عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 08-01-2010, 08:10 PM
عبد العزيز النجدي عبد العزيز النجدي غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
مكان الإقامة: السعودية
الجنس :
المشاركات: 31
افتراضي رد: خواطر وجواهر من ابن الجوزي إلى طلاب العلم ..

{16}
( التحقق من صحة الحديث قبل العمل به)


علم الحديث هو الشريعة ، لأنه مبين للقرآن و موضح للحلال و الحرام ,و كاشف عن سيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم , و سير أصحابه .
و قد مزجوه بالكذب ، و أدخلوا في المنقولات كل قبيح .
فإذا وفق الزاهد و الواعظ لم يذكرا إلا ما شهد بصحته .
و إن حرما التوفيق ، عمل الزاهد بكل حديث يسمعه لحسن ظنه بالرواة ، و قال الواعظ كل شيء يراه لجهلة بالتصحيح ، ففسدت أحوال الزاهد ، و انحرف عن جادة الهدى ، و هو لا يعلم .
وكيف لا , وعموم الأحاديث الدالة على الزاهد لا تثبت (!!)،
مثل حديث ابن عمر رضي الله عنهما :" أيما امرىء مسلم اشتهى شهوة فرد شهوته و آثر على نفسه غفر له" . و هذا حديث موضوع ، يمنع الإنسان ما أبيح له , مما يتقوى به على الطاعة .

و مثل قوله : "من وضع ثياباً حسناً.." .
و كذلك ما رووا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قدم له أدمان فقال :" أدمان في قدح ، لا حاجة لي فيه ، أكره أن يسألني الله عن فضول الدنيا" .
و في الصحيح : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم :" أكل البطريخ بالرطب".
و مثل هذا إذا تتبع كثير , فقد بنوا على فساده ، ففسدت أحوال الواعظ و الموعوظ ، لأنه يبني كلامه على أشياء فاسدة و محالات .
و لقد كان جماعة من المتزهدين يعملون على أحاديث و منقولات لا تصح , فيضيع زمانهم في غير المشروع , ثم ينكرون على العلماء استعمالهم للمباحات ، و يرون أن التجفف هو الدين
و كذلك الوعاظ يحدثون الناس بما لا يصح عن الرسول صلى الله عليه و سلم و لا أصحابه ، فقد صار المحال عندهم شريعة .
فسبحان من حفظ هذه الشريعة بأخيار ينفون عنها تحريف الغالين , و انتحال المبطلين .
{348}
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 13.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 12.92 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.54%)]