عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 29-04-2024, 03:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,214
الدولة : Egypt
افتراضي اليهود وفن صناعة وتأسيس الفرق والجماعات التي تخترق بها الأمم لتحقيق أهدافها




اليهود وفن صناعة وتأسيس الفرق والجماعات التي تخترق بها الأمم لتحقيق أهدافها



قامت الفكرة الصهيونية بجملتها على نبذ الزمان والمكان وما هم عليه من حال ورفضت كل شيء من حولها، وفي حقيقتها ردة وكفر بالواقع والفكر اليهودي ونقلة نوعية متطرفة في تاريخ اليهودية ضد العالم بأسره، لقد تمكنت الحركة الصهيونية من تغيير قناعات كثير من اليهود إلى الفكرة الصهيونية، ومن ذلك أنه في عام 1889 أسس إسحق «ماير وايز» منظمة يهودية تتبع اليهودية الإصلاحية وتضم الحاخامات الإصلاحيين في الولايات المتحدة وكندا تجتمع في مؤتمرات دورية، وهي جماعة ككثير من الجماعات اليهودية المعادية للحركة للصهيونية التي تتَّسم باختفاء النزعة القومية فيها بل البُعد عن استخدام اللغة العبرية كأصل في الديانة اليهودية.
وفي الثلاثينيات، بدأ المؤتمر يغيِّر اتجاهه، ويتخذ موقفاً أكثر تفهماً وتعاطفاً مع الحركة الصهيونية، حتى أعلن برنامج كولومبوس عام 1947 الذي أكد أن من واجب كل يهودي أن يسهم في تعمير فلسطين، لا بوصفها ملجأ للمحتاجين وحسب بل بوصفها مركزاً لليهودية في العالم.
إن الصهيونية هي أشبه بولاية الفقيه والحركة البروتستانتية المنتفضة على مسيحية ذاك الزمان، ولم يتوقف الأمر عند هذه الملل فقط بل تمادى أمرها حتى تمكن يهود الدونمة «الحركة الساباتائية» في الدولة العثمانية من اختراق الطرق الصوفية في تركيا وجعلوا من هذه الطرق مأوى وملجأ سهلا لا يشترط كثيرا من التعقيدات لمتسبيه سوى ممارسة هرطقات وطقوس والظهور بشكل الدرويش الزاهد في الدنيا، ونقلت صاحبة كتاب العلاقات اليهودية التركية أمثلةكثيرة على هذا الاختراق، وكانت الحركة الصهيونية مفترق طرق في العقيدة اليهودية لتخرج من أزمة الذل التي عاشتها الجماعات اليهودية ردحا من الزمن منذ الأسر البابلي الأول.
كان الساباتائيون يدخلون الجماعات الدينية الأكثر تساهلا في قواعدها الدينية، والأكثر تقربا إلى السلطة، والسبب الرئيسي لدخولهم في هذه الجماعات لم يكن المحافظة على هويتهم السرية فحسب، ولكنهم كانوا يهدفون إلى تشكيل سمات ونماذج صوفية للطرق في الأديان المختلفة، وأول عمل قام به (الساباتائيون) في إستانبول بعد دخولهم الإسلام كان تحقيق المساعدة المادية في تأسيس تكية «عزيز محمود خداي» الذي كان من شيوخ الطريقة الخلوتية ومدفون في («أسكيدار)، والسبب في هذا هو مكوث (الساباتائيين) لفترة طويلة في تلك التكية حتى عام 1924م.
لذلك قال الحبر اليهودي (أبراهام ناثان) مساندا ما قام به (ساباتاي) المدعي أنه المسيح المخلص لليهود بعد إشهاره للإسلام نفاقا: إنه ينبغي دخول المسيح بين الأمم غير اليهودية، وإشعال الشارات المقدسة الكائنة فيها، وتنبيه الأشخاص المقدسين والأولياء رغم جهلهم هذا، على أن حركة المسيح هذه أيضا لأجل غاية إلهية.
لقد شاءت إرادة الله وقدره أن تسخر طوائف وجماعات تعمل ومن غير مقابل لصالح المشروع الصهيوني، وهذا مصداق قوله تعالى: {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَمَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}.
أخبر ربنا جل في علاه عن سر خاص غرسه الله في مكامن اليهود، أنه جل جلاله ضرب عليهم المسكنة الجبلّية غير المنفكة عنهم وهي صفة فيهم دون من سواهم لا يسعفهم منها إلا حبل من الله كما هو شأن العهود والمواثيق التي كانت بينهم وبين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة، أو حبل من الناس ممن يدعمهم كحلفائهم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرهما أو كالمنافقين من الجواسيس والعملاء والمرتزقة الذين يبحثون عن عز لهم في ظل دولة يهود، نعم هؤلاء هم من وصفهم الله تعالى في قوله: {وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ}.
لقد تمكن اليهود من استغلال هذه الموجة وتوظيفها وركوبها لتحقيق مآربهم وعرفوا كلمة السر التي يمكن لهم بها أن يفتحوا كل باب موصد أمامهم فتمكنوا من توظيف أحداث عالمية توظيفا كاملا لصالحهم من خلال استغلالهم لنصوص من العهدين القديم والجديد واستدرجوا بهذه النصوص عشرات الملايين من النصارى لخدمة أهدافهم.
لقد تمكن اليهود من التسلل إلى صفوف الرهبان فأصبح منهم البطاركة والمطارنة الذين كانوا يتظاهرون بالتعصب للمسيحية.
ولا ينطبق ذلك فقط على النصارى بل هو مندرج على جل الفرق والأحزاب والديانات، يقول المسيري، «ومن الحقائق الإحصائية التي قد تكون لها علاقة بموضوع العبادات الجديدة أن نسبة أعضاء الجماعات اليهودية في الجمعيات السرية في العالم هو نحو 30%».
وسنحاول التطرق إلى أهم الفرق والجماعات التي استطاعت الصهيونية اختراقها أو كانت من صناعتها، ومنها:
البروتستانتية في أوروبا أنموذجا:
يرى بعض باحثي النصارى وغيرهم أن اليهود لهم دور مباشر في صناعة البروتستانتية، وكان لأصدقاء (مارتن لوثر) من اليهود دور في توجيهه نحو التمرد على الكنيسة وكان لـــ(جون كالفن) دور أساس في التشكيل النهائي (للبروتستانتية) وذكر أنه أحد اليهود الذي أُمروا باختراق البروتستانتية، كما أن 15% من القساوسة البروتستانت الذين يقومون بالوعظ في الكنائس الأمريكية أيام الأحد والأعياد النصرانية، هم من اليهود المتنصرين؛ لذلك وبكل دهاء استطاع اليهود تحويل المذهب البروتستانتي إلى جماعة وظيفية من الدرجة الأولى تخدم الصهيونية بكل تفان وإخلاص، وروجوا المعتقدات والأفكار البروتستانتية ومنها على سبيل المثال ما يسمونه معركة «هرمجدون» حتى أصبحت وغدت ثقافة مشاعة بين عامة الشعب الأمريكي وبعض شعوب الدول الأوروبية، بيد أنه لم يكن لهذه المعركة حظ من التأثير في المؤمنين بها من النصارى قبل قيام الدولة اليهودية في فلسطين عام 1948م، وأما بعد قيامها فقد تيقنوا صدق النبوءات، وأن بقيتها في طريقها إلى التحقق على أرض الواقع، وصاروا يتوقعون «هرمجدون» في أي لحظة! وزاد الطين بلة انتصار اليهود على العرب وسيطرتهم على القدس عام 1967م، حيث اعتبروا أن ذلك مؤشر ثان على صدق نبوءاتهم وكان ذلك سببا في تضاعف أعداد المؤمنين بالمعركة.
وأما المؤشر الثالث فهو العمل على تدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه!
وكل ذلك للأسف الشديد هو بسبب التفاني الذي أبداه أتباع الكنيسة البروتستانتية من أجل تحقيق نبوءات بعودة المسيح المخلص على حد زعم الطرفين اليهودي والنصراني لكن كل حسب فلسفته الخاصة!
يهود الدونمة (الساباتائية) في تركيا أنموذجاً:
وردة فعل على الحالة اليهودية التي أصابتها نقمة الدول الأروبية، تولد عند جماهير الجماعات اليهودية «فكرة الخلاص» فساد فيهم هذا الشعور فبدأوا يترقبون ما يمكن أن يغير حالهم لتكون لهم الهيبة، وفي هذه الأجواء أعلن (ساباتاي) نفسه المسيح المنتظر فأكسبه ذلك شهرة واسعة في أوروبا وأفريقيا حتى كانت الوفود اليهودية تذهب زرافات من دول العالم إليه في تركيا.
وتحول (ساباتاي) من مسيح يهودي مزيف إلى مسلم منافق عام 1666م ، باسم «محمد أفندي»، ودخل عدد كبير من أتباعه الإسلام لكسب ثقة الأتراك، وبدلوا أسماءهم بأسماء إسلامية ،واندمجوا في الشعب التركي ولبسوا الجبب والعمائم، فكانوا ظاهرا مسلمين وباطنا يهودا، وانتشر أتباعه من القاهرة إلى هامبورج، ومن سلانيك إلى اليمن، ومن بولندا إلى بلاد الفرس.وقد لاقت فكرته معارضة شديدة من رجال الدين الأرثوذوكس وأن دعوته واحدة من الأفكار اليهودية الداعية إلى الصهيونية.
الماسونية العالمية، أنموذجاً:
الماسونية والصهيونية وجهان لعملة واحدة، فقد صرح الحاخام الأكبر (إسحق ويز) بأن «الماسونية هي مؤسسة يهودية خالصة، وأن تقاليدها وأنظمتها وتعاليمها مأخوذة من مصادرنا، فهي منا ولنا من البداية حتى النهاية». فكلاهما يستقي مذهبه مما جاء في التوراة والتلمود من عقائد ومبادئ وشعارات مبعثها يهودية إثنية، وترى الماسونية أن اليهود هم شعب الله المختار، كما يطلقون على أنفسهم «البناءون الأحرار» لسعيهم الحثيث لبناء هيكل سُليمان- الذي يوافقون اعتقاد اليهود فيه أنه ملك وليس نبيا- على أنقاض المسجد الأقصى، بعد إقامة الدولة اليهودية في الأرض المقدسة (فلسطين).
ومن أهم الرسائل التي تظهر عمق العلاقة (الصهيوماسونية)، الخطاب الموجه من الماسوني (غرايدي تيري) و(أودي مورفي)، العضوين في المحفل الماسوني «قدماء الماسونية الأحرار » إلى عناية الأستاذ «روحي الخطيب» أمين القدس، وقد عرضوا عليه شراء الأرض التي يقوم عليها المسجد الأقصى، ومما جاء فيه: «.. أنتم تدركون أن هيكل سليمان كان المحفل الماسوني الأصلي، والملك سليمان كان رئيس هذا المحفل، لكن الهيكل دمر عام 70 بعد المسيح. إنني أعرف أن مسجدكم هو صاحب الهيكل ومالكه القانوني وأنه أقيم في المكان ذاته إلى جانب الصخرة... وإنني بوصفي مسيحياً وعضواً في الحركة الماسونية، أرأس جماعة في أمريكا يحبون أن يعيدوا بناء هيكل سليمان من جديد. هذا هو اقتراحنا، إذا أعطى جامع عمر الإذن لمؤسستي فسوف نجمع 200 مليون دولار في أمريكا لهذه الغاية أو المبلغ اللازم لإعادة بناء الهيكل... وأستطيع أن أؤكد لكم أن مؤسستكم إذا تعاونت معنا في إعادة بناء الهيكل فسوف تصبح أغنى مؤسسة دينية على الأرض...سادتي، آمل أن تأخذوا هذه القضية بعين الاعتبار وتبحثوها مع أعضاء مجلس إدارتكم قبل أن أصل إلى المدينة المقدسة...».
البهائية:
ليس من باب المصادفة أن نجد تطابقا تاما بين اليهودية والبهائية، وهذا التوافق التام بين البهائية والماسونية لتحطيم كل القيم والعادات والتقاليد والدعوة إلى الرذيلة والانحلال والمطالبة بالمساواة بين المرأة والرجل، والاعتراض على نظام الأسرة وتعدد الزوجات، وقوامة الرجل على المرأة، ومن خلال النظر في قرارات البهائية نجد أنها تتوافق مع ما تدعو إليه الماسونية، بل هناك توافق كبير بين ما كتبه البهائيون وما هو موجود في التلمود والتوراة.
وليس من الغريب أن تكون آراء مؤسس البهائية «بهاء الله» ترفض جهاد اليهود بل تنادي بتجميع اليهود في فلسطين ليدللوا على ذلك أنه مما جاء في العهد القديم، ويدعون إلى تقبل اليهود في فلسطين بوصفهم أمراً واقع وينادون بالسلام معهم، بل تعدى ذلك الأمر لعلاقات مباشرة مع الصهيونية كحضور ابن بهاء الله «عباس» الملقب بـ «عبد البهاء» أحد المؤتمرات الصهيونية عام1911م.
كما نُصِّب اليهودي الصهيوني «ميسون» أمريكي الجنسية، رئيساً روحياً للطائفة البهائية في العالم كله عام 1963م.وكتب زعيم الحركة البهائية شوقي أفندي في30 يونيو 1948 م مهنئا الكيان الصهيوني على تأسيس الدولة، إلى (بن جوريون) يعبر له عن أطيب تمنياته من أجل رفاهية الدولة الجديدة، برعاية الكيان اليهودي، كما عقد البهائيون المؤتمر البهائي العالمي في سنة 1968 م، وجاء في حفل الختام «أن الحركتين اليهودية والبهائية متممتان لبعضهما، وتجتمعان في أكثر النقاط»!




اعداد: جهاد العايش




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.40 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.61%)]