عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 29-04-2024, 03:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,229
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السياسة الشرعية

السياسة الشرعية (41)


– حقيقة الوهابية؟!


إن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب هي دعوة التوحيد, دعوة للالتزام بكتاب الله عز وجل وبهدي نبيه صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام والسلف الصالح, دعوة ضد كل البدع والمحدثات في ديننا وشريعتنا, اتهمها أعداؤها بتهم عدة باطلة, منها أنهم ألصقوا بتلك الدعوة المباركة مسمى: «الوهابية»، وهذا مصطلح خطأ لسببين:
- الأول: خطأ تاريخي؛ لأن الوهابية التي حذر منها علماء المسلمين كانت في القرن الثاني الهجري, وهي فرقة تنسب لعبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم, وهي فرقة إباضية خارجة مناوئة لأهل السنة والجماعة ومخالفة لتعاليم الإسلام وكان انتشارها في شمال أفريقيا.
- الثاني: خطأ لغوي؛ لأن كلمة الوهابية نسبة لوالده وهو لم يقم بها، فضلاً عن ذلك أن دعوة الشيح محمد بن عبدالوهاب لا تتوافق مع الخوارج الإباضية في آرائهم, ولا غيرهم من الفرق التي ذمها علماء أهل السنة منذ نشأت في ديار المسلمين.
في زمن الشيخ محمد بن عبد الوهاب انتشر الشرك في أنحاء الجزيرة العربية حتى أصبح الناس مشركين كمشركي الجاهلية يتعلقون بغير الله تعالى فيتعلقون بالأولياء والصالحين وغيرهم من الأوثان والأصنام؛ لذلك تجد أن أول ما قامت عليه دعوة الشيخ هي الإنكار على ما رآه سائدًا في زمانه من مفاسد كالتبرك بالقبور والتعلق بالتمائم، وهي بالطبع أعمال تنافي التوحيد بالله, فكانوا يتعلقون بتلك الجمادات طلباً للنفع أو دفعاً للضر, ونسوا أن الله هو النافع الضار القادر على كل شيء, لقد شق على الشيخ الكريم ما رآه من أفعال شركية بائنة, أفعال فيها جرأة على الخالق المعبود بصرف القلب والعمل إلى غيره, مع أنه هو المنعم والمتفضل سبحانه بكل شيء. فعمل على التحذير من تلك الأمور, وقام بهدم تلك الأضرحة والمشاهد المبنية على القبور وهدم القباب على قبور آل البيت وقبور بعض الصحابة بالبقيع، فالشيخ الذي قام بدعوته للقضاء على الشوائب التي دخلت الإسلام في صفائه ونقاوته رغبة منه في تصحيح العقائد وتنقيتها من البدع والشرك, سار على هذا الدرب مثلما سار من قبله دعاة المسلمين مثل: أحمد بن حنبل في العراق, والعز بن عبد السلام في مصر, وشيخ الإسلام ابن تيمية في الشام, والشاطبي في المغرب والأندلس.
إن كل ما أراده الشيخ محمد بن عبد الوهاب في دعوته هو إزالة ما تعلق بالدين وتعاليمه القويمة من شوائب قد تُفسد المنهج، فأراد أن يصحح ما أُدخل على التوحيد ولاسيما توحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات من مشاركةٍ للمخلوق مع الخالق في صرف ما هو لله عز وجل.
تلك الدعوة السلفية الصحيحة التي نبعت من وسط الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر, في وقت كان المسلمون في كافة أنحاء المعمورة أحوج ما يكونون إليها؛ لإنقاذهم من الجهل الذي طبع على قلوبهم وصارت العادات عبادات, وانتشرت مفاهيم خاطئة حول العقيدة والعبادات, وظهر علماء يجهلون أمور دينهم، بل يأمرون الناس بالاقتداء بهم, كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يخشاه على أمته من العلماء المضلين, الذين يفتون بغير ما أنزل الله فيضلون ويُضلون في قوله صلى الله عليه وسلم : «إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعًا, ولكن ينتزعه مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى ناس جهال فَيُستفتون فيفتون برأيهم فيَضلون ويُضلون» رواه البخاري.
والله الموفق والمستعان.




اعداد: محمد الراشد
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.56 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.88%)]