عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 29-04-2024, 08:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,235
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في العقيدة حوار من القرآن

كلمات في العقيدة

-حوارات من الآخرة (6)




لا أحد يمكن أن يتصور مدى رحمة الله عز وجل في الآخرة.. رحمة كما وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم: «... ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من الجنة أحد» مسلم.


وعلى عكس حوارات الكفار فإن الله عز وجل «يطمئن» عباده.. المسلمين.. حتى أصحاب المعاصي منهم.. ففي الحديث عن ابن عمر.. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم يا رب، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال عز وجل: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته...» متفق عليه.
- الحمد لله... الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، نسأله أن يسترنا ويغفر لنا ويرحمنا في الآخرة.
كنت وصاحبي بين العشائين نتحاور في زاوية المسجد الخلفية بعد أن خلا المسجد من المصلين.. ننتظر صلاة العشاء.
- بل اسمع هذا الحوار: «يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه.. قال: فتعرض عليه ويخبأ عنه كبارها، فيقال: عملت كذا وكذا، وكذا وهو مقر لا ينكر.. وهو مشفق من الكبار.. فيقال: أعطوه مكان كل سيئة حسنة.. فيقول: إن لي ذنوبا ما أراها هنا..» قال أبو ذر: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه.. السلسلة الصحيحة.
وفي رواية أن هذا هو آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا.
استدرك عليَّ صاحبي:
- ولكن أذكر أن هناك حديثا آخر فيه تفصيل آخر لهذا الذي يكون آخر أهل الجنة دخولا.
- نعم.. نعم، الحديث في البخاري.. وهو جزء من حديث طويل يرويه أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «... ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد، ويبقى رجل بين الجنة والنار، وهو آخر أهل النار دخولا الجنة، مقبلا بوجهه قِبل النار، فيقول: يا رب اصرف وجهي عن النار، قد قشبني ريحها، وأحرقني ذكاؤها، فيقول: هل عسيت إن فُعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك؟ فيقول: لا وعزتك، فيعطي الله ما يشاء من عهد وميثاق؛ فيصرف الله وجهه عن النار، فإذا أقبل به على الجنة رأى بهجتها، سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم قال: يا رب قدمني عند باب الجنة، فيقول الله له: أليس قد أعطيت العهود والمواثيق ألا تسأل غير الذي كنت سألت؟ فيقول: يا رب لا أكوننّ أشقى خلقك، فيقول: فما عسيت إن أعطيت ذلك ألا تسأل غيره؟ فيقول: لا وعزتك لا أسأل غير ذلك، فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق، فيقدمه إلى باب الجنة، فإذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور، فيسكت ما شاء الله أن يسكت، فيقول: يا رب أدخلني الجنة، فيقول الله: ويحك يا بن آدم ما أغدرك، أليس قد أعطيت العهود والمواثيق ألا تسأل غير الذي أعطيت؟ فيقول: يا رب لا تجعلني أشقى خلقك، فيضحك الله عز وجل منه، ثم يأذن له في دخول الجنة، فيقول: تمنّ، فيتمنى حتى إذا انقطعت أمنيته، قال الله عز وجل: من كذا وكذا، أقبل يذكّره ربه، حتى إذا انتهت به الأماني قال الله تعالى: لك ذلك ومثله معه».
- حقا.. ما أغدر ابن آدم.. إذا نزلت المصيبة لجأ إلى الله يدعو ويستغفر .. فإذا انكشفت رجع إلى ما كان عليه ونسي المصيبة.. وإذا سقم وتمكن منه المرض وعجز عن التداوي ذكر الله.. واستغفر.. وتاب.. ودعا.. وأناب.. فإذا شفي.. رجع إلى سابق عهده.. وهكذا ابن آدم عموما.. إلا من رحم الله.. ودائما أذكر حديثا رواه سهل بن سعد رضي الله عنهما قال: «جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس» حسن لغيره.


اعداد: د. أمير الحداد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.16 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.74%)]