عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19-04-2024, 12:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,276
الدولة : Egypt
افتراضي رد: طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل

طرق تساعد على تنمية ذكاء الطفل (2-2)



إذا أردت لطفلك نمواً في قدراته وذكائه فهناك أنشطة تؤدي إلى تنمية ذكاء الطفل وتساعده على التفكير العلمي المنظم وسرعة الفطنة والقدرة على الابتكار حاول أن يكتسب هذه المهارات التي تنمي له ذكاءه.
و ) التربية البدنية:
الممارسة البدنية مهمة جداً لتنمية ذكاء الطفل،وهي وإن كانت إحدى الأنشطة المدرسية، إلا أنها مهمة جداً لحياة الطفل، ولا تقتصر على المدرسة فقط ،بل تبدأ مع الإنسان منذ مولده وحتى رحيله من الدنيا وهي بادئ ذي بدء تزيل الكسل والخمول من العقل والجسم وبالتالي تنشط الذكاء؛ ولذا كانت الحكمة العربية والإنجليزية أيضاً، التي تقول «العقل السليم في الجسم السليم» دليلاً على أهمية الاهتمام بالجسد السليم عن طريق الغذاء الصحي والرياضة حتى تكون عقولنا سليمة، ودليلاً على العلاقة الوطيدة بين العقل والجسد، ويبرز دور التربية في إعداد العقل والجسد معاً.
فالممارسة الرياضية في وقت الفراغ من أهم العوامل التي تعمل على الارتقاء بالمستوى الفني والبدني، وتكسب القوام الجيد،وتمنح الفرد السعادة والسرور والمرح والانفعالات الإيجابية السارة،وتجعله قادراً على العمل والإنتاج،والدفاع عن الوطن،وتعمل على الارتقاء بالمستوى الذهني والرياضي في إكساب الفرد النمو الشامل المتزن.
ومن الناحية العلمية :
فإن ممارسة النشاط البدني تساعد الطلاب على التوافق السليم والمثابرة وتحمل المسؤولية والشجاعة والإقدام والتعاون، وهذه صفات هامة تساعد الطالب على النجاح في حياته الدراسية وحياته العملية، ويقول د. حامد زهران في إحدى دراساته عن علاقة الرياضة بالذكاء والإبداع والابتكار: «إن الابتكار يرتبط بالعديد من المتغيرات مثل التحصيل والمستوى الاقتصادي والاجتماعي والشخصية وخصوصاً النشاط البدني فضلاً عن المناشط الإنسانية جميعها، ويذكر (دليفورد أن الابتكار غير مقصور على الفنون أو العلوم،ولكنه موجود في جميع أنواع النشاط الإنساني والبدني».
فالمناسبات الرياضية تتطلب استخدام الوظائف العقلية جميعها ومنها عمليات التفكير، فالتفوق في الرياضات «مثل الجمباز والغطس على سبيل المثال» يتطلب قدرات ابتكارية، ويسهم في تنمية التفكير العلمي والابتكاري والذكاء لدى الأطفال والشباب.
فمطلوب الاهتمام بالتربية البدنية السليمة والنشاط الرياضي من أجل صحة أطفالنا وصحة عقولهم وتفكيرهم وذكائهم .
القراءة والكتب والمكتبات :
والقراءة مهمة جداً لتنمية ذكاء أطفالنا، ولم لا؟ فإن أول كلمة نزلت في القرآن الكريم (اقرأ)، قال الله تعالى: {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم} فالقراءة تحتل مكان الصدارة من اهتمام الإنسان، باعتبارها الوسيلة الرئيسة لأن يستكشف الطفل البيئة من حوله،والأسلوب الأمثل لتعزيز قدراته الإبداعية الذاتية،وتطوير ملكاته استكمالاً للدور التعليمي للمدرسة.
- القراءة هي عملية تعويد الأطفال: كيف يقرأون؟ وماذا يقرأون؟
ولا أن نبدأ العناية بغرس حب القراءة أو عادة القراءة والميل لها في نفس الطفل والتعرف على ما يدور حوله منذ بداية معرفته للحروف والكلمات، ولذا فمسألة القراءة مسألة حيوية بالغة الأهمية لتنمية ثقافة الطفل، فعندما نحبب الأطفال في القراءة نشجع في الوقت نفسه الإيجابية في الطفل، وهي ناتجة من البحث والتثقيف،فحب القراءة يفعل مع الطفل أشياء كثيرة؛ فإنه يفتح الأبواب أمامهم نحو الفضول والاستطلاع، وينمي رغبتهم لرؤية أماكن يتخيلونها، ويقلل مشاعر الوحدة والملل، ويخلق أمامهم نماذج يتمثلون أدوارها، وفي النهاية تغير القراءة أسلوب حياة الأطفال .
- والهدف من القراءة أن نجعل الأطفال مفكرين باحثين مبتكرين يبحثون عن الحقائق والمعرفة بأنفسهم ،ومن أجل منفعتهم؛ مما يساعدهم في المستقبل على الدخول في العالم بوصفهم مخترعين ومبدعين، لا بوصفهم محاكين أو مقلدين.
والقراءة مهمة لحياة أطفالنا فكل طفل يكتسب عادة القراءة سيحب الأدب واللعب ، وسيدعم ذلك قدراته الإبداعية والابتكارية باستمرار، وهي تكسب الأطفال كذلك حب اللغة،واللغة ليست وسيلة تخاطب فحسب,بل هي أسلوب للتفكير .
الهوايات والأنشطة الترويحية:
هذه الأنشطة والهوايات تعد خير استثمار لوقت الفراغ لدى الطفل، وتعد استثمار وقت الفراغ من الأسباب المهمة التي تؤثر على تطورات ونمو الشخصية، ووقت الفراغ في المجتمعات المتقدمة لا يعد فقط وقتاً للترويح والاستجمام واستعادة القوى، ولكنه أيضاً، فترة من الوقت يمكن في غضونها تطوير الشخصية وتنميتها بصورة متزنة وشاملة .
- ويرى الكثير من رجال التربية ضرورة الاهتمام بتشكيل أنشطة وقت الفراغ بصورة تسهم في اكتساب الفرد الخبرات السارة الإيجابية، وفي نفس الوقت، تساعد على نمو شخصيته، وتكسبه العديد من الفوائد الخلقية والصحية والبدنية والفنية، ومن هنا تبرز أهميتها في البناء العقلي لدى الطفل والإنسان عموماً .
- تتنوع الهوايات ما بين كتابة شعر أو قصة أو عمل فني أو أدبي أو علمي، وممارسة الهوايات تؤدي إلى إظهار المواهب،فالهوايات تسهم في إنماء ملكات الطفل،ولا بد وأن تؤدي إلى تهيئة الطفل لإشباع ميوله ورغباته واستخراج طاقته الإبداعية والفكرية والفنية .
- والهوايات إما فردية، ولاسيما مثل الكتابة والرسم، وإما جماعية مثل الصناعات الصغيرة والألعاب الجماعية والهوايات المسرحية والفنية المختلفة.
والهوايات أنشطة ترويحية ولكنها تتخذ الجانب الفكري والإبداعي، وحتى إذا كانت جماعية، فهي جماعة من الأطفال تفكر معاً وتلعب معاً،فتؤدي العمل الجماعي وهو بذاته وسيلة لنقل الخبرات وتنمية التفكير والذكاء؛ ولذلك تؤدي الهوايات بمختلف مجالاتها وأنواعها دوراً مهماً في تنمية ذكاء الأطفال، وتشجعهم على التفكير المنظم والعمل المنتج، والابتكار والإبداع وإظهار المواهب المدفونة داخل نفوس الأطفال .
حفظ القرآن الكريم :
ونأتي إلى مسك الختام، وهو حفظ القرآن الكريم، فالقرآن الكريم من أهم المناشط لتنمية الذكاء لدى الأطفال، ولم لا؟ والقرآن الكريم يدعونا إلى التأمل والتفكير،بدءاً من خلق السموات والأرض، وهي قمة التفكير والتأمل، وحتى خلق الإنسان، وخلق ما حولنا من أشياء ليزداد إيماننا ويمتزج العلم بالعمل.
وحفظ القرآن الكريم، وإدراك معانيه، معرفة كاملة، يوصل الإنسان إلى مرحلة متقدمة من الذكاء، بل نجد كبار العرب وأذكياءهم وعلماءهم وأدباءهم يحفظون القرآن الكريم منذ الصغر؛لأنه القاعدة المهمة التي توسع الفكر والإدراك،فحفظ القرآن الكريم يؤدي إلى تنمية الذكاء بدرجات مرتفعة .
وعن دعوة القرآن الكريم للتفكير والتدبر واستخدام العقل والفكر لمعرفة الله حق المعرفة، بمعرفة قدرته العظيمة، ومعرفة الكون الذي نعيش فيه حق المعرفة، نستعرض فيما يلي بعضاً من هذه الآيات القرآنية التي تحث على طلب العلم والتفكر في مخلوقات الله وفي الكون الفسيح:
- قول الحق: {قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا}(سبأ:46) وهي دعوة للتفكير في الوحدة وفي الجماعة أيضاً
- وقوله عز وجل: {كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون} (البقرة : 219) وهي دعوة للتفكير في كل آيات وخلق الله عز وجل.
- وقوله عز وجل: {كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون}(يونس : 24).
- و أيضا:{إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} (الرعد: 3).
- ويقول الحق سبحانه وتعالى: {أولم يتفكروا في أنفسهم} (الروم: 8 ).
وهي دعوة مفتوحة للتفكير في النفس والمستقبل .
- وهناك دعوة أخرى للتفكير في خلق السموات والأرض، وفي كل حال عليه الإنسان ، فيقول المولى عز وجل: {الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض} (آل عمران: 191).
- بل هناك دعوة لنتفكر في القصص الحق،لتشويق المسلم صغيراً وكبيراً، يقول الحق: {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون} (الأعراف:176).


اعداد: المستشارة التربوية: شيماء ناصر




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.88 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.92%)]