عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-11-2009, 02:52 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,883
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قِصةُ أَصْحابِ القَرْيةِ دُروسٌ وعِبَرٌ

تمهيد حول القصة
أمر اللهُ رسولَه صلى الله عليه وسلم أنْ يضربَ بقصة أصحاب القرية مثلاً لِقريش ليعتبروا بما حدث لأصحاب القرية من الهلاك بسبب كفرهم.
ومثلاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسُلِ الثلاثةِ الذين أرسلَهم اللهُ لأصحاب القرية ليصبرَ كما صبروا.
ومثلاً لأصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم ليقتدوا بهذا الرجل المؤمن الذي جاء من أقصا المدينة يسعى.
وكلامنا عن قِصَّةِ أصحاب القرية سيكون حول العناصر التالية:
العنصر الأول: المواجهة بين الكفر والإيمان قديماً وحديثاً.
العنصر الثاني: هكذا يفعل الإيمان بأهله.
العنصر الثالث: نتيجة الكفر والإيمان.
العنصر الأول -المواجهة بين الكفر والإيمان قديماً وحديثاً
المواجهةُ دائماً بين الكفر والإيمان، وبين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال، وتظهر هذه المواجهة جليةً بين الكفر والإيمان في قِصَّةِ أصحاب القرية.
فالإيمان يتمثل في رسل الله الذين أرسلهم الله لأصحاب القرية وفي الرجل المؤمن الذي جاء من أقصا المدينة يسعى، والكفر يتمثل في أصحاب القرية.
والله سبحانه وتعالى في هذه القصةِ وفي غيرها من قَصَص القرآن يُخبرُنا بالمواجهة التي تحدث بين الكفر والإيمان، ويُخبرنا بنتائج هذه المواجهة وهي النصرُ والتمكينُ والفوز بسعادة الدنيا والآخرة لأهل الإيمان.
والخزيُ والهلاكُ والشقاءُ والعذاب في الدنيا والآخرة لأهل الكفر والضلال.
قال تعالى: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ. إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ﴾
فهذه قريةٌ أرسلَ اللهُ إليها رسولينِ –كما أرسل موسى وأخاه هارونَ إلى فرعون وملئه- فدَعوا أهلَ تلك القريةِ إلى عبادة الله وحده فكذبوهما فشدَّ اللهُ أَزْرَهما وأَمْرَهما برسولٍ ثالثٍ، وتقدم ثلاثتهم من جديد بدعوة أهل تلك القرية: ﴿فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ﴾.
وفي هاتين الآيتين فوائدُ:
الفائدة الأولى: أنه ما من قرية إلا أرسلَ اللهُ إليها رسولاً يدعوهم إلى عبادة الله وحدهُ، كما قال تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ﴾ [فاطر:24].
وقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ﴾ [سـبأ:34].
الفائدة الثانية: أنَّ الرسولَ يتقوى بالرسول الآخر. والرسولينِ يتعززان بالرسول الثالث. والداعي إلى الله يتقوى بإخوانهِ الدعاةِ إلى الله.
الفائدة الثالثة: الإصرار على الدعوة والتبليغ مهما كانت النتائج.
ولكن بماذا ردَّ أصحابُ القريةِ على رسُل الله؟
يخبرنا ربُّنا سبحانه وتعالى في كتابه فيقول عنهم: ﴿ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ﴾
أثارَ أصحابُ القريةِ شُبهةً وهي شُبهةُ |بشرية الرسل|، وبنوا على تلك الشبهةِ نتيجةً خاطئةً وهي أنهم كاذبون وليسوا مرسلينَ: ﴿ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلا تَكْذِبُونَ﴾.
وهذه هي الشبهةُ التي واجهَ بها كلُّ قومٍ رسولَهم، واعتبروها مانعاً من تصديقهِ والإيمان بهِ،قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ [التغابن:6].
وبماذا ردَّ رسُلُ اللهِ على افتراءات أصحاب القرية؟
يخبرنا ربنا سبحانه وتعالى فيقول عنهم: ﴿قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ. وَمَا عَلَيْنَا إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ﴾ أي: أجابتهم رسُلُهم الثلاثةُ قائلينَ: اللهُ يعلمُ أنا رسله إليكم، ولو كذبنا عليه لانتقمَ منا أشدَّ الانتقامِ.
وقالوا لهم: ﴿وَمَا عَلَيْنَا إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ﴾ أي: إنما علينا أنْ نبلغكم ما أرسلنا به، وهذه هي مهمتنا وهذا هو واجبنا.
ومهمةُ الرسلِ جميعاً ومهمةُ الدعاةِ إلى الله جميعاً هي البلاغُ والدعوةُ فقط كما قال تعالى على لسان رُسُلهِ: ﴿وَمَا عَلَيْنَا إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ﴾.
والتطير-وهو التشاؤم- من الرسل والدعاة إلى الله والتهديد بالقتل والتعذيب من أفعال الكفار قديماً وحديثاً: قال تعالى عن أصحاب القرية: ﴿قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
التطير-وهو التشاؤم- من الرسل ليس خاصاً بأهل هذه القرية، بل هو سُنَّةٌ عامةٌ، وموقفٌ محدَّدٌ مُطَّردٌ، فما من قومٍ جاءهم رسولٌ إلا تطيروا به وتشاءموا من دعوته.
• ها هم قومُ ثمودَ يتطيرونَ برسولهم صالحٍ صلى الله عليه وسلم
قال تعالى: ﴿قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ﴾ [النمل: من الآية47]
• وقوم فرعون تطيروا بموسى صلى الله عليه وسلم ومن معه. قال تعالى عنهم: ﴿فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ﴾ [لأعراف:131].
• وها هم كفار مكةَ يتطيرون بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم. قال تعالى عنهم: ﴿وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ﴾ [النساء: من الآية78].
فهذا التطير والتشاؤم من أخلاق الكفار قديماً لرُسُلِ الله وحديثاً لدعاة الإسلام.
والتهديد بالقتل والرجم والإخراج والتعذيب هو لغةُ الكفار قديماً وحديثاً.
فها هم أصحابُ القريةِ يقولون لرُسُلِ اللهِ: ﴿لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.
وها هو فرعونُ يقول لموسى صلى الله عليه وسلم: ﴿لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ﴾ [الشعراء: من الآية29].
وها هم قوم نوحٍ صلى الله عليه وسلم يقولون لنبيهم: ﴿لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ﴾ [الشعراء:116].
وها هم قوم لوطٍ صلى الله عليه وسلم يقولون لنبيهم: ﴿لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ﴾ [الشعراء: من الآية167].
أ تدرون ماذا ردَّ رسلُ الله على تطيُّرِ وتهديدِ أصحابِ القريةِ؟
قال الله عنهم: ﴿قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾ أي: قالتْ الرسلُ لهم: ليس شؤمكم بسببنا، وإنما شؤمكم بسببكم، وبكفركم، وعصيانكم، وسوء أعمالكم، وإسرافكم في المعاصي والإجرام.
وكفار اليومِ -والكفرُ ملةٌ واحدةٌ - يتشاءمون من الإسلام ومن دعاة الإسلام، وينفقون أموالهم بالليل والنهار ليُشوِّهوا صورةَ الإسلام ودعاة الإسلام ليصدوا الناسَ عن سبيل الله،كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ﴾ [الحج: من الآية72].
وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ [لأنفال:36].
وكفار اليوم لا يعرفون إلاَّ لغةَ التهديد بالقتل والسجن وهي لغةُ العاجزِ الضعيفِ الذي لا يملك حجةً ولا برهاناً.
فعلى الدعاة إلى الله تعالى أن يصبروا على دعوتهم للناسِ ويقولوا للكفار كما قال الرسلُ لأصحاب القريةِ: ﴿طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾.
العنصُرُ الثاني -هكذا يفعل الإيمان بأهله
الإيمان إذا تمكن من القلوب صنعَ الرجالَ.
الإيمان إذا امتلأتْ به القلوبُ دفعَ صاحبَهُ إلى كلِّ خيرٍ ومنعه من كلِّ شرٍ.
قال تعالى: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى﴾ [يـس: من الآية20].
وقال تعالى: ﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ﴾ [غافر: من الآية28].
وقال تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾ [الأحزاب: من الآية23].
فالإيمان يصنعُ الرجالَ، ولا يعرفُ قدرَ الرجالِ إلاَّ الرجالُ.
بينما المواجهةُ قائمةٌ بين رسل الله وأصحاب القريةِ، جاء رجلٌ مؤمن من أقصا المدينة يسعى دفعَهُ إيمانُهُ إلى الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكرِ والدعوةِ إلى الله. فأخذ هذا الرجلُ يدعو قومَهُ بلطفٍ إلى الإيمان باللهِ والاستجابة لرسل اللهِ ويحذرهم من عقاب الله.
والله سبحانه وتعالى يخبرنا عن هذا الرجلِ المؤمنِ لنقتدي به في دعوتنا.
قال تعالى: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ. اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ. وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ. إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ. إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ﴾.
هكذا قالها بأعلى صوتِهِ: ﴿ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ﴾.
قالها لقومه ليتبعوه وقالها للرسلِ ليشهدوا لهُ بها عند الله يومَ القيامةِ.
فلما قال ذلك وثب عليه قومُه فقتلوه؛وقال قتادة: جعلوا يرجمونه بالحجارة، وهو يقول: "اللهم اهد قومي، فإنهم لا يعلمون". فلم يزالوا به حتى أقعصوه وهو يقول كذلك، فقتلوه، رحمه الله.[1]
هكذا الكفار لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمةً.
العنصر الثالث -نتيجة الكفر والإيمان
أما نتيجةُ الإيمان فهي سعادة الدنيا والآخرة.
• ففي الدنيا:
1- النصرُ والتمكين ، قال تعالى: ﴿وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الروم: من الآية47].
وقال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ [غافر:51].
2- يدافعُ الله عنهم، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [الحج: من الآية38].
• وأما في الآخرةِ فالفوز بالجنة ، قال تعالى: ﴿ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ. بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ﴾.
هكذا يفعل الإيمانُ بأهلهِ؛ نصح قومَهُ حياًّ وميتاً.
قال ابن عباس - رضي الله عنهما-: نصح قومَه في حياته بقوله: ﴿يا قوم اتبعوا المرسلينَ﴾، وبعد مماته في قوله: ﴿يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ. بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ﴾.
ومقصوده أنهم لو اطلعوا على ما حصل لي من الثواب والجزاء والنعيم المقيم لقادهم ذلك إلى اتباع الرسلِ، فرحمه الله ورضي عنه فلقد كان حريصاً على هداية قومه.| [2]
وهكذا المؤمنُ الصادقُ في إيمانه لا يريد من الناس إلا أن يؤمنوا بالله وحده ليفوزوا بالجنةِ وينجوا من عذاب الله.
وهكذا المؤمن دائماً يعرف الحق ويرحم الخلقَ.
وهكذا المؤمن دائماً لا يطلعُ إلى الدنيا الفانيةِ وإنما يطلعُ على ما عند اللهِ لأنَّ اللهَ يقول: ﴿مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ﴾ [النحل: من الآية96].
ويقول ـ: ﴿وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت: من الآية64].
أما نتيجةُ الكفر فهي الشقاء في الدنيا والآخرة
• أما في الدنيا: فالهلاك والدمار والعذاب كما فُعل بأصحاب القرية. قال تعالى: ﴿وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ. إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴾.
وهكذا يتعامل ربُّنا سبحانه مع الكفرةِ، قال تعالى: ﴿فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ [العنكبوت:40].
وقال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ [هود:102].
أما نتيجةُ الكفرِ في الآخرة فالعذاب الأليمُ في دار الجحيمِ، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ﴾ [فاطر:36].
ويختمُ ربُّنا سبحانه قِصَّةَ أصحابِ القريةِ بآياتٍ فيها تحذيرٌ وتذكيرٌ، قال تعالى: ﴿يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ. أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ. وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾.[3]

[1] - تفسير ابن كثير - دار طيبة - (6 / 571)

[2] - تفسير ابن كثير - دار طيبة - (6 / 572)

[3] - http://www.almenhaj.net/Report.php?linkid=7583


رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.74 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.14%)]