عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26-04-2024, 06:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,244
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حوارات الآخرة

حوارات الآخرة (3)



جاء في الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح، فينادي مناد: ياأهل الجنة، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت، وكلهم قد رآه، ثم ينادي: ياأهل النار، فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت، وكلهم قد رآه، فيُذبح، ثم يقول: ياأهل الجنة خلود فلا موت، وياأهل النار خلود فلا موت، ثم قرأ: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة} وهؤلاء في غفلة أهل الدنيا {وهم لا يؤمنون}» متفق عليه.
- لا شك أنها «لحظة حسرة» لأهل النار؛ وذلك أنهم يفقدون الأمل في تغير الحال.. فالعذاب دائم لا ينقطع.
كنت وصاحبي نتصفح الكتب في (الآيباد).. بعد أن أتممنا تنزيل المكتبة الشاملة بأكملها على جهاز بحجم كف اليد.
- ومع ذلك فإن الكافرين ينسون هذه الحقيقة من شدة العذاب كما قال الله تعالى: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون..} (الزخرف:77)، وبين طلبهم وإجابة مالك عليهم عدد من السنين يعلمه الله عز وجل.. ثم تزيد النكاية بهم: {لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون} (الزخرف:78).. ويأتي هذا الطلب بأن يُقضى عليهم بالموت بعد يأسهم من تخفيف العذاب: {وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال} (غافر:50).
- هذا التوبيخ والتذكير بأحوالهم في الدنيا وعنادهم ورفضهم للحق.. يبدأ من لحظة الدخول: {وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين} (الزمر:71).
- الغريب أنهم لا ينكرون أن الله بعث الرسل.. وأن الرسل بينوا لهم.. وأنذروهم.
قاطعته:
- منذ اللحظة الأولى لمغادرة الدنيا والإقبال على الآخرة يفقد العبد السيطرة على أعضائه.. فلا تأتمر بأمره.. فلا ينطق اللسان كما يريد.. ولا تتحرك الأصابع بما يريد.. وترجع الجوارح للعمل بأمر الله.. فمن كان من أهل الطاعات يوفقه الله للنطق بالشهادة في هذه اللحظات.. بل يُنطق الله الجوارح بما كانت تعمل: {اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون} (يس:65).. {حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون} (فصلت:20-21).
وفي الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو تبسم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا تسألوني من أي شيء ضحكت؟» قالوا: يا رسول الله عن أي شيء ضحكت، فقال: «عجبت من مجادلة العبد ربه يوم القيامة، يقول: يا رب أليس وعدتني ألا تظلمني؟ فقال: بلى، قال: فإني لا أقبل علي شهادة شاهد إلا من نفسي، فيقول: أو ليس كفى بي شهيدا وبالملائكة الكرام الكاتبين؟ قال: فيردد هذا الكلام مرات، فيختم على فيه، وتكلم أركانه بما كان يعمل فيقول: بعدا لكن وسحقا، عنكن كنت أجادل» (هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه».

اعداد: د. أمير الحداد
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.46 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.90%)]