فما زالوا يخدعوننا، وما زلنا ننخدع.
هذا ما يلخص حالنا وحالهم بأخصر عبارة وأجلاها بعيدًا عن الزيف والتدليس.
صدقت
ما أخبر به النبي --: (سَيَأْتِى عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ) (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني).
اللهم اعصمنا في هذه السنوات
والغريب أنه حين يكون الأمر متعلقـًا بأمن وثقافة "الآخر المغاير" فـ"لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"؛ وحينما يتعلق الأمر بعقيدة المسلمين وصيانتها فتظهر هذه الدعوات كلها وتعلو أصواتها مكتسية ثوب حكمة زائفة لا تروج إلا على منخدع.
أرادوا لنا أن نعلم أن دعوتهم تتمثل في: "أحبو أعدائكم، باركوا لاعنيكم"، وأما الغرف المغلقة فيروجون لحديث آخر من مثل: "أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدامي"، ومثل: "وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم، وتفضح نسائهم".
:36_1_30:
بين النصارى:
وإن كان مثل هذه الجرائم تحدث وحدثت مع المسلمين فنحو من هذا أيضًا حدث بين النصارى أنفسهم؛ بسبب ما جرى بينهم من اختلاف في صلب العقيدة، وماهية المسيح -عليه السلام-, فكم من الفظائع التي فعلها الكاثوليك بالأرثوذكس أو بالبروتستانت أو أصحاب التثليث بالموحدين منهم
اللهم أهلك الكافرين بالكافرين
وأين هذه النصوص من النصوص الإسلامية التي تأمر بالإحسان حتى في القتل، وإظهار الرحمة لمن لم يرفع في وجوهنا السلاح من شيخ كبير أو امرأة ضعيفة أو طفل بريء أو راهب معتزل في صومعته؟!
أين هذا من شرع الجهاد؟!
وبذلك تعرف أن الخد الأيسر لم يُمنح إلا لمن قدر على ضربهم على الأيمن، وأن هذه الضربات التي يتحملونها في زمان العسرة اضطرارًا تتحول إلى نيران حقد أعمى على البشرية جمعاء لا تبقي ولا تذر حال امتلاكهم لأسباب القوة.
لا تعليق