لاحظ علماء الحيوان ملاحظة بديعة ، وهي في الحقيقة لا تغيب عن عين المتأمل .
لاحظوا : أن الحيوان يميل كل نوع إلى بعضه البعض ، أكثر من ميله إلى نوع آخر من غير فصيله !!
ولكن ألا تلاحظ في شؤون الحياة ، كيف أن الناس أيضا كذلك !!
فالإنسان الصالح تجده يميل إلى مجالسة الصالحين من عباد الله ، ويجد أنسه معهم
والإنسان الفاسد مريض القلب ، تجده يتسقط مجالس السيئين أمثاله !!
بل أكثر من هذا :
تجد كل اصحاب حرفة يميلون إلى بعضهم البعض أكثر من الميل إلى غير أصحاب حرفتهم !
ولذا قالوا : الطيور على أشكالها تقع !!
والخلاصة المفيدة التي يمكن أن نخرج بها من هذا :
راقب نفسك جيداً منذ اليوم !!
بمن تحب أن تختلط ، ومجالسة من تهوى ، وكلام من يشجيك وتجد المتعة معه ،
فإذا كانت مجالس أهل الصلاح والهداية ، هي محط نظرك ، ومهوى فؤادك ،
فأبشر ثم أبشر ، فإنك على خير ، وإلى خير تمضي !!
وإن كانت مجالس الصالحين لا تملأ عينيك الكليلتين ، ولا تجد فيها بغية نفسك ،
فتنفر منها لتبحث عن مجالس تملأها الشياطين _ شياطين الجن والأنس معاً ! _
فخذ من هذا إشارة قوية جداً _ إشارة حمراء خطرة !! _
إشارة إلى أنك تسير في الاتجاه غير الصحيح ، فيلزمك أن تعدل مسارك ، قبل أن تقع الكارثة ، فتصيح صيحا مرعبا : رب ارجعونِ ، لعلي أعمل صالحا فيم تركت !!
ولكن هيهات ..هيهات !!
لقد انتهت صلاحية بقائك في الدنيا ، وأنت الآن تواجه مصيرك في الآخرة ، فلا تلومنّ إلا نفسك !!
فإن كنت تحب نفسك ، وتحرص على النجاة ، فاجهد أن تعيش في أجواء أهل الصلاح ليصلح لك قلبك شيئا فشيئا ، وهو يتعطر بما يتنزل فيها من رحمات !
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد ..!