[أبو غضوبة]

:salam:

الحمدلله رب العالمين ، وصلى الله عليه وعلى آله وسلم وبعد : ا

: ســـأل ســــــائل وقال : يا شـــيخ الالباني : إن الله عز وجل يخبر عن نفســــه فيقول : ((( ومكروا ومكرالله والله خير الماكرين )))آل عمران 54 ، فربما يضيق عقل بعض الناس عن فهم هذه الآية على ظاهرها ، وبما أننا لسنا بحاجة للتأويل ؛ فكيف يكون الله خير الماكرين ؟! 0


الجواب : المســـألة ســـهلة بفضل الله ؛ وذلك لأننا نســتطيع أن نعرف أن المكر - من حيث هو مكر - لا يوصف دائما أبدا بأنه خير ، فرب كافر يمكر بمسلم ؛ لكن هذا المسلم كيس فطن ليس مغفلا ولا غبيا ، فهو متنبه لمكر خصمه الكافر ، فيعامله على نقيض مكره هو ؛ بحيث تكون النتيجة أن هذا المسلم بمكره الحسن قضى على الكافر بمكره السيىء ،

فهل يقال : إن هذا المسلم حينما مكر بالكافر تعاطى أمرا غير مشروع ؟ لا أحد يقول هذا 0 ومن السهل أن تفهموا هذه الحقيقة من قوله عليه الصلاةوالسلام : (( الحرب خدعة )) 0

فالذي يقال في الخدعة يقال في المكر تماما ، فمخادعة المسلم لأخيه المسلم حرام ؛ لكن مخادعة المسلم للكافر عدو الله وعدو رسوله هذا ليس حراما ؛ بل هو واجب ، كذلك مكر المسلم بالكافر الذي يريد المكر به - بحيث يبطل هذا المسلم مكر الكافر - هذا مكر حسن ، وهذا إنســـان ، وذاك إنسان 0 فماذا نقول بالنسبة لرب العالمين القادر العليم الحكيم ؟ ها هو يبطل مكر الماكرين جميعا ؛ لذلك قال 0


قال الله تعالى : ((( والله خير الماكرين ))) ، فحينما وصف ربنا عز وجل نفســـه بهذه الصفة ؛ قد لفت نظرنا بأن المكر حتى من البشـــر ليس دائما مذموما ؛ لأنه قال : ((( خير الماكرين ))) ، فهناك ماكر بخير ، وماكر بشــر ، فمن مكر بخير لم يذم ، والله عز وجل كما قال ((( خير الماكرين ))) 0 وباختصار أقول : كل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك ، فإذا توهم الإنسان أمرا لايليق بالله ؛ فليعلم رأســـا أنه مخطىء ، فهذه الآية هي مدح لله عز وجل ، وليس فيها أي شيء لا يجوز نســبـته إلى الله تبارك وتعالى 0


ســـــبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لاإله إلا انت استغفرك واتوب إليك وصلى الله عليه وعلى آله وسلم 0