وسوف ترى يا أبو مالك الطيب إن شاء الله، إصرار الإخوان على عدم تكفير الحكام الحاكمين بغير ما أنزل الله، بل تبرأوا ممن يُكَفِّر الحكام كما سيأتي في كلام مرشدهم محمد حامد أبي النصر، بل تبرأوا ممن يرفع راية جهاد هؤلاء الطواغيت، وشاركوا الطواغيت في رمي المجاهدين بتهمة الإنحراف والتّطرف، وشاركوا الطواغيت في الدعوة إلى نبذ العنف والإرهاب ذلك الوصف الذي خلعوه على فريضة الجهاد في سبيل الله تعالى.
وسوف ترى أيضا - إن شاء الله - إصرار الإخوان على المناداة بالديمقراطية، بل إعلانهم أنها الوسيلة الشرعية لتغيير الأوضاع بالبلاد، وأن كلمة الشعب ورأيه هو الفيصل والحَكَم، وقرن الإخوان أقوالهم بالأفعال فشاركوا في الانتخابات البرلمانية، بدءاً من مشاركه مرشدهم الأول حسن البنا في الانتخابات عام 1942 و 1944، وإلى يومنا هذا حيث يشارك الإخوان في الانتخابات في مصر وفي الأردن والسودان والكويت والجزائر وسوريا وغيرها من بلدان المسلمين المحكومة بحكومات كافرة مرتدة، ومما يؤسف له حشد الإخوان لآلاف الشباب المسلم المغرَّر به في صفوف الانتخابات وأمام صناديق الاقتراع بدلاً من حشدهم في صفوف الجهاد في سبيل الله تعالى كما أمرهم الله تعالى، فبدَّلوا أمر الله بأوضاع الكافرين وأنظمتهم، قال تعالى: {فبدَّل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم، فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون}.