عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 19-04-2024, 04:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,284
الدولة : Egypt
افتراضي رد: العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته

العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (10-10) نشر ثقافـة التطـوع



العمل التطوعي أسسه ومهاراته، سلسلة مقالات أردت منها إحياء سنة التطوع، فهو من أنبل الأعمال وأفضلها؛ لما فيه من عظيم الأجر، والنفع والخير للبلاد والعباد، فبه يستقر المجتمع وتحصل المحبة والألفة والوئام بين المسلمين، وتتحقق به مواساة أهل العوز والحاجة وإزالة أسباب الأحقاد من الصدور، وفيه نشر الألفة بين الناس، والتعاون على البر والخير بعيداً عن الفردية أو الأنانية أو السلبية .
وحينما نقلب صفحات تاريخنا الإسلامي نجد نماذج رائعة من الأعمال التطوعية التي كان لها الدور الفاعل في التنمية والحضارة، والتي وفرت الحياة الكريمة لكل إنسان في المجتمع المسلم، وخففت معاناة أهل الحاجة والعوز، ودفعت الطاقات البشرية لتسخر جهودها لمنفعة البلاد والعباد، وهذا ما حثت عليه شريعتنا الغراء، فالعمل التطوعي هو جزء من عقيدة المسلم وحياته اليومية.
ولتبيان الحقائق نقدم سلسلتنا في العمل التطوعي، وستكون حلقتنا العاشرة حول نشر ثقافة الوقف وإحياء سنته:
ثقافة التطوع لا ينشرها القائمون عليها فقط، بل يسهم في نشرها من اقتنع واعتقد بالعمل التطوعي، ولمس وأدرك الحاجة له، وانطلق من دوافع مسؤوليته ورغبته في أن يرى المؤسسات التطوعية الفاعلة منتشرة في المجتمع، لتسهم في حفظ كرامته ونمائه وارتقائه وبناء حضارته.
وأضحى النشر غير المباشر أحد أهم سبل النشر لثقافة أو فكرة أو سياسة أو مشروع، والنشر غير المباشر هو أن يسهم غيرك في نشر ما تريد ويدفع لمشروعك وهو من خارج دائرتك .
وهنالك مداخل أساسية للترغيب في العمل التطوعي، فحين التحدث عن العمل التطوعي، ودوره ومجالاته وإسهاماته ومقاصده، لنشر ثقافته، لا بد أن نستخدم مفاتيح نلج من خلالها إلى قلوب السامعين، وألخص في النقاط التالية، المداخل الأساسية التي تؤثر في الناس على اختلاف اهتماماتهم وتوجهاتهم:
- الأجر والمثوبة من الله تعالى .
- خدمة المجتمع، وتلبية حاجاته .
- إشاعة التراحم والمحبة بين أفراد المجتمع .
- حفظ الكرامة، وحل مشكلة الفقر.
- مساعدة الضعفاء والمساكين.
- ترابط الأسر وصلة الأرحام، وانتشار المحبة والألفة بينهم.
- الحماية من الجرائم والانحرافات في المجتمع .
- إقامة المشروعات الخيرية الجديدة .
- الوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين.
- توفير الحياة الكريمة لكل إنسان في المجتمع المسلم .
- تحقيق التنمية بالمشاركة المجتمعية.
- الشراكة الحقيقية بين القطاعات الثلاث.
- إقامة مؤسسات خيرية متجددة العطاء.
- سرعة الإيفاء بالحاجات حين النوازل والنكبات.
- المحافظة على قوة دولة الإسلام.
الأصول العشر في نشر ثقافة التطوع :
حين نخاطب الناس لحثهم على المشاركة في الأعمال التطوعية، لا بد أن نستخدم أصولاً ثابتة ننطلق من خلالها في حديثنا للترغيب والتفعيل لأعمالنا التطوعية، ألخصها بالآتي:
1. الآيات الكريمة في كتاب الله تعالى، التي تحث على التطوع والإحسان والتنفل والإيثار وفعل الخير.
2. الأحاديث النبوية في تطوع النبي[ وحث المسلمين على الأعمال التطوعية.
3. فعل الصحابة للأعمال التطوعية، وحرصهم على فعل الخير وخدمة المجتمع.
4. كتب الفقه التي خصصت لأحكام الأعمال التطوعية والخيرية ومشروعيتها باباً مستقلاً، وخرجت له العديد من المسائل .
5. أقوال المتقدمين في العمل التطوعي، من فقه وأحكام وخصائص وسمات ومجالات، وتحديد أكثره نفعاً وأجراً.
6. دور التطوع في بناء الحضارة الإسلامية في عهود العزة.
7. روائع الأعمال التطوعية المسلمين، وكيف خلدها ومجدها التاريخ .
8. مقومات نجاح المؤسسات التطوعية التي تملكها الأمة حصراً.
9. إيضاح دور الغرب في رعاية القطاع التطوعي وأصوله، وسن التشريعات لحمايته .
10. حاجة المجتمعات المعاصرة لمشاريع تطوعية جديدة (عصرية) تفي بحاجات المجتمع.
وهذا يدفعنا لتحديد المطلوب لتفعيل ونشر ثقافة التطوع في المجتمعات الإسلامية ، ونخصه بالآتي :
1- التوسع في مفهومه، فهو لا يقتصر على رعاية المساجد والمدارس والمستشفيات، وإنما يتعدى ليصل إلى كل حاجات الإنسان في زمنه، فالأزمان تتغير والحاجات تتجدد.
2- عقد المؤتمرات والندوات وورش العمل لبحث سبل نشر ثقافة التطوع ومجالاته، ونقل التجارب والخبرات بين البيئات المختلفة، واستخدام أنفع السبل لنشر ثقافته.
3- عمل مساقات تربوية علمية وإدخال مادة التطوع في المناهج الدراسية في المدارس والمعاهد والجامعات؛ لغرسه في عقول الطلبة والأبناء، تنظيراً وتطبيقاً من خلال معارض ومشاريع تطوعية يشارك بها الطالب ويشعر بالحاجة إليها ويتمتع بنتائجها.
4- توفير محاضن وبيئات عمل فاعلة للراغبين في التطوع، وتنمية قدراتهم، وتحقيق حاجاتهم النفسية من العمل التطوعي، والممارسة العملية للعمل التطوعي.
5- إعداد برامج تفتح مجالات جديدة، وتفعل الطاقات وتشجعها على العمل التطوعي. والتماس حاجة الأمة للعمل التطوعي؛ وذلك لكثرة الثغرات والتحديات ومتطلبات العصر، وإعادة البناء الإنساني، ولإعادة دور الإنسان في بنائه التطوعي الحضاري .
أخطاء في نشر ثقافة التطوع :
وتلك الأخطاء تقع فيها بعض المؤسسات العاملة لنشر ثقافة التطوع، ننبه عليها لتفاديها في حملاتنا الإعلامية:
1- تضخيم الأداء والنتائج للمؤسسات التطوعية، وعدم الدقة في الأرقام والإنجاز والمعطيات .
2- تعقيد الأسلوب والألفاظ والمصطلحات المستخدمة لنشر ثقافة التطوع، أي استخدام لغة صعبة على عامة الناس؛ فلابد أن تكون اللغة بسيطة وسلسة وخالية من التعقيدات حتى لا يجد المتلقي صعوبة في استقبالها.
3- الإغراق في ذكر الماضي، والعجز عن مجاراة الحاضر، بمعنى التباكي على الماضي، ولا رؤية مستقبلية للحاضر.
4- استنزاف الجهد والوقت في الرد على الشبهات التي يشيعها بعض المغرضين عن العمل التطوعي ومؤسساته.
5- العشوائية في الحملات الإعلامية ورسائلها المنشورة، وعدم التناسق والتدرج في الرسائل الإعلامية .
6- استخدام وسائل الإعلام التقليدية، وعدم الانفتاح على وسائل الاتصال الجديدة .
7- الطرح غير المدروس والبعيد عن التطبيق الفعلي، ومحاولة فرضه على أرض الواقع كمشاريع تطوعية؛ فلا بد أن تبنى المشاريع التطوعية على حقائق وأرقام واستبانات وإمكانات وغيرها.
8-الانبهار بالتجربة التطوعية والخيرية في الغرب وعدد المؤسسات وتنوعها، والشعور بالعجز عن مجاراتها.
ولا شك أن إحياء سنة التطوع وإعادة مؤسساته لمكانتها السابقة مسؤولية مجتمعية، فالكل مطالب بأن يعمل على قدر استطاعته.


اعداد: عيسى القدومي




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.99 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]