عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-03-2010, 04:34 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,020
الدولة : Yemen
افتراضي رد: جديد قصص التائبين على ملتقى الشفاء الاسلامي ياتيكم مع القلب الحزين

وعدت إلى الله تائبا
وفي نهاية العام وفي يوم إستلام النتائج من المدرسة ، لم أجد شهادتي ، بحثت عنها وأخيرًا وجدتها عند شباك نتائج الطلاب الراسبين ، أخذتها وأنا أرجف خوفًا وهلعًا ، جن جنوني .. لم أصدق ، لأول مرة أرسب في حياتي .. ماذا سيقول والدي ؟ وأنا الذي عندما حاربني هزمته وهزمت كل أهلي ، فلقد طمأنتهم بإحتيالاتي ، والآن ستنكشف حقيقتي. يـا الله ..


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعرف كيف أبدأ الحديث معك ، أنا طالب في المرحلة الجامعية ، بدأت حياتي تحت تربية صالحة ، أعرف بيتي وأعرف مسجدي وأعرف مدرستي وأعرف تحفيظي ، ولكن لم أكن أعرف من فيهم إلا بعضهم ، لا أعرف الشارع ولا أعرف أبنائه ، فقد كنت وحيد الطبع ، وأحب الهدوء والسكون ، واستمرت على هذا الوضع حتى انتقلت إلى المرحلة الثانوية ، مرحلة المراهقة ومرحلة الخطر .. من هدوئي وسكوني ومكارم أخلاقي أحبني كلُ من عرفني ، ( أحبني كل من عرفني ) ، ولكن ولله الحمد أن الله أعطاني عقلاً رزينًا ونباهةٌ سليمة ..

كنت أبتعد ممن أشك بهم ، أتحذرهم وأبتعد عنهم ، ولكن .. لا أدري متى ؟ وكيف ؟ وقعت في شباكهم ..!

لقد أحببتهم ولا أفضل أحدًا على غيرهم ، فبدأ خروجي من البيت يكثر ويكثر ، حتى إني أصبحت أخرج إلى المدرسة ولا أعود إلا في آخر الليل ، حاربني أبي وحاربتني أمي ، بل وحاربني إخوتي ..! وعلى رغم كثرة عَدَدِهم ..! إلا أني كنت أكثر منهم إعدادًا وعُدة ، حتى تفوقت عليهم بإحتيالاتي وألحقت الهزيمة بهم ، حتى أصبح خروجي من البيت أمرًا طبيعيًا.

وفي نهاية العام وفي يوم إستلام النتائج من المدرسة ، لم أجد شهادتي ، بحثت عنها وأخيرًا وجدتها عند شباك نتائج الطلاب الراسبين ، أخذتها وأنا أرجف خوفًا وهلعًا ، جن جنوني .. لم أصدق ، لأول مرة أرسب في حياتي ..

ماذا سيقول والدي ؟

وأنا الذي عندما حاربني هزمته وهزمت كل أهلي ، فلقد طمأنتهم بإحتيالاتي ، والآن ستنكشف حقيقتي. يـا الله ..

ذهبت إلى البيت مطأطئ الرأس ، علم والدي برسوبي ، ولكنه تمالك نفسه ، وعندما قابلني .. قابلني بوجهٍ رَحب ، وقام يشبه لي نتيجتي هذه بنتيجة الآخرة ، وكيف أن العاصي يوم القيامة يأتي ويأخذ كتابه بشماله ، وأنه يقول يا ليتني لم أوت كتابية ، وقام يسرد لي المواعظ. ولكن حذرني في المرة القادمة ، دون أن يعيد الحرب عليّ من جديد ، فأكملت مسيرتي نحو الغواية ، حتى أصبحت في الصف الثاني الثانوي

وفي الفصل الدراسي الثاني ، جلبت انتباه أحد الطلاب الملتزمين إليّ ، ورأى مني أثر التربية الصالحة ، ورآني أغرق في وحل أصحاب السوء ، حتى أشفق عليّ ، من تعامله مع الطلاب ومن نظرته التي عرفت من خلالها أنه يريد أن يمسك بيدي ، استعطت أن أمسك بيده ، لم أنس لحظة من لحظاته وهو يحاول أن ينجدني بما يستطيع ، فكنت أخرج معه دائما ، فهو شاب مرح فيه سمات الصلاح والشباب (أي: أنه داعية)

أحببته كثيرا ، ولكن خجلي كان يدفعني إلى الهروبَ منه ، إلى أن تأقلمت معه

وفي يوم من الأيام أخذ مني هاتفي النقال (الجوال) ، ووضع لي فيه مقاطع صوتية .. أناشيد ومواعظ وغيرها ، وكان قد رقمها ( المقاطع ) دون أن يعنونها ، وطلب مني أن أعنونهم أنا بنفسي بعد أن أسمع كل مقطع ، ففعلت وأنا لا أدري ما السر من ذلك ؟!

وفي يوم من الأيام وأنا استمع إلى بعض الصوتيات الوعظية ، إذ سمعت قصة كان يرويها الشيخ الصاوي ، كنت أستمع وبكل تمعن

.. وفجأة .. يا الله

ما هذا الشعور الذي أنا فيه ، كانت هي السبب بعد الله في هدايتي ، والذي صُعقت منه أكثر وزاد بي الأثر والتأثر نهاية القصة ، التي انتهت بصوت الشيخ ياسر الدوسري وهو يقرأ من كتاب الله تعالى: { وجآءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد وجآءت كل نفس معها سائق وشهيد لقد كنت في غفلة من أمرنا هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد }

يـا الله وكأني لأول مرةٍ أسمعها ..! مع أني أحفظها

ولكني في هذه المرة سمعتها بقلبي لا بأذني ، وعدت إلى الله تائبا

واعتزلت أصحاب الماضي كلهم إلا هذا الشخص ، كان هو المعين لي بعد الله في تثبيتي على الإلتزام ، وعندما إنتهيت من المرحلة الثاني ثانوي ، كان صاحبي هذا قد تخرج من الثانوية ، وليس لي بعد الله في المدرسة إلا هو. في الصف الثالث الثانوي .. انتقلت من مدرستي إلى مدرسةٍ أخرى ، وغيرت رقم هاتفي ، وألتزمت المسجد ، أصبحت لا أعرف أحداً ، عشت وحيداً ما يقارب الثلاثة أشهر ، لا أعرف إلا بعض الأطفال الذين يدرسون القرآن في المسجد ، وكانوا ما يقارب .. الثمانية عشر طالب ، أصبح مؤذن المسجد يدنيني منه ، حتى أصبح يجعلني أشاركه التسميع للطلاب ، ثم وكلَ أمرهم لي

وفي إحدى الأيام وبينما أنا جالس في المسجد أُسمع لأحد الطالب كتاب الله ، جاءني الشيطان ليُعْلِمُنِي بخبر وحدتي وقام يوسوس لي ، وأن هذه نتيجة اعتزالي أصحاب الماضي ، وبينما أنا على ذلك..! جاء مؤذن المسجد ، فقلت له ( الحمد لله جئت في الوقت المناسب ) واستأذنت منه وذهبت ! ، لكن إلى أين؟

الله أعلم ..

ركبت سيارتي ، وعندما ركبت .. ألهمني الله ، وتذكرت أحد المساجد التي صليت فيها في أحد الأيام ، وأن فيه شباب صالحون ، يدرسون القرآن ويتدارسونه ، نعم .. إنهم شباب ، هم من سيبعدون عني وحدتي

أخيراً .. الحمد لله وجدت من أصحبهم

ذهبت إليهم .. دخلت عليهم ، استقبلن المشرف بصدر رحب وابتسامة عريضة ..! حقيقة .. فرحت فرحًا أيما فرح ذاك الفرح .. أدمعت عيناي فرحاً ، درست القرآن معهم ، وذهبت إلى شيوخ العلم معهم ، أصبحت أحد طلاب العلم ، الحمد لله تعرفت على شباب .. يقرؤون القرآن ويطلبون العلم من أصحابه ، وفي الوقت ذاته يلعبون ويمرحون ، ويخرجون للاستراحات ويجمعون فيها بين المتعة والفائدة ، تعرفت على شباب .. هم سبب ثباتي بعد الله بعد أن انشغل عني صاحبي ذاك ، والآن لي ما يقارب السنتين وأكثر ، وما زلت معهم والحمد لله.

* * *

اللهم لك الحمد كثيراً ، اللهم لك الحمد على نعمة الاستقامة ، ولك الحمد على كل حال ، أنت الأول والآخر والظاهر والباطن ، الحمد لله .. الحمد لله .. الحمد لله ، اللهم إهد شباب المسلمين الغافلين عنك والمعرضين ، اللهم إنهم ضلوا الطريق فدلهم عليه ، وألهمهم يا ربنا سبل السلام ، اللهم ثبتني على الحق إلى أن ألقاك ، وألحقني بالنبيين والصديقين والشهداء وحسن أُؤلائك رفيقا ، وصلي اللهم وبارك على سيد الأولين والآخرين محمد بن عبدالله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


التالي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.85 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]