عندما مزق القلم جدار الصمت
القلم كاد يتحطم مسطرا عبارات تلو العبارات المؤثرة القوية حتى ظننت ان القلم يكتب دون قائد له...
حتى صفحات الورق كادت تنطق من جنونها بسبب تصرفات القلم الغير طبيعية ...
لقد خرج القلم عن شخصيته الهادئة والشفافة لكي يجارى واقعا مؤلما تفرضه الحياة من واقع تصرفات البشر الرعناء ...
فقد اودع الزوج امه العجوز بناء على ضغط الزوجة ... في دار المسنات لتتلقفها ايد غريبة على رقائق صفحات مشاعرها الحنونة .... متنكرا لتاريخ مجيد وحافل من النضال والكفاح لام ربت ابنها فوق مشاق حياة قاسية اثقلت كاهلها ...بكت الام كثيرا عندما رأت وجوه غير الوجوه .. وحنانا مصطنع من مشرفات الدور .. بعد ما كانت تتدخر ابنها لهذا اليوم الاسود في حياتها ... يوم الكهولة والعجز ..وعدم القدرة على تحريك قدميها العاجزتين ..
العقوق سمة اصبحت ضاهرة في حياة مغلفة بالمادة الصرفة .. فلم يعد قلما يفيد في مداد الوصف او النصح .. إن لم ينتصح بقوله تعالى ( وقضى ربك الا تعبدوا الااياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمه وقل ربى ارحمهما كما ربيانى صغيرا )
سيخترق اي قلم حاجز الصمت .. جرب وقم بزيارة احدى دور المسنيين لتستمع الى قصص العقوق الواقعية عيانا.
اكتب ياقلم عن امي.. واخترق جميع الحواجز
ماذا اقول يا امي صدقيني لو اجلس امام قدميكي و ابكي لن اعبر عن الذي في قلبي
ماذا اقول يا امي وانا احترق من شوقي اليكي
ماذا اقول يا امي وانا لا اشبع من صوتك
اصبحت ابكي يا امي بلا دموع ...االدموع قد جفت من عيني
فكل يوم يمر على دون النظر الى قسمات وجهك المضيئة تدمي قلبي
اجمل كلمة قالتها شفتاي... وسطرها قلمي.
لو خيروني بين السعادة ودفاها إخترت دفا أمي .. لانها قمة السعادة .... فرضاها من رضا الرحمن
كفى ياقلمي فقد جفت عيوني من كثرة دموعي ... وهي لاتمثل قطرة في بحر دموع امي عندما كنت امرض .. افرح ... احزن ... اتلوى ... كفى ياقلمي.
|