عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-12-2009, 04:21 PM
الصورة الرمزية ابو هاله
ابو هاله ابو هاله غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 1,783
الدولة : Egypt
Cool الاستخدامات العشر لمشايخ العصر

الاستخدامات العشر لمشايخ العصر


الكاتب : طارق الطواري

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين.

وبعد...

فلا شك أن شيوخ الدين لهم في نفوس الناس كل محبة وتقدير، فهم حق مشاع لكل إنسان أن يستفيد من علمهم ورحمتهم بالخلق، فهم أرحم الخلق وأرأف الخلق وأحسن الخلق بكل الخلق.

وقد أدركت الأنظمة ذلك جيداً وأدرك صاحب كل غاية هذه الأهمية، فأصبح المشايخ مطايا لغايات بعض الحكومات وبعض المسؤولين ومن له حاجة من مرشحين.

واستخدموا عشرة استخدامات، وهذه الاستخدامات هي:

الأولى:

استخدام الشيوخ لمكافحة التطرف والإرهاب بزيارة المساجين والمعتقلين السياسين، وتقريرهم أنهم على خطأ، وأن الحاكم مصيب، وأن عليهم السمع والطاعة ولو جلد ظهرك وهتك عرضك وأكل مالك، وأنه لا يصح النصح علناً ولا المجاهرة في عداوة السادة الزعماء، وأن عليهم التوبة وتجديد السمع والطاعة، وأن كل ما فعلته الأجهزة الأمنية بهم فهو جزء من البلاء والتأديب فلا عليهم إلا الصبر وقبول كل ما يأتي من الزعيم.

الثاني:

ويستخدم مشايخ الدين كمحللين للحرام لما يريده السلطان، فالفتاوى والمواعظ جاهزة حسب المقاس، فترك الشريعة مسألة فيها خلاف، والربا حلال، والخمر فيه نظر، والزنا ليس فيه نص صريح، والغناء غذاء الأرواح.

الثالث:

ويستخدم المشايخ لإضفاء الشرعية على تصرفات السلاطين وللاستهلاك السياسي والمحلي ولإغراء العامة بوجود العلماء ومشايخ الدين، وربما لتخدير الشعوب.

الرابع:

ويستخدم المشايخ كسوط عذاب على إخوانهم الدعاة المخلصين الصادقين، فتطلق لهم الأبواق وتفتح لهم الجرائد وتستقبلهم القنوات لمزيد من الطعن والسب والمهاترات في حق إخوانهم الدعاة المخلصين، والواقع يشهد بأن بعض شيوخ السلاطين كانوا أشد على الدعاة من الملحدين والمرتدين على المسلمين، وكأنهم يتتلذذون في مضغ لحوم الدعاة والعلماء.

الخامس:

ويستخدم المشايخ مفاتيح انتخابية لدعم المرشح الحزبي أو السياسي أو القبلي أو الطائفي، وهذا الاستخدام قد لا يكون حكومياً لكنه أحد استخدامات مشايخ العصر، فترى اسمه في كل مقر انتخابي يصيح وينعق مؤيداً لمن دعاه لمقره، ونسى - أو تناسى - أنه بذلك قد خسر الآخرين، وهم مع الأسف كثر من الوعاظ والعمداء ومشايخ الشريعة وخطباء المنابر، وقد حاد جميعهم عن رسالته الحقيقية التي حملها عن رب العالمين.

السادس:

ويستخدم المشايخ كتحلية للقنوات الفضائية لتلبية رغبات المشاهدين ولإثبات التنوع والحرية، فتسبقه أغنية، وتلحقه دعاية، وبينها الشيخ الجليل.

السابع:

ويستخدم المشايخ كسلطة دينية كنسية قاسية، لتدمير الخصوم ونحرهم وإخراجهم من دائرة الإسلام إلى دائرة الكفر ومن الطاعة إلى المعصية.

الثامن:

ويستخدم المشايخ كمنافقين وجواسيس على الشباب المتحمس للعمل الإسلامي لرصدهم والتجسس عليهم، وربما كتابة التقارير عنهم، بدلاً من نصحهم ووعظهم، وأظن أن "أبا القعقاع الحلبي" حالة قريبة ومشابهه، ومثله كثير ممن تقمصوا ثوب الدين والكلام عن رب العالمين، وخاصة من ينسبون إلى المدرسة الجامية أو "جماعة المدينة" - طهرها الله منهم -

التاسع:

ويستخدم المشايخ كبهاليل للبحث عن الرخص في الزواج والطلاق والتمتع والمسيار.

العاشرة:

ويستخدم المشايخ كأفيون مخدر للشعوب، بنشر مبادئ الخمول والركون وعدم إنكار المنكر والانشغال بالتصوف المذموم والجلوس في المساجد والرضا بالواقع ونشر ثقافة الذل والخضوع والمصالحة مع العدو والاستسلام والتعايش السلمي والوسطية - المزعومة - وهدم الدين باسم الدين ومشايخ الشريعة وتقليص - أو إلغاء - دور الكليات الشرعية والمعاهد الدينية في المجتمع - كحال عميد كلية الشريعة في أحد الدول المجاورة الذي طرد وأنهى عقود غالب أساتذة الشريعة وأغلق الشُعب وألغى التخصصات تمهيداً لإغلاق كلية الشريعة أو لدمجها مع غيرها - باء سعيه وتبت يداه.

هذه عشرة استخدامات لمشايخ الدين استقرأتها من الواقع، فبعضهم يحمل الشهادة العالية والدكترة في الشريعة، بل بعضهم يسمى عالماً أو عميداً أو مديراً أو مستشاراً أو واعظاً أو خطيباً، لكن القاسم المشترك بينهم جميعاً أنهم أساؤوا للدين - وما دروا أنهم أساءوا لأنفسهم - وكشفوا عن سوأتهم وعوراتهم، فمجّتهم الأمة والجماهير قبل أن يسيؤوا لدينهم.

ألا فلينتبه هؤلاء قبل أن يصدق فيهم قوله تعالى: {اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون}.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.45 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.78%)]