عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 29-04-2024, 04:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,214
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصراع مع اليهود




الصراع مع اليهود (5)العلاقة بين الصليبية والصهيونية من الدموية إلى الحميمية؟!



هذا الصنف من البشر لا ينفع معه معروف وأنه كالثعبان لا تجدي مداعبته في الجحر، فقاموا بطرد اليهود من بلدانهم فتم طرد 300000 يهودي من إسبانيا عام 1492م


المبحث الرابع: كيف تحسنت جنى اليهود خبرات متعددة التقطوها من أقطار عاشوا فيها واستلهموا منها ما يمكن أن يصنع لهم مستقبلا زاهرا، فعرفوا كيف أن مراكز الدراسات في أمريكا وأوروبا هي التي تحدد المسيرة لصانعي القرار السياسي، فعرفوا السر الذي يمكن لهم أن يخترقوا به دولا وجماعات.
فصاغوا مراكز الدراسات لتؤدي دورها في دعم مسيرة الحركة الصهيونية في اختراق المشرق الإسلامي، وأنه لا بد من إيجاد المبررات المقنعة لأتباع اليهودية والغرب الصليبي بمبررات العودة إلى أرض الميعاد، وتجسدت بمنطلقات توراتية وعنصرية صهيونية، فقد أدرك قادة الحركة الصهيونية أنه ينبغي عليهم إزالة عدة إشكاليات واستحضار عدة مبررات، تقوم على أسس علمية مدعومة بجملة من الأكاذيب والتحريفات والمغالطات التاريخية والدينية، وتمثل ذلك في عدة عناصر، كان منها:
- بذل الجهد في إقناع يهود العالم وتحفيزهم - دينيا وماديا - للهجرة إلى الأرض المقدسة- فلسطين- وأنها أرض بلا شعب لشب بلا أرض!
- تكييف العقلية الأوروبية وإقناعها بتبني المشروع الصهيوني وإيجاد مبررات التقاطع معها لدعم المشروع الصهيوني للوصول إلى فلسطين.
- خداع العرب وإغراقهم في خطة شاملة مبنية على سيل من الأكاذيب وإثارة الفتن وتفتيت اللحمة الإسلامية العربية لتخذيلهم عن الفلسطينيين في سيل من الأكاذيب.
- اعتماد شبكة معقدة من الدعاوى، والتلفيقات التاريخية، والنصوص الدينية، (وارتباط اليهود بفلسطين) لتكوين معالم واضحة للشخصية والدولة اليهودية.
- رسم صورة محرفة لفلسطين وأهلها، على نحو يدعم فكرة هجرة اليهود إلى فلسطين من خلال الفروق بين اليهود والعرب (شعب الله المختار، نقاء العرق اليهودي).
وقادت الحركة الصهيونية جيشا من البروفيسورات تخرج على أيدي قادة الصهيونية لخدمة هذه الفكرة، وهذا ما صرح به بن غوريون حينما قال: «يندر أن تجد أكاديمياً أو إسرائيلياً في إسرائيل لم يتثقف على أيدي الموساد، أو من خلال منظمات الإرهاب» كل ذلك تم بطريقة تزامنت مع سير الحركة عمليا تجاه فلسطين.
المطلب الأول: اليهودية وعداؤها للنصرانية
لقد ذكر الله تعالى البعد الحقيقي للعلاقة بين اليهود والنصارى، فقال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}.
فقد كفروا بعيسى عليه السلام ودعوته ومعجزاته وما جاء به من تشريع مكمل، وطعنوا في مولده وتآمروا عليه حتى ظنوا أنهم صلبوه ثم قتلوه.وجاء في التلمود ما يدلل على وحشية اليهود وحقدهم على عيسى عليه السلام ما نصه: «يقتل الإنسان بيده الكفرة، مثل يسوع الناصري وأتباعه، ويلقيهم في هاوية الهلاك» وأن أموال النصارى مباحة لهم وأن أناجيلهم يجب أن تحرق ويقتل كل مسيحي وجوبا وغير ذلك الكثير مما ملئ به التلمود وغيره من الكتب المقدسة عند اليهود.
المطلب الثاني: النصرانية وعداؤها لليهود
قال تعالى: {.. وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}.
لقد أسهمت النصرانية على يد الإمبراطورية الرومانية عام 135م، في تدمير وتشتيت الكيان اليهودي الأول ومن حينها لم تعد لليهود قائمة، فتفرقوا في البلاد في الجزيرة العربية وشمال أفريقيا ودول أوروبا ومصر واليمن وغير ذلك؛ لذا يُكِنُّ النصارى كرها لليهود بناء على تجربة نصرانية مريرة مع التجمعات اليهودية في بلدانهم، ولأن اليهود ارتكبوا أكبر جرم بحق النصارى كما يعتقدون في قصة صلب المسيح ثم قتله، وألوان من الفساد وفي كل المجالات مارسها اليهود بحق النصارى وفي أوطانهم، ولقد أعلنها صراحة البابا جريجوري التاسع عام 1242م بكفره المطلق بتلمود اليهود، فقال: «يتضمن التلمود كل الكفر والإلحاد والخسة».
لقد عملت دول النصارى بعد أن أدركت أن هذا الصنف من البشر لا ينفع معه معروف وأنه كالثعبان لا تجدي مداعبته في الجحر، فقاموا بطرد اليهود من بلدانهم فتم طرد 300000 يهودي من إسبانيا عام 1492م، وفي عام 1290م طرد اليهود من إنجلترا، وبعد ذلك بوقت قصير طردوا من البرتغال.
المطلب الثالث: تحول العلاقة - اليهودية الصليبية- من عداء إلى مصالحة ومصير مشترك
إن بداية دخول اليهود إلى أوروبا كانت بعد أن دمر «أدريانوس» بيوتهم وطردهم وشتتهم من مدينة القدس عام 135م. وفي عام 1609م، قررت إسبانيا إخراج البقية الباقية من اليهود والمسلمين، وتوجه اليهود غربا إلى أوروبا التي كانت بأشد الحاجة إلى المثقفين فكان لهم حظوة ومكانة هامة أهلتهم لاختراق دول أوروبا مع أنهم لم يكونوا يزيدوا عن 1% من مجمل سكان أوروبا في فترة القرن التاسع عشر الميلادي.
لقد ضاقت أوروبا بهم ذرعا ومن سلوكياتهم المشينة ونشرهم للربا ونشر الفساد في الاقتصاد، فكانت النقمة الأوروبية تطارد اليهود في كل مكان، وسنذكر بايجاز وعلى سبيل المثال لا الحصر دولا أوروبية أعلنت الحرب على التجمعات اليهودية:
في بريطانيا: أصدر الملك «جون» أمرا بحبسهم في جميع أنحاء المملكة وفي عهد «هنري الثالث» عذبهم وحبسهم لما اكتشف أنهم ينتزعون جزءا من ذهب النقود، أما الملك «إدوارد الأول» فأصدر مرسوما عام 1290م بطرد اليهود من بريطانيا.
وفي فرنسا: طردوا جميعا في عهد الملك لويس أغسطس، وفي عهد «فيليب» عام 1341م انتفض الشعب الفرنسي ضد اليهود وذبحوا منهم الكثير وطردوهم حتى لم يبق منهم عام 1394م يهودي واحد.
وفي ألمانيا: كانت الحكومات الألمانية تطاردهم في أزمنة مختلفة وكان آخرها ما لاقوه على يد «هتلر» من 1923م إلى سنة 1945م من ملاحقات وإبادات حتى بالغوا فيها فكانت بالنسبة لهم أسطورة القمع التي يتغنى بها الصهاينة.
وبعد جولات من الملاحقات الأوروبية ضد اليهود واللعنات التي أصبحت تلاحقهم في كل مكان وضاقت بهم أوروبا ذرعا بهم، وجدوا مبتغاهم في الطائفة البروتستانتية التي كانت للصهيونة بمثابة طوق نجاة ومركبا ينتقلون به إلى عالم جديد، وانتقل «البروتستانت» من أوروبا وهم يحملون معهم الحلم الجديد إلى عالم جديد في مطلع القرن السابع عشر فاعتبروها الأرض الجديدة – الولايات المتحدة الأمريكية - وعدا وفتحا ربانيا جديدا، التي اكتشفت عام 1492م، فأصبحوا يعتقدون أن خروجهم من أوروبا إلى أمريكا كخروج موسى ومن معه من بني إسرائيل من مصر ونقمة الفراعنة إلى الأرض المقدسة والوعد الإلهي التي أعطيت لأبيهم إبراهيم عليه السلام.
من حينها تأسست أمريكا على العقيدة البروتستانتية كعقيدة أغلب الجماهير الأمريكية أما النظام الرسمي فهو قائم على الفكرة العلمانية، وتزامن معها انتقال مركز اليهودية إليها، لتجد الجماعات اليهودية فيها أرضا خصبة ساعدت على انتشار فكرتها، وتفشَّت فيها اتجاهات إصلاحية ومحافظة، وضَعُفت اليهودية الكلاسيكية أو المعيارية (الأرثوذكسية). كما ضَعُف دور الحاخام تماماً بحيث أصبح اليهود العاديون أو العلمانيون أو الصهاينة يسيطرون على الجماعة فكريا وتنظيميا، وأما دور الكنيس فأصبح مقرا للمناسبات الصهيونية التي يغلب عليها طابع النشاط الاجتماعي والسياسي، وعبادات يهودية موسمية.
وأما النصارى فقد قرروا إعدام عقيدتهم على عتبات الصهيونية لما تبرأ اليهود من دم المسيح عيسى عليه السلام كما يزعمون، ففي عام 1963م صدرت وثيقة التبرئة الأولى وأعلن بولس السادس عند زيارته لفلسطين أنه يصلي من أجل اليهود المساكين، ودعا النصارى إلى عدم المشاركة في أي عداء ضد اليهود والسامية وحذف أي عبارات تندد باليهود، وفي تاريخ: 14/10/1965م، أصدر المجمع المسكوني الكاثوليكي وثيقته بتبرئة اليهود من دم المسيح !! وفي عام 1973م استقبل البابا السابق بولس السادس راعي الكنيسة الكاثوليكية، رئيسة وزراء اسرائيل «غولدا مائير»، وفي عام 1982م وجه البابا يوحنا بولس الثاني نداءه لتعميق الحوار والتفاهم والاحترام المتبادل والسلام بين الكنيسة الكاثوليكية واليهود.
والأغرب من ذلك هو وصول اليهودي «جان ماريلوستيجر» إلى سدة رئاسة أساقفة باريس، حينها أفصح عن أصله اليهودي وعائلته البولونية هلى الرغم من كونه مسيحيا كاثوليكيا فرنسيا وقال: «إنني يهودي، وإنني أعي مسؤولياتي في ذلك بشكل كامل».
وبايجاز سريع نختصر للقارئ الكريم أهم المحطات التاريخية النصرانية العالمية كيف كانت سببا رئيسا في تأسيس الكيان اليهودي.








اعداد: جهاد العايش




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.83 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]