السلام عليكم
خطر ببالي ذات يوم أن أشارك أبنائي في إهتماماتهم...
لأكون أقرب إليهم و انال مرتبة الصديق في قلوبهم ...التي اصبحت اعلى من مرتبة الأب في وقتنا هذا ...!!!
فجلست معهم اشاهد ما يشاهدونه...
و اقرأ ما يقراونه ...( لا شيء سوى الكتب المدرسية )
و ألعب ما يلعبونه...
و لم يكن اللعب معهم صعبا كما كان في زمن آباءنا...
فهواياتهم لا تشمل السباحة و لا الرماية و لا ركوب الخيل...
هواية واحدة مستحوذه على كل تفكيرهم ...ليلا و نهارا...
إنها الألعاب الإلكترونية ...أو كما يسمونها بلاي ستيشن ...و إكس بوكس ...و حاسوب...
و ألعاب كهذه لا تتطلب منك سوى الجلوس ...و إلغاء عقلك ...
و بصراحة ...أعجبني ذلك..
فأنا رجل في عمر لا يسمح له بالمجهودات العنيفة التي يتطلبها اللعب مع الأولاد ...بطريقة آباءنا...!!!
بدأت اتابع التلفزيون مع إبني الأصغر ...الذي لا يستطيع أن يجد له مكانا بين إخوته الكبار على البلاي ستيشن
فهو صغير ...و ضعيف ...و لايملك دهاءهم في إقناع أبيه بقضاء كل ذلك الوقت مع الألعاب الإلكترونية...!!!
و كان أول ما لاحظته ان الكثير من المسلسلات الكارتونية مدبلجة بلهجات محلية ...و ليس بالعربية الفصحى...
فصدمت لذلك...
فالمسلسلات الكارتونية التي شاهدتها سابقا لا تخرج عن أحد حالتين ...إما ان تكون اجنبية مترجمة...أو مدبلجة للعربية بالفصحى...
و تذكرت أيام معاركنا مع المجلات و الجرائد التي إعتمدت اللهجات العامية في مقالاتها...و كيف إستطعنا تكوين رأي عام رافض لها ...فماتت في مكانها...
و ظنا مني أنني ساستطيع تكرار ما فعلته في شبابي ...فقد أعلنت الحرب على قناة mbc3 و بدات ابحث عن دوافعها فوجدت موضوعاً في الشبكة بمنتهى الخطورة بعنوان حقائق خطيرة عن قناة العربية و شبكة أم بي سي
ووجدت ان المستهدف أكثر من اللغة العربية فقط ...
إن رابطنا الوحيد بديننا و تراثنا هو لغتنا العربية...
فبها نفهم القرآن الكريم...
و بها نتواصل فيما بيننا كعرب ...
و بها نعرف تاريخنا و أمجادنا ...
و بها نتذوق الأدب و الشعر ...
فنمدح ...و نهجو ...و نتغزل ...
و الأهم من كل ذلك ندرك أن القرآن معجز ببلاغته...فنؤمن به يقينا ...
و مصادر تعلم اللغة العربية قليلة جدا...
أولها المدرسة ...
و ثانيها التلفاز...
و عقول أبناءنا في صغرهم مهيئة لإلتقاط كل شيء...
و الرسوم المتحركة شيء محبب إلى نفوسهم...
فإذا ربطنا بين الرسوم المتحركة و اللغة العربية فقد زرعنا حب العربية في قلوبهم...
و هذا ما أدركه أعداءنا...و بدأوا العمل للقضاء عليه