عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 05-04-2024, 11:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,788
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة
(27)

الدرس السابع والعشرون
صيام رمضان يحقق التقوى
الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، و
بعد:


اعلم أنّ الصيام الشرعي يُحقِّق للعبد المؤمن تقوى الله ?، وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: ١٨٣] .
فيا أيها المسلم:
١ - اتق الله ?! والتقوى الواجبة هي بفعل الواجبات وترك المحرما
ت، وقد أمرنا الله بها، فقال ـ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا} [الأحزاب: ٧٠] .
فاجعل تقوى الله ملازمةً لك في كل زمانٍ ومكانٍ، وقد قال ع لأبي ذر س: (اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ) رواه الترمذي وأحمد (حسن) .


٢ - اتق الله ? التقوى المندوب: وهي بزيادة النوافل وترك المكروهات، وقد قال ع: (إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ... الحديث) رواه البخاري.

٣ - اجتهد في القيام بكل ما يَقِيك من عذاب الله، ومن ذلك: الصيام،
فقد قال ع: (وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ) رواه البخاري ومسلم، وقال ع: (الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ) رواه احمد والحاكم (صحيح) . ومن ذلك: الصدقة، وقد قال ع: (اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ) رواه الشيخان.
اهتمّ بالصيام والصدقة والكلام الطيب!
٤ - اتّقِ الله في كل شأنٍ من شئون حياتك، اتّقِ اللهَ في لسانك، وقد قال تعالى: {وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا} [الأحزاب:٧٠] . واتّقِ الله في طعامك وشرابك، فلا تأكل أو تشرب إلا حلالاً، وقد قال تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [
البقرة: ١٩٧] .


واتّق الله في لباسك، واجعل شعارك الظاهر والباطن تقوى الله، واحذر من الملابس المحرمة، ومن الإسبال في ثيابك أيها المسلم، وقد قال تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف: ٢٦] . واتّقِ الله في الظاهر والسر "في الغيب والشهادة" ، في الشارع والعمل، وأمام الناس وإذا خلوت وحدك، وقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [الملك:١٢] . وقد قال ع: (ثَلاثٌ مُهْلِكَاتٌ، وَثَلاثٌ مُنَجِّيَاتٍ) وفيه: (وَأَمَّا الْمُنَجِّيَاتُ: فَالْعَدْلُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَى، وَالْقَصْدُ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَخَشْيَةُ اللَّهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ) رواه الطبراني في الكبير (حسن) . واسألِ اللهَ خشيته في الغيب والشهادة، وقد كان من دعاء رسول الله ع: (اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) رواه النسائي (صحيح) .
٥ - اجتهد في تحقيق تقوى الله عز وجل، واجعلها نصب عينيك، وادرس نفسك في صيامك، هل استفدت منه في طاعة ربك، والتوبة إليه، والرجوع إليه، وصلاح قلبك؟ فإنّ القلب هو مَحطُّ التقوى، فإذا صلَح، صلَح الجسد كله، وقد قال ع:
(التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) رواه مسلم. وقال ع: (أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ) رواه الشيخان.

٦ - استفرغ بقية عمرك في كل عملٍ صالحٍ، وزيادة إيمانك، وتقوى ربك؛ لتحصل على توفيق الله لك ورعايته ونصره، وقد قال تعالى: {إِنَّ الله مَعَ الذين اتقوا والذين هُم مُّحْسِنُونَ} [النحل: ١٢٨] . وعلى محبة الله لك: {إِنَّ الله يُحِبُّ المتقين} [التوبة:٤] ، ولِيَجعل الله لك المخرج، ويرزقك من حيث لا تحتسب، ويُيسَّر لك أم
ورك، ويعظم أجرك، ويُعلِّمك ربك ما تفرِّق به بين الحق والباطل، ويُكفِّر الله سيئاتك، ولا يُضيع أجرك، ويتقبَّل عملك، ويُنجيك ربك من عذابه، ولتحصل على الفوز في الدنيا والآخرة، والله المُوفِّق.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.94 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]