عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 26-04-2024, 02:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,214
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصراع مع اليهود


الصراع مع اليهود (2) عقائد الغرب وعلاقة كل منهم باليهودية



صحيح أن العالم ليس كله صهيونيا لكن الدعاية الصهيونية المؤثرة والمتحرك والمناور على الساحة العالمية والذي يفوز بالمعركة الإعلامية والنفسية هو صهيوني
لقد أدركت الصين أن ازدواجية علاقاتها العربية الصهيونية لن تؤثر أبدا في عقودها الاقتصادية
أو علاقاتها الدبلوماسية

إن الغرب الذي نقصده، هم من يدين بالنصرانية عقيدة وفئات من يدور في فلك الصهيونية حيث دارت، وفرقها الأساسية هي:
1- الكاثوليك: وهم من يتعاملون مع نصوص الإنجيل الخاصة باليهود بتفسيرات لاهوتية وليست حرفية؛ لهذا لم يكونوا يقبلون فكرة الدولة اليهودية ولا عودة اليهود إلى الأرض المقدسة (فلسطين) أو يقبلون بالتصالح مع اليهود؛ لأنهم يعتقدون بكفر اليهود قولا واحدا.
2- الأرثوذكس: هو مصطلح مسيحي يعني «الاعتقاد الصحيح» ويشار إلى الأرثوذكسية بالمفهوم اليهودي إلى «الأصولية اليهودية» وهي فرقة دينية يهودية حديثة ظهرت في أوائل القرن التاسع عشر ردة فعل على التيارات التنويرية الإصلاحية بين اليهود، وفي لقاء «شنودة الثالث» بالرئيس الأمريكي السابق «كارتر» سنة 1977م، صرح الأول «بأن الكتاب – العهد الجديد- ليس فيه آية واحة تقول بأن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، ولكن هناك نبوءة صدقت وتحققت بعودتهم من المنفى على يد «قورش» ، وانتهى الوعد وأصبح واقعة قديمة، لم يعد منها إلا الذكرى».
3- البروتستانت: تأسست هذه الفرقة في ألمانيا في القرن الـ16م بقيادة «مارتن لوثر» كردة فعل على الكنيسة، ليفتح الباب على مصراعيه في التعامل مع نصوص الإنجيل لكل أحد وأنها ليست حكرا على القساوسة فقط، كما ابتدع فكرة عدم الاعتماد على العهد الجديد (الإنجيل) دون أن يكون معه العهد القديم (التوراة) بوصفها كتاباً مقدساً غير منفصل عن الأول.
لقد سوّق هذا الأحمق عقيدة تآكلت وكادت أن تنحصر في أزقة «الجيتو» التي لا رحابة فيها وهي عقيدة اليهود وكتابهم المحرف، فمع اتساع نطاق دعوة «مارتن لوثر» وانتشارها السريع على رقعة واسعة وجمهور غفير من النصارى الذي تقبل هذه الدعوة بوصفها ردة فعل مرحب بها على كنيسة كانت سببا في جهالة جمهورها ردحا من الزمن وتخلفهم بين الشعوب، كانت هذه الدعوة هي «قبلة الحياة»، والنهضة الحقيقية التي أسعفت الجماعات اليهودية المنبوذة والمطاردة في الغرب تحديدا ومفرقة ليس لها آمال ولا ترقى أو ترتقي بين الأمم.
لقد كانت البروتستانتية نكبة ومحنة على أهلها ومنحة مجانية لليهودية وأهلها أطلقت سراحهم إلى عالم رحب لا حدود له.
لقد تحولت الحالة العدائية والكره بين اليهودية والنصرانية في الغرب إلى حالة حميمية بل تجاوزتها إلى حالة تبني للمشاريع التوراتية على أرض فلسطين.
لقد أسهمت «البروتستانتية» في إنشاء فضاء رحب لليهودية وجماعاتها المختلفة فأخرجتها من ضيق أزقة «الجيتو» إلى رحابة ما حققته «البروتستانتية» من انقلاب نوعي وكيفي ديموغرافي وجغرافي على مستوى خريطة العالم الغربي الصليبي.
لقد أسس «مارتن لوثر» عقيدة خادمة وبمعنى الكلمة لخدمة المشروع والأطماع الصهيونية التي لم يكن أتباعها يتصورون يوما ما أن تنهض بهم عقيدة وجماعة مسيحية تكون هي السبب الرئيس في إنعاش المشروع اليهودي المحتضر.
ولقد تمثلت المبادئ والعقيدة التي قامت ونادت بها «البروتستانتية»، في:
1- أن اليهود شعب الله المختار.
2- وأن الأرض المقدسة (فلسطين) ملك وميراث لليهود وهو ميثاق قطعه الرب على نفسه.
3- وأن مسيح النصارى لن يعود آخر الزمان إلا بتحقيق ما سبق وبكل السبل بعد تمكين اليهود منها بكل ما أوتوا من قوة، ومهما كلف من ثمن، وأنّ الله توّعد من رفض خدمة اليهود فيها أو العودة إليها بالإبادة.
والكثير من الهرطقات التي لا يتسع المجال لذكرها.
ومع انتشار «البروستانتية» كما ونوعا في العالم الصليبي الغربي واختراقها لكثير من الجماعات الصليبية هناك، أعطى كل ذلك المشروع الصهيوني منطلقا في كلا الاتجاهات لتحقيق ما لم يكن في أحلامهم يوما، بل فتح شهيتهم إلى مزيد من أطماع وجدوها غنيمة باردة لا جهد فيها ولا جهاد.
إن الغرب الذي نعنيه في هذه الدراسة هو تحديدا الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي بمجموع دوله، مع قناعتنا أن كلا منهما متفاوت في تمسكه ومدى علاقته بعقيدته، وأهم ما يميز كلا منهما، فقديما تبرأت أوروبا من الدين وحاربته وتبنت العلمانية مذهبا رسميا لبلادها، أما أمريكا فاستطاعت تسييسه لخدمة مصالحها والقائمين عليها.
الغرب ليس لونا واحدا في التعامل مع الصهيونية، والعالم ليس صهيونيا
لا يظن ظان أن الاتحاد الأوروبي تحديدا منسجم انسجاما كاملا فيما بينه، بل هو خليط من عقائد وأفكار صليبية مختلفة متناحرة ولغات وعادات وتقاليد متباينة وأولويات متضادة، وليست كلها متفقة في مسألة التدخل في الصراع اليهودي في فلسطين، إلا بقدر توافق عليه الجميع وهو محاربة الإسلام وألا يكون له شوكة والتخلص من العبء اليهودي في أوروبا.
1- أن دول «الاتحاد الأوروبي» ليست متفقة على سياسة التدخل في شأن الصراع الصهيوني في فلسطين.
2- كما أن أمريكا لا تسمح للأوروبيين بالتدخل المباشر بشأن الصراع في المشرق الإسلامي إلا من خلالهم أو بتوصية منهم.
وقد يكون أعضاء الاتحاد الأوروبي متفقين على أداء دور سياسي أو حتى عسكري ما تجاه مشكلات المشرق الإسلامي، وتحديدا قضية فلسطين، لكنهم قد يكونون مختلفين على القدر المطلوب من التدخل ونوع التدخل وتوقيته.
وأحيانا تكون توجهات الاتحاد الأوروبي مخالفة تماما لما يتمناه الصهاينة، ومن ذلك ما تقدمت به كل من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا عام 2006م، بمبادرة وخطة سلام تضمنت وقف إطلاق النار بين كلا الطرفين الفلسطيني والصهيوني، وعقد مؤتمر سلام دولي، وتشكيل حكومة وطنية فلسطينية معترف بها دوليا، وإرسال قوات سلام دولية، لكن رد الكيان الصهيوني كان بالرفض تماما لهذه المبادرة.
ويطالعنا بين الحين والآخر الكثير من المؤسسات الغربية بأنواعها التي ترفض بصوت عال الممارسات التي يمارسها الكيان اليهودي ضد الشعب الفلسطيني، فقد أثارت حفيظة الكثير منهم ما قام به الكيان الصهيوني عام 2000م على أثر اقتحام شارون المسجد الأقصى وبرفقته 3000 جندي صهيوني من حرس الحدود مما تسبب في أحداث عرفت بانتفاضة الأقصى مما دفع نقابة الجامعات والمعاهد ببريطانيا «يو سي يو» كبرى نقابات التعليم العالي في بريطانيا، التي تضم في عضويتها أكثر من (120) ألف منتسب إلى تبني قرار مقاطعة الجامعات العبرية تضامنا مع الفلسطينيين، بل طالب القرار الاتحاد الأوروبي بالعمل على مقاطعة المؤسسات الأكاديمية العبرية ووقف الدعم المالي لها، وتلا ذلك الدعوة لمقاطعة المنتجات التي تصنع في المغتصبات اليهودية في الضفة الغربية، وعلت أصوات الكثير من المؤسسات المدنية في الغرب المطالبة باتخاذ قرارات وإجراءات بحق هذا الكيان الظالم، وترادف مع ذلك تراجع في تأثير اللوبي الصهيوني متمثلاً في المؤسسات بكل قطاعاتها.
ولا يدفعنا هذا إلى إحسان الظن بالغرب فهم ليسوا أهلا لهذا، ولا يرغبون منا إلاّ أن نميل إلى ما مالوا إليه ونحيد عن صراط ربنا تبارك وتعالى، والله تعالى حذرنا فقال: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} (القلم:9).
فهو يتحرك وفق سياسة «الثابت والمتحرك» والثابت هو إستراتيجيات لا يحيد عنها تتمثل في اتفاقهم جميعا على حرب الاسلام ورفض تنامي أي قوة معنوية أو مادية له.
صحيح أن العالم ليس كله صهيونيا لكن الدعاية الصهيونية المؤثرة والمتحرك والمناور على الساحة العالمية والذي يفوز بالمعركة الإعلامية والنفسية هو صهيوني، لكن أطماع الصهيونية وأنظارها تتجه نحوه بخطط مدروسة وخطوات محسوبة وبكل دهاء ومكر من غير اعتبار لأي مبدأ أو قيمة أو دين. واستطاع الصهاينة بمكر إقناع بل القيام بأكبر عملية غسيل دماغ في العالم قام بها اليهود عبر التاريخ كله.
ومن ضحايا هذه الأكاذيب على حد زعمه وتعجب لما ينقله! الرئيس الأمريكي السابق «جيمي كارتر» من تفاصيل أول زيارة قام بها للكيان الصهيوني عام 1973 قبل أن يصبح رئيسا، وكيف أن هذه الزيارة قد كشفت له عن واقع جديد لم يكن يعرفه من قبل عن طبيعة الحياة في إسرائيل وتفاصيل معاناة اللاجئين الفلسطينيين في الداخل والخارج.
لقد انطلت الأكاذيب على رئيس أكبر وأعظم دولة في التاريخ المعاصر وصاحب الخبرة السياسية وأكبر مؤسسة في العالم تشرف على الانتخابات الرئاسية في كثير من دول العالم وعلى راعي أكبر عملية سلام تاريخية بين العرب والصهاينة والحائز على جائزة نوبل للسلام، اعترف بأنه ضحية الكذب اليهودي!
إنها دلالة واضحة على الجهد الذي يمارسه اليهود في تغييب الحقائق عن العالم، وفي المقابل نجد ضحايا الكذب اليهودي كما ونوعا، مقابل آلية عربية إسلامية ضحلة في أدائها ضحلة في رؤيتها، وهذا ما وصفته الباحثة البريطانية (روز ماري) - في كتابها: «من الاقتلاع إلى الثورة»: لقد أدى الافتقار إلى تاريخ عربي صحيح لعملية الاقتلاع التي لم تذكر إلا مجزأة سعياً بالجمهور العربي إلى البقاء على جهله بما حدث فعلا.
حسبي ألا أقف عند هذا المثال فحسب، فرئيس أكبر دولة في العالم بل دعوني أضرب الصين أنموذجا مورس عليه التزوير اليهودي والصين تعد أكبر دولة في العالم من حيث الكثافة السكانية، لكن عملية رصد الإعلام الصيني خلال تلك الفترة 1948-1950، تشير إلى أن الصين الشعبية عدت العرب معتدين على الكيان اليهودي خلال الفترة وأن «العدوان العربي على إسرائيل يتم بتحريض من بريطانيا» ، أي تزوير هذا؟! لتدرك الصين أن تطوير علاقاتها مع إسرائيل لن يكون له أية نتائج سلبية لعلاقاتها مع الدول العربية؛ نظرًا لتزايد الاعتراف العربي بشكل مباشر ومعلن أو غير مباشر بإسرائيل، واعتبارها أن فكرة مكاتب المقاطعة العربية ستكون من الماضي. وقد تبين أن هذه النظرة الصينية كانت صحيحة؛ إذ إن علاقات الصين مع الدول العربية تتطور بشكل متسارع من ناحية، كما أنها تتطور مع الكيان اليهودي من ناحية ثانية.
لقد أدركت الصين أن ازدواجية علاقاتها العربية الصهيونية لن تؤثر أبدا في عقودها الاقتصادية أو علاقاتها الدبلوماسية؛ لأنه على ما يبدو لم تبد أي دولة عربية أو إسلامية امتعاضها للصين من علاقتها بالكيان اليهودي؛ لذا كانت الرغبة الصينية جامحة في مزيد من الانتشار العالمي وفي استثمار اللوبي اليهودي في الكونجرس الأميركي خصوصاً والنفوذ اليهودي في العالم عموماً؛ لتطوير العلاقات بين مؤسساتها التجارية والتكنولوجية ومراكز البحث العلمي مع نظيرتها اليهودية في الكيان اليهودي أو خارجه، ليتيح لها ذلك الوصول إلى التكنولوجيا الغربية من خلال المؤسسات التي يسهل على اللوبي الصهيوني الوصول لها عبر فروع هذه المؤسسات الغربية في الكيان اليهودي وخارجه، ولا يعني هذا أن الصين تدور في فلك السياسات الأمريكية أو الصهيونية، فكثيرا ما نددت بالاحتلال الأميركي للعراق، وكانت من الدول القليلة التي لم تنسجم سياساتها مع سياسة أميركا تجاه حكومة حماس في فلسطين، فأرسلت دعوة للدكتور محمود الزهار وزير خارجية حماس حينها لزيارة الصين، وكثيرا ما انتقدت الصين سياسة الولايات المتحدة في مشرقنا العربي.
إن الكيانات الحذقة هي التي تبحث عن الجسم النابض والمساحات الواسعة من الحرية لنشاطها الاقتصادي والسياسي وتترقب الفرص ويتجاوز العقبات بكل مرونة حتى تحقق لكيانها الرفعة والسؤدد؛ لذا فرضت الصين على العالم طريقة التعامل معها على أن تكون مبنية على اساس ومفهوم الهيمنة لا على أساس الشراكة وتبادل المنافع.
وهذا يدفعنا إلى اغتنام الفرص بجد لكسب أفراد ومؤسسات غربية أعلنت بل تصدت بكل ما تملك من قوة للدفاع عن شيء من حقوقنا في الميادين الغربية الإعلامية أو القانونية أو الإغاثية أو الصحية، بل بعضهم تصدى لليهود بأجسادهم وغيرها من ميادين شهدت بأدوار هؤلاء.
ولعل من أكثر المنظمات صرامة في توجهاتها ضد اليهودي مع أن من يتبنون فكرته - وهو «مارتن لوثر» - كان سببا في انعاش اليهودية في التاريخ المعاصر وعلى مستوى العالم، منظمة: (The Christian Nationalist Crusade) وتعني (الصليبية المسيحية الوطنية) التي تأسست عام 1941م في الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن أهم مبادئها الموثقة في نظامها الأساس «الاحتفاظ بأمريكا أمة مسيحية»، وأخذت على عاتقها مقاومة مشروع يهودي خطير يهدف إلى: «تبديل التراث المسيحي بالتراث اليهودي»، ويسعى أتباع هذه المنظمة بكل السبل إلى إيقاظ الغفلة الأمريكية الشعبية والرسمية من الخطر اليهودي المحدق في بلادهم: أمريكا.
ومن أهم إنجازات هذه الحركة التي وصلت إلينا، طباعة كتاب «نفاق اليهود» في لوس أنجلوس سنة 1948م، لمؤلفه «مارتن لوثر» مؤسس البروتستانتية، كما قامت تلك الحركة بطباعة عشرين مرسوماً بابوياً اتسمت بشدتها ضد اليهود!



اعداد: جهاد العايش




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 26-04-2024 الساعة 06:00 PM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.92 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (2.58%)]