطلُّ يا وطني ........ فأرى دمشقَ تـُعانقُ السُّحُبا
بالتوفيق