عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 21-04-2024, 02:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,276
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري

شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (12) باب: أنزل القرآن على سبعة أحرف

اعداد: الفرقان



الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. والحمد لله الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. والحمد لله الذي جعل كتابه موعظة وشفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة ونورا للمؤمنين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.
2116. عن عُمَرَ بْن الْخَطَّابِ يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَؤُهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقْرَأَنِيهَا، فَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمْهَلْتُهُ حَتَّى انْصَرَفَ، ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ فَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «أَرْسِلْهُ، اقْرَأْ، فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «هَكَذَا أُنْزِلَتْ»، ثُمَّ قَالَ لِي: «اقْرَأْ»، فَقَرَأْتُ، فَقَالَ: «هَكَذَا أُنْزِلَتْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ».
الشرح: قال المنذري: باب: أنزل القرآن على سبعة أحرف.
وهذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في باب صلاة المسافرين وقصرها (1/560) وبوب عليه الإمام النووي: باب بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وبيان معناه.
قال: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام، وعمر رضي الله عنه أمير الؤمنين من حفاظ القرآن من الصحابة، بل الخلفاء الأربعة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، كلهم من حفظة كتاب الله، وهشام بن حكيم هو القرشي الأسدي، صحابي ابن صحابي، مات قبل أبيه.
قال عمر رضي الله عنه : سمعت هشام بن حكيم بن حزام، يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها، يعني أنه كان قد قرأ سورة «الفرقان» على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعها منه مشافهة، ثم سمع هشام يقرؤها على غير القراءة التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستنكر ذلك وعظم عليه.
قوله: «فكدت أن أعجل عليه» يعني كدت أن أتناوله وهو في صلاته، لكني أمهلته حتى ينتهي ويسلم من صلاته، قال: «حتى انصرف ثم لببته برداءة» يعني: أخذت بمجامع ردائه من عنقه وجررته به، مأخوذٌ من اللّبة التي هي صفحة العنق.
وفي هذا بيان ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من الاعتناء بالقرآن ولفظه، والذبّ عنه، والمحافظة عليه كما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم دون تغيير ولا تبديل.
قوله: «فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرسله، اقرأ، فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ» فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عمر أن يرسله حتى يسمع منه القراءة، ليحكم عليه، ولكن عمر نسبه إلى المخالفة في القراءة، والنبي صلى الله عليه وسلم يعلم جواز القراءة بالوجه الذي قرأه، وعمر لم يكن يعلم ذلك.
ولأنه لم يأت منكراً ظاهرا يقتضي تعزيره أو تأديبه بذلك.
وأيضا: لأنه لا يستطيع القراءة وهو ملبّب.
قوله: «فقال له: أرسله، فقرأ هشام فقال صلى الله عليه وسلم : هكذا أنزلت، ثم قال لي: اقرأ، فقرأت، فقال: هكذا أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه» ومعنى الأحرف السبعة عند أهل العلم على وجوه، قال الإمام النووي: اختلف العلماء في المراد بالسبعة أحرف، قال عياض: هو توسعة وتسهيل، لم يقصد به الحصر. هكذا قال! وهذا لاشك أنه فيه شيء من التأويل.
ثم قال النووي: وقال الأكثرون: هو حصر العدد في سبعة. ثم قيل: هي سبعة في المعاني، كالوعد والوعيد، والحلال والحرام، والقصص والأمثال، والأمر والنهي، ثم اختلف هؤلاء في تعين السبعة.
وقال آخرون: هي - يعني السبعة - في أداء التلاوة وكيفية النطق بكلماتها، من إدغام وإظهار، وتفخيم وترقيق، وإمالة ومد؛ لأن العرب كانت مختلفة اللغات في هذه الوجوه، فيسّر الله تعالى عليهم، ليقرأ كل إنسان بما يوافق لغته، ويسهل على لسانه.
وقال أبو عبيد: سبع لغات العرب، يمنها ومعدّها، وهي أفصح اللغات وأعلاها، وقيل: بل السبعة كلها لمضر وحدها - يعني قريش - وهي متفرقة في القرآن غير مجتمعة في كلمة واحدة، وقيل: هي متفرقة في القرآن، غير مجتمعة في بعض كلمة واحدة، وقيل: بل هي مجتمعة في بعض الكلمات، كقوله تعالى: {وعَبَدَ الطاغوت} (المائدة: 60)، {يرْتعْ ويلعبْ} (يوسف:12)، {باعدْ بين أسفارنا} (سبأ: 19)، {بعذابٍ بئيس}(الأعراف: 165)، وغير ذلك. انتهى.
يعني أن القراءات السبع يمكن أن تجتمع في كلمة واحدة، أو لا تجتمع، فقد تتعدد القراءات في الكلمة الواحدة، فتقرأ بأكثر من قراءه مثل {عبَدَ الطاغوت} بالفعل الماضي وبفتح الطاغوت وكسرها، وقرئت {وعَبْد الطاغوت} وقرئت أيضا {وعُبُد الطاغوت} على جمع الجمع، فهذه أربع قراءات كلها في كلمة واحدة، لكن هذا لا يعني أنها تكون في كل آية كذلك.
قال الباقلاني: الصحيح أن هذه الأحرف السبعة ظهرت واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وضبطها عنه الأمة، وأثبتها عثمان والجماعة في المصاحف، وأخبروا بصحتها، وإنما حذفوا منها ما لم يثبت متواتراً، وأن هذه الأحرف تختلف معانيها تارة، وألفاظها أخرى، وليست متضادة ولا متنافية. انتهى.
فالقراءات السبع لا شك كان فيها تسهيل وتيسير على الأمة، ولا سيما في أوائل نزول القرآن؛ فإنّ العرب تختلف ألفاظها باختلاف قبائلها، فكون جميع العرب يقرؤون القرآن بلغة قريش، كان فيه شيء من العسر في بداية الأمر؛ ولذلك كان تنوع هذه القراءات تيسيرا للناس وتسهيلا، وقد جاء صريحا في الحديث في صحيح مسلم (1/561): عن ابن عباس مرفوعا: «أقرأني جبريلُ عليه السلام على حرف، فراجعته فلم أزلْ استزيده فيزيدني، حتى انتهى إلى سبعة أحرف» قال ابن شهاب: بلغني أن تلك السبعة أحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحداً، لا يختلف في الحلال والحرام.
وفي حديث آخر: عن أبي بن كعب قال: «.. فأتاه جبريل عليه السلام فقال: «إنّ الله يأمرك أنْ تقرئ أمتك القرآن على حرفٍ» فقال: «أسألُ الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا ُتطيقُ ذلك» ثم أتاه الثانية، فقال: «إنّ الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين» فقال: «أسألُ الله معافاتَه ومغفرته، وإن أمتي لا تطيقُ ذلك» ثم جاءه الثالثة فقال: إنّ الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف، فقال: «أسألُ الله معافاته ومغفرته، وإنّ أمتي لا تُطيق ذلك» ثم جاءه الرابعة، فقال: «إنّ الله يأمرك أن تقرئ أُمتك القرآن على سبعةِ أحرف، فأيما حرفٍ قرأوا عليه فقد أصابوا» رواه مسلم (1/562 - 563 ).
وهذا ما قاله الطحاوي رحمه الله: إنّ القراءة بالأحرف السبعة كانت في أول الأمر خاصة للضرورة، لاختلاف لغة العرب، ومشقة أخذ جميع الطوائف بلغة، فلما كثر الناس والكتاب، وارتفعت الضرورة كانت قراءة واحدة.
فالقراءات السبع كان فيها تيسير على الأمة في بداية نزول القرآن؛ لاختلاف لغات العرب، ولما كثر القراء، وانتشر حفظ القرآن، صارت هذه القراءات نافعة للأمة من حيث معرفة لغات العرب، وتنوعها، وتنوع الفوائد الفقهية والأصولية التي تستفاد منها، فإن كل قراءة فيها أحيانا معنى جديد، لا من باب التضاد، وإنما من باب اختلاف التنوع، مما يزيد القرآن بلاغةً وجمالا، ومعانٍي عظيمة تضاف إلى معانيه السابقة.
كما أن تعدّد القراءات يدل على إعجاز القرآن في إيجازه، حيث تدل كل قراءة على حكم شرعي، وبيان مجمل، وفائدة علمية، وتوجيه رباني عظيم.
لكن لا بد أن تنقل القراءة عن النبي صلى الله عليه وسلم نقلا صحيحا، وقد تقرر عند المسلمين جميعا حرمة إبدال حرفٍ مكان حرف، بغير نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم متواتر، فكيف بإبدال آية مكان آية؟! كأن يجعل مكان {غفور رحيم} {سميع بصير}؟! ونحو ذلك، فإن هذا تحريف للقرآن!!
والأركان عند العلماء في القراءة الصحيحة ثلاثة:
1- أن توافق القراءة اللغة العربية بوجهٍ من الوجوه.
2- أن توافق رسم المصحف العثماني ولو احتمالاً، فلفظة {مالك يوم الدين} كتبت في جميع المصاحف بغير ألف، وتقرأ {ملك} عند بعضهم، وهي توافق الرسم، ومثل {تعلمون} و{يعلمون} وما أشبه ذلك.
3- أن تكون القراءة صحيحة السند، فيعتمد في هذا الباب على سلامة النقل، وصحة الرواية، ويستبعد ما لا يصح سنده.
ومتى اختل ركنٌ من هذه الأركان أو أكثر، أطلق عليها أنها قراءة شاذة أو ضعيفة، ولا يجوز القراءة بها في الصلاة.
(ينظر في ذلك الإتقان في علوم القرآن للسيوطي وغيره).
باب: قراءة النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على غيره
2117. عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: «إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ {لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا...} قَالَ: وَسَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ: «فَبَكَى».
الشرح: الحديث أخرجه الإمام مسلم أيضا في كتاب قصر صلاة المسافرين، وبوب عليه الإمام النووي: باب استحباب قراءة القرآن على أهل الفضل والحذاق فيه، وإنْ كان القارئ أفضل من المقروء عليه.
أي: يستحب قراءة القرآن على أهل الفضل، وأهل العلم الحفظ والإتقان، والحذاق هم المتقنون المهرة في كتاب الله، وإن كان القارئ أحيانا أفضل من المقروء عليه، كأن يكون القارئ مبرّزا في علم آخر يفوق من يقرأ عليه.
وأورد فيه حديث أنس رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك {لم يَكنْ الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين} قال: وسماني؟ قال: نعم، فبكى، وفي رواية قال: آالله سماني لك؟ قال: «الله سماك لي»، فجعل أبي يبكي.
وهذا الحديث فيه فوائد كثيرة منها:
1- استحباب قراءة القرآن على الحذاق وأهل العلم به، وإن كان القارئ أفضل من المقروء عليه، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ على أبي بن كعب.
2- وفي هذا الحديث: منقبةٌ عظيمة، ومنزلة شريفة لأبي بن كعب الأنصاري رضي الله عنه ، بقراءة النبي صلى الله عليه وسلم عليه، حتى قيل: لا يعلم أحد من الصحابة شاركه في هذا الفضل.
3- ومنقبة أخرى لأبي رضي الله عنه بذكر الله تعالى له في الملأ الأعلى، وسماه لنبيه صلى الله عليه وسلم باسمه ونص عليه، وهذه منزلة رفيعة أيضا، قلّ من شاركه فيها.
4- وفي الحديث: البكاء في الفرح والسرور، بما يبشر به الإنسان من البشارات العظيمة، ولا سيما فيما يُعطاه من معالي الأمور، والمناقب العالية في الدين والعلم.
5- وقول أبي: «وسماني الله لك؟» يعني: هل قال الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : اقرأ على أحد أصحابك، أو اقرأ على أبيّ بالخصوص؟
فأراد أن يستفسر ويتأكد؛ لأن الأمر فيه احتمالٌ، فقال: وسماني الله لك؟ قال: سماك الله لي، فجعل أبي يبكي فرحا.
6- وقد اختلف العلماء: في الحكمة من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بن كعب؟
فقيل: لأجل أن تستنّ الأمة به في القراءة على أهل الإتقان والفضل، وأن يتعلموا آداب القراءة، للعالم والمتعلم، ولا يستكبروا عن ذلك أو يأنفوا.
وقيل: الحكمة التنبيه على جلالة الصحابي أبي ومكانته، وأهليته لأخذ القرآن عنه من بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان أبي رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم إماما في القرآن وإقرائه ورأسا فيه، ومن أجلّ الصحابة في ذلك، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : «خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعودٍ، وأبي بن كعب، ومعاذِ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة». متفق عليه.
وهذا فيه ظهور معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم .
وأما لماذا خص الله تعالى هذه السورة بالذكر، وهي سورة «البينة» {لم يكنْ الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكّين حتى تأتيهم البينة رسولٌ من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتبٌ قيمة..... } السورة؟
قالوا: لأنها سورة عظيمة وجيزة جامعةٌ، ذات فوائد كثيرة في أصول الدين وفروعه ومهماته، فالله تعالى قد ذكر أولا: أن أهل الكتاب ما كانوا منفكين عن الكفر، بل كانوا ملازمين للكفر والشرك، فهذا حال الناس قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب والمشركين، أنهم كانوا ملازمين للكفر.
وقوله: {حتى تأتيهم البينة} أي: حتى جاءهم الله تعالى بالبينة الكبرى، وهي القرآن العظيم، ورسوله الكريم، فقال {رسولٌ من الله يتلو صحفاً مطهرة فيها كتبٌ قيمة} أي: فيها حكم ومواعظ، وأخبار صادقة، وأحكام وحلال وحرام.
ثم نبه الله تعالى على الإخلاص الذي تصح به الأعمال، فقال: {وما أُمروا إلا ليَعبدوا الله مخلصين له الدّين} فهو أمر الله لجميع خلقه، وقوله {حُنفاءَ} أي: مائلين عن الشرك إلى التوحيد، وعن سائر الملل إلى دين الإسلام.
ثم نبّه على الصلاة التي هي أعظم ركنٍ في الإسلام، ثم نبه على الزكاة وهي من أعظم العبادات المالية.
ثم قال: {ذلك دينُ القيمة} أي ذلك التوحيد والإخلاص، هو الدين المستقيم، الموصل إلى جنات النّعيم.
ثم أخبر أن شر البرية هم الكفار والمشركون؛ لأنهم عرفوا الحق وتركوه، وأعرضوا عن التوحيد، وأنهم مخلدون في النار والعياذ بالله.
وأما خير البرية: فهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات؛ ولذا بشرهم بجنات عدن، أي: جنات إقامة دائمة، تجري من تحتها الأنهار، أي: خلالها، خالدين فيه أبدا لا يخرجون منها، ثم أخبر عن رضاه عنه لقيامهم بما يرضيه؛ ولذا أعد لهم أنواع الكرامات.
وذلك الجزاء الحسن {ذلك لمن خَشيَ ربه} لمن خاف الله فترك معاصيه، وقام بما أوجب عليه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 27.17 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.26%)]