عرض مشاركة واحدة
  #45  
قديم 22-11-2009, 10:38 AM
الصورة الرمزية وليد نوح
وليد نوح وليد نوح غير متصل
مشرف ملتقى اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
مكان الإقامة: الرياض
الجنس :
المشاركات: 1,482
الدولة : Syria
افتراضي رد: كيف تصبح كاتبا مبدعا ...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح الذكرى مشاهدة المشاركة
أعتذر لتأخر ردي، فالعمل لا يرحم.

كنتُ أريد تسجيل ملحوظتي عن الاختصار في القصة، فمع أن المعاني جميلة، لكنها توالت بسرعة كبيرة لا تتيح للقارئ أن يتخيلها، ولذلك ضعي في ذهنك عند الكتابة أنك تريدين "زخرفة" صورة حدث معين بالكلمات والعبارات الجميلة، وليس المراد أن "تخبرينا" بما حدث، فالإخبار هو إعطاء العلم بشيء ما بأي طريقة، وهذا خلاف مراد القصة، فالمطلوب إعطاء أدق صورة بأجمل عبارة، وهذا يتطلب منك إكثار القراءة، فاقرئي اكثر مما تكتبين، وانتبهي إلى العبارات التي يستخدمها الكاتب، وعلى ماذا يدقق.
مثلاً:
في رواية قرأتُ جزءًا كبيرًا منها، كان باستطاعة الكاتب أن يقص ما حدث في أربع صفحات، لكنه جعلها مقطوعة أدبية رائعة، ومنها عندما ذكر جلوس بطل القصة مع صديقه أو زوجته، فبدأ يصف الجلسة حتى يشعر القارئ بأنه جالس معهما وأنه ثالثهما، حتى أنه لم يُغفل وصف البخار المتصاعد من فنجان قهوته، بأسلوب أدبي رائع تأتي به كثرة القراءة.

بخصوص الأخطاء الإملائية، فهي غير مقبولة أبدًا في أي كتابة أدبية، إذ تنسفها نسفًا، والطريقة الجيدة لتلافي ذلك، هو أن ننتبه عند الكتابة لأي كلمة نتلكأ في كتابتها، فنسأل عنها، أو نراجعها في المعجم، ويكفي "لسان العرب"، ولا نقول "كتابتها غالبًا كذا" فنكتبها كيفما اتفق، ولا نتعلم شيئًا.

الآن التصويب:
سأضع التصويبات الإملائية كما يلي:
باللون الأحمر في الكلمة نفسها إن كان الخطأ بحرف،
أعيد كتابة الكلمة صحيحة بين قوسين بعد الكلمة الخطأ،
ما تحته خط، أضع تعليقاتي عليه باللون الأزرق بعده.


هنا على أريكتي أجلس شارد الذهن ، مشتت الأفكار ،في يدي كتابٌ أتظاهر بقراءته ، رفعت عيني ناظرا إلى ضوء المدفأة المشتعلة ، وتساءلت : لماذا أشعر بالبرد رغم هذا الدفء المنبعث منها، قمت لألتقط معطفي فاستوقفني صوت المطر المنهمر بغزارة ، نظرت من النافذة وأخذت أتأمل تساقط الرذاذ على أوراق الشجر الأخضر ، شعرت بنشوة عجيبة ، أسرعت بالتقاط مظلتي وخرجت أسير تحت المطر ، لا أعرف إلى أين أذهب ، ولكني كنت سعيدا برغم البرد القارس .
الشوارع كانت فارغة لا أحد فيها ، والسكون رهيب ،قلت في نفسي : هكذا نحن البشر نتوارى لأي شيء ، ونهاب كل شيء ، ولم يقطع هدوء الليل إلا ذلك الصوت الخافت المنبعث من إحدى الزوايا القريبة ، بحثت في المكان يمنة ويسرة ، وفجأة رأيت ذلك الصبي جالسا تحت المطر يتوسد التراب ، ثيابه باليه ، ومنظره رث ..
فذهبت إليه مسرعاً فأخذت المظلة ووضعتها عليه (قد يُفهمُ أنك وضعتِها كما هي على جسده ، والأفضل أن نقول: أقيه بها من المطر)، ثم مسكت يده، وضممته إليّ لأحميه من البرد القارس، وأخذته إلى منزلي وأجلسته أمام المدفأ
ة
وذهبت أعمل له حماماً ساخناً فأدخلته الحمام (هذه العبارة قريبة من العامية، ومع كثرة القراءة ستجدين بديلاً لها بسهولة، كقولكِ : فهيأتُ لهُ مُغتسلاً ساخنًا، ) وجهزت له بعض الملابس، فمن حسن الحظ أني كنت أحتفظ ببعض ملابسي عندما كنت صغيراً.... كانت قصيرة قليلاً لكنها توفي (تفي) (وفى يفي، مثل وقى يقي) بالغرض فعندما أنتهى (احذري لهجة نجد عند كتابة الهمزة، فكل همزاتكم علوية ) جهزت له بعض الطعام وجلست أتحدث إليه: "مابك تجلس وحيداً في ذاك المكان، رغم غزارة المطر وشدة البرد" فحدثني أني (إما أن يكون الحديث بلسانك فيستمر: فحدثني أنه يتيم مات والداهُ، أو بلسانه فيكون: فقال لي "إني يتيم .." ) يتيما (يتيمٌ) مات والدايَ عندما كنت صغيراً، فعملت عند رجل، لكن هذا الرجل تكالبت عليه الديون ولم يستطع أن يصرف علي، فهو بالكاد كان يصرف على ابنائه، فخرجت لأبحث عن عمل فلم أجد، ففي هذه الأيام من الصعب أن تجد عملاً، ولم أجد مكاناً يأويني (يؤيني)،
فأخبرته بأني أحتاج لصبي طموحٍ مثلك
مارأيك بأن تعمل معي وأكون ممتنا لك، فوافق وفرح فرحا كثيرا
فبدأ يتعلم بما أعطيه من المال فقد كان طموحا، وكبر حتى أصبح ذا مكانة عالية
فما أجمل أن تكون لنا وقفات في هذه الحياة تنفعنا يوم لاينفع مال ولا بنون.


أرجو لكِ التوفيق، وأنتظر محاولات جديدة منكِ
__________________
***************************
غائب... ولعلّي أعود ...

قبضتُ على الطفيلية التي تـُفسدُ موضوعاتِك سرًا...أدخل لتعرفها

***********
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.88 كيلو بايت... تم توفير 0.67 كيلو بايت...بمعدل (3.81%)]